Site icon صحيفة الوطن

المحافظ خليل لـ«الوطن»: ما جرى جريمة ضد الإنسانية ونضعه برسم المنظمات الدولية ومجلس الأمن … شهيد وأربعة جرحى جراء إطلاق «قسد» الرصاص على الأهالي المحتجين ضدها في الحسكة

أكد محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، أن الأوضاع في المحافظة عادت للهدوء لكن الحصار مازال مستمراً، ومازال المواطنون المحاصرون في مركز المدينة وفي حيي طي وحلكو بالقامشلي بحاجة إلى الدواء وإلى المواد الغذائية والمحروقات وغيرها، واصفاً ما جرى بالأمس بحق المحتجين وإطلاق الرصاص عليهم من قبل ميليشيات «قسد» بأنه يرقى لجريمة ضد الإنسانية، بحق محتجين سلميين خرجوا للتعبير عن حاجاتهم الغذائية والدوائية، لكنهم جوبهوا بالرصاص من قبل قناصة «قسد» المحاصرين لهم.
وخرج أهالي مدينة الحسكة، بالأمس، وللمرة الثانية، تباعاً في تظاهرة احتجاجية سلمية ضد الحصار الجائر الذي لا تزال تفرضه عليهم ميليشيات «قسد» العاملة تحت إمرة الاحتلال الأميركي، والتي قامت بإطلاق الرصاص الحي بكثافة عليهم، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة أربعة آخرين.
المئات من الأهالي وصلوا إلى وسط مدينة الحسكة ونفّذوا اعتصامهم ووقفتهم الاحتجاجية في ساحة الرئيس حافظ الأسد، رافعين صور الرئيس بشار الأسد والأعلام الوطنية واليافطات التي تدعو إلى تعزيز التلاحم الوطني والجماهيري، ومرددين الهتافات الوطنية وأخرى تندد بالحصار الذي تفرضه ميليشيات «قسد» التي منعت دخول المواد الغذائية والتموينية والمستلزمات والأدوات الطبية والوقود والطحين إلى أحياء وسط المدينة.
ولدى وصول الأهالي إلى شارع فلسطين، أطلق مسلحو «قسد» الرصاص عليهم بكثافة وبشكل عشوائي، في محاولة لتفريق المشاركين بنيران أسلحتهم الرشاشة، ما أدى إلى استشهاد أحد المشاركين وإصابة أربعة آخرين.
ميليشيات «قسد» ومنذ ليلة أول من أمس وساعات الصباح الأولى من يوم أمس، عملت على إحكام إغلاق المنافذ والمعابر المؤدية إلى وسط المدينة ووضع عرباتها العسكرية المصفحة على الحواجز التابعة لها، واعتلى قناصتهم أسطح المنازل لاستهداف المشاركين.
محافظ الحسكة تفقد المصابين جراء اعتداء ميليشيات ‌«قسد» عليهم، في مركز اللؤلؤة الطبي المحدث «وسط مدينة الحسكة»، وأكد في تصريح لمراسل «الوطن» في الحسكة، أن رفض الأهالي من كل مكونات المحافظة للحصار الجائر الذي تفرضه ميليشيات «قسد» على مركز مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو في مدينة القامشلي، والذي دخل أسبوعه الثالث، ومنع دخول المواد والغذائية والتموينية والطبية والوقود والطحين في محافظة القمح والنفط التي تصدّرها لباقي المحافظات، لافتاً إلى أن النفط السوري يُسرق اليوم ويعبر الحدود إلى أماكن أخرى أمام عيون العالم بأسره.
وأوضح خليل، أن خروج المواطنين بشكل عفوي بالرغم من الظروف الجوية جاء لكسر الحصار، وقالوا كلمتهم المشروعة بملء إرادتهم، قبل أن يتم استهدافهم في ساحة الاعتصام، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء أحدهم وإصابة اثنين آخرين، إضافة إلى قنص اثنين آخرين أيضاً في شارع فلسطين وسط المدينة.
وأضاف: «أترك تقييم ما حصل من استهداف للمواطن السوري للمواطن السوري نفسه، لأننا لم نتعامل مع مسلحي تلك الميليشيات كعدو ولم نتجه نحوهم إلى التصعيد»، لافتاً إلى أن كل ممارسات ميليشيات «قسد» وأهداف كل من يملي عليها تشير إلى أنها عدوانية.
