Site icon صحيفة الوطن

ثنائيات تمثيليّة جمعها الفن وبقيت محفورة في الوجدان (جميل وهنا) بين الحقيقة والتمثيل فعلت الكيمياء فعلها وحققا نجاحاً مستمراً

الثنائيات التي برزت في الفن سواء محلياً أم عربياً وحتى عالمياً، استطاعت أن تترك في صندوق الذاكرة مكاناً نعود إليه مرة تلو الأخرى، سواء بالحديث مع الأصدقاء أم في متابعة التلفاز أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى باللجوء إلى اليوتيوب للتمتع بالمتابعة من دون دعايات، كلها طرق نلجأ إليها لنستمتع عبر ساعات من الزمن بأداء مشهود له بثنائيات أعطى أصحابها كل ما يملكون من جهد وتركيز بكل ما يحلمون بشغف المهنة، لتصل شفافية عطائهم إلينا بصدق، يمسك بحبل الارتباط بيننا وبينهم بقوة لا يمكن لأيام أو سنوات قادمة أن تحله، مهما بلغت التنويعات أو المستجدات الطارئة على الفنون التلفزيونية أو المسرحية والسينمائية.
اليوم في جزئيتنا هذه سنحكي حكاية ثنائية جمعها الفن برباط أقوى هو الحب والزواج، وللمزيد نتمنى عليكم قراءة ممتعة.

في الثنائية

الثيمة اليوم لثنائيتنا متفردة، فالرابط بين كل من الفنان أيمن زيدان والفنانة نورمان أسعد، جاء طبيعياً وسلسلاً عبر مسلسل «يوميات جميل وهنا»، لينقلب التمثيل إلى حقيقة بسبب الكيمياء التي جمعت بين قلبي الفنانين، وخصوصاً أن عدد الحلقات في الجزء الأول وصل إلى 40 حلقة، فكانا يلتقيان كثيراً، ليتزوجا -رغم فارق العمر- ومن ثم لينفصلا، وليعودا للارتباط من جديد بعد عام من الارتباط وليرزقا بطفلة (جودي)، ولينفصلا بشكل نهائي في عام 2003. ولكن الجانب الشخصي لم يؤثر في مهنية واحتراف الثنائية، حيث بقي الأداء في الجزء الثاني «ألو جميل ألو هنا» والذي تم تصويره بعد الانفصال بالمستوى المطلوب، هذا وعاد واجتمع الفنانان في مسلسل «زمان الصمت» تأليف محمود الجعفري وإخراج سمير حسين، ولم يعكر الانفصال صفو العلاقة أو يؤثر في حسن التعامل أو حتى الأداء بينهما. ولنختم هنا في الجانب الشخصي كيف كان ارتباط كل من زيدان وأسعد حضارياً كما في انفصالهما، فكلاهما استمر في حياته بشكل طبيعي، من دون أي مشاكل أو فضائح أو تصاريح نارية حول الطلاق أو الخلاف. وبالمقابل تجدر الإشارة إلى أن الفنانة نورمان أسعد ما زالت محافظة على نجوميتها رغم اعتزالها وابتعادها تماماً عن الأضواء والاكتفاء بالاهتمام بحياتها الشخصية وبرعاية أولادها الخمسة، ورغم هذا الابتعاد ما زال الجمهور حتى اليوم يحتفظ بمحبة لها بشكل خاص ولهذه الثنائية مع الفنان أيمن زيدان، وذلك بسبب إتقان الأداء والذي تلقاه الجمهور بسعادة بداية من الجزء الأول وامتداداً إلى الجزء الثاني، والدليل على كلامنا هذا أنه رغم عرض المسلسل في التسعينيات، إلا أنه وبمجرد تداول أي صورة أو مقطع فيديو يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي من المسلسل، تنهال التعليقات التي تشيد بزمن الإبداع والشفافية في تقديم الدراما المتصلة بهموم العائلة ومشاكلها اليومية.

في المسلسل بجزأيه

الذاكرة الدرامية السورية لا تخلو من المسلسلات التي ما زالت محل متابعة كلما عاد عرضها على الشاشات المحلية أو العربية، ومن بينها المسلسل بجزأيه «يوميات جميل وهنا» و«ألو جميل ألو هنا»، للمخرج هشام شربتجي والكاتب د. زياد الريس. قصة المسلسل تلخص حياة زوجية بسيطة في قوالب كوميدية محببة، من دون أي محتوى عميق يوