Site icon صحيفة الوطن

مصدر إيراني لـ«الوطن»: رؤية طهران له «إيجابية» لكنها لن تهرول باتجاه واشنطن … ظريف لبايدن عشية تنصيبه: خطوة مقابل خطوة

عشية تنصيب الديمقراطي، جو بايدن، رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده ستتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة على قاعدة «خطوة مقابل خطوة»، في حين وصف مصدر إيراني في دمشق السنوات الأربع التي قضاها دونالد ترامب في منصب الرئاسة بأنها «غير اعتيادية» في الولايات المتحدة، لأنه قام خلالها «بأعمال كثيرة تخرج عن الأدب والعرف الدبلوماسي»، وتسببت بفقدان أميركا لهيبتها في المحافل والأوساط الدولية، وأوضح أن رؤية طهران الآن بالنسبة لبايدن هي رؤية إيجابية، لكنها لن تهرول باتجاه واشنطن.
ومن المقرر أن يتم اليوم تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 13 تشرين الثاني الماضي على منافسه الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي ناصب خلال سنوات رئاسته، العداء لإيران ومحور المقاومة في المنطقة.
ظريف، وحسب موقع قناة «الميادين – نت» الإلكتروني، أكد أمس أن بلاده ستتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة على قاعدة «خطوة مقابل خطوة»، مستبعداً أن تقوم إدارة ترامب المنصرفة بأي حماقة ضدّ إيران.
كما أكّد، أن بلاده ليست في وارد التصعيد أو الحرب، معتبراً أن ما قامت به إدارة ترامب المنصرفة من خطوات وتهديد لن يؤثر في إرادة الشعب الإيراني، واعتبر أن انصراف ترامب «سينعكس إيجاباً على بلدنا».
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي: «لم نتلق بعد أي رسالة من فريق بايدن»، مضيفاً: إنه «إذا لم نتأكد من عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي من دون قيد أو شرط فإن المفاوضات لا معنى لها».
على خط مواز، هدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري، بتفكيك كاميرات المراقبة الخاصة بالوكالة الدولية في المنشآت النووية في حال استمرار العقوبات، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني.
في السياق، قال المصدر الإيراني في تصريح لـ«الوطن»، في تعليقه على سياسة ترامب خلال فترة ولايته: «السنوات الأربع الماضية من عمر إدارة ترامب كانت غير اعتيادية في الولايات المتحدة الأميركية، لأنه استغل هذا المنصب للقيام بأعمال كثيرة تخرج عن الأدب والعرف الدبلوماسي».
وأوضح المصدر، أنه في إطار السياسة الخارجية التي اتبعها ترامب، حصل «الخروج الفج» من الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة «5 +1» التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة) وألمانيا، مع عدم الالتزام بالتعهدات التي قطعتها أميركا على نفسها فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران في الجانب النووي.
واعتبر المصدر، أن «تلك السنوات مرت من غير رجعة»، لكنه أضاف: «يبدو أن الأميركيين مرروا ما كانوا يريدون من أهداف ومخططات، وقد يكونوا حصلوا على النتيجة المبتغاة، ولكن «إيران قاومت هذه الضغوط التي مورست عليها وعلى محور المقاومة الذي ثبت على مبادئه ومواقفه».
وأوضح، أنه بالنسبة لجو بايدن، فإن إيران كانت واضحة، عندما قالت: «نحن لا يكفينا أن تعود أميركا إلى الاتفاق النووي، بل يجب أن تقوم بتنفيذ التزاماتها، وأن تكون وفية بهذه الالتزامات ومنها وقف العقوبات المالية ضد إيران وأقله في تجارة النفط، وثانياً الكف عن سياسة شيطنة إيران والتصعيد في منطقة الخليج، لكي يكون هناك تعاط إيجابي من قبل الدبلوماسية الإيرانية مع الملف الأميركي، وإلا فإن إيران ليست بوارد أن تضيع الوقت في أمور لا فائدة منها في المستقبل».
وقال: «ترامب ذهب وما تركه لأميركا هو الفشل وعدم المصداقية في السياسة الدولية، وتسبب بفقدان أميركا لهيبتها في المحافل والأوساط الدولية».
واعتبر المصدر، أن أميركا اليوم «يجب أن تعود إلى رشدها، والعمل وفق الأعراف والقوانين الدولية في التعاطي مع باقي الدول، ونأمل في أن تكون الحقبة القادمة مع الرئاسة الجديدة أفضل مما سبقها، ولكن الإيرانيين ليسوا مستعدين للهرولة إلى أميركا»، مضيفاً: «إيران تنتظر وتراقب ما سيحدث وعلى أساس ذلك أعتقد أن وزارة الخارجية الإيرانية ستكون لها إستراتيجيتها بالتعاطي مع الإدارة الأميركية الجديدة».
وأعرب المصدر عن اعتقاده أن بايدن سيتعظ من أخطاء سلفه ترامب، وقال: «هو نفسه (الرئيس الديمقراطي السابق) باراك أوباما، هو نفسه الديمقراطي الذي يمرر ما يريد ولكن بأساليب ناعمة، ونحن في إيران لا نعول على الرؤساء الأميركيين، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية تعول على الأفعال الأميركية».
وأضاف: «إذا كانت هناك نية لدى إدارة بايدن بالعودة إلى المحادثات النووية والاتفاق النووي ضمن إطار «5+1» فالجمهورية الإسلامية لا ترفض هذا الشيء وتتعامل بمرونة مع أي طرح أميركي إيجابي لكنها تنظر إلى النتائج».
وتابع: «الآن رؤية إيران بالنسبة لبايدن هي رؤية إيجابية على أساس أنه شاهد ما شاهد من أفعال ترامب والجميع شاهد ما حصل في الشارع الأميركي مؤخراً وحتى في البيت الأبيض وهذا شيء غير مألوف في أميركا».
وأعرب المصدر عن اعتقاده، أن الاتحاد الأوروبي كان يناغم ترامب في الضغط على إيران، لكن أعتقد أنه سئم من هذه التصرفات الترامبية في السنوات الماضية، واليوم يجب على الاتحاد الأوروبي تشجيع بايدن على أن يكون إيجابياً في التعاطي مع الملف النووي الإيراني وطبيعة العلاقة مع إيران والوضع في منطقة الخليج.
أما فيما يتعلق بسورية، فقد رأى المصدر أن الوضع لن يتغير كثيراً، مشيراً إلى أنه قد يكون الأميركيون لديهم إصرار على البقاء في شمال شرق سورية، «ولكن في النهاية سيتخذون قراراً بالرحيل لأن الكلفة التي يتكلفها الأميركيون كبيرة».
وأضاف: «صحيح أنهم يتصرفون بمنطق اللصوص ويسرقون النفط والمحاصيل الزراعية، لكن بايدن الذي بدأ يطرح نفسه على أنه شخص عقلاني، أعتقد أنه سيغير من طريقة تعاطيه مع الملفات، وبالتالي يمكن أن يكون هناك ضغط أقل على سورية فيما يتعلق بالمنطقة الشرقية».
وبعد أن أوضح المصدر، أن هناك تخوفاً من عودة التكفيريين لضرب الأمن والسلم السوريين، ورأى أن «ثبات الجيش السوري وحلفاءه في تيار المقاومة في سورية ضد التكفيريين سيجبر الأميركيين على تغيير سياستهم تجاه سورية، وأعتقد أن بايدن إذا رأى حالة الثبات هذه على الأقل في السنتين القادمتين ستكون هناك تغييرات في الإستراتيجية الأميركية».

Exit mobile version