وتابع: كل هذا يقودنا إلى التساؤل: هل كل هذه الممارسات جاءت للتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة؟، أم لاستكمال المشاركة في تطبيق «قانون قيصر»، والتي باتت حقيقة بيّنة على أنها من أعداء الخارج، وكل هذا نضعه برسم المواطن في الحسكة وفي سورية وبرسم المنظمات الدولية وبرسم الأمم المتحدة والقانون الدولي».
محافظ الحسكة، وفي تصريح هاتفي أجرته معه «الوطن» من دمشق، لفت إلى أن تقييم ما جرى بالأمس والمشاهد المصورة لقيام قناصة ميليشيات «قسد»، بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين يترك أيضاً برسم المنظمات الدولية ومجلس الأمن والقانون الدولي، وبرسم كل من يرى ويشعر بأن هناك من هو محتاج لهذه المواد الغذائية.
وأكد خليل، أن ما تقوم به الدولة جيد، وهي تؤمن بطرق خاصة كل ما يلزم قدر الإمكان ولو بالحد الأدنى للمواطنين، معبراً عن أمله في أن يجري فك الحصار عنهم لأنهم مواطنون أبرياء وليس لهم ذنب بكل ما يدور، ولا يوجد أي مطالب تستوجب القيام بحصارهم ومنع حاجياتهم عنهم للأسبوع الثالث على التوالي.
محافظ الحسكة، أكد أن دور المنظمات الدولية لا يذكر، وهي لم تقدم أي شيء في مجال ما يجري وإنما قدمت أشياء بمجالات إنسانية بسيطة لا ترقى لمستوى حاجة المواطن، وأجزم أن هذا الدور لا يرقى إلى دورها المنوط بها والذي يجب أن تمارسه كمنظمات إنسانية.
وشدد خليل على أن الضغط الشعبي متواصل، مؤكداً أن ما جرى أمس كان عفوياً، والمواطنون خرجوا من بيوتهم رغم الظروف الجوية الصعبة والبرد لكن ألمهم على أولادهم ومرضاهم والمحتاجين لهم دفعهم للشارع، للتأكيد على مطالبهم بفك الحصار عنهم.
عضو مجلس الشعب عن محافظة الحسكة حسن السلومي، أكد لـ«الوطن»، أن ميليشيات «قسد» مازالت تطبق حصاراً جائراً على أحياء مركز المدينة، وتمنع وصول الحاجيات الأساسية إليها.
ولفت السلومي إلى أن ميليشيات «قسد» كانت نشرت القناصة على أسطح الأبنية المواجهة للساحة التي كان سيتجمع فيها المواطنون المحتجون، ولكن رغم ذلك هناك حالة غضب شعبية لا يمكن أن يثنيها هذا الرصاص، مؤكداً أن الوقفات الاحتجاجية ستتواصل حتى يفك الحصار عن مدينة الحسكة والقامشلي، وكاشفاً بأن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد بل ستكون هناك تطورات جديدة تباعاً.
السلومي أشار إلى أن ما تقوم به ميليشيات «قسد» هو تنفيذ لتعليمات سيدهم الأميركي، حيث حركت الولايات المتحدة أدواتها من درعا إلى بادية دير الزور إلى الحسكة، ومن خلال ما يجري تحاول ميليشيات «قسد» الحصول على ما تعتبره مكاسب انفصالية، مضيفاً: إنه رغم كل هذا الحصار سيبقى المواطن صامداً ولن ينالوا (الميليشيات) شيئاً على الإطلاق، وأبناء الحسكة سيفشلون المشروع الذي يحلمون به».
ولفت السلومي إلى أن الوساطات الآن متوقفة بسبب المطالب غير المشروعة التي تطالب بها الميليشيات الانفصالية، والأمر متروك حالياً للمواطنين الشرفاء الذين سيحددون مصير هذه المنطقة بالأيام القادمة ومنع أي محاولات انفصال أو ما شابه ذلك، مؤكداً أن الأيام القادمة ستحمل تطورات للأفضل، والشارع لم يعد يحتمل الممارسات القمعية والحصار الذي تقوم بها هذه الميليشيات.

Exit mobile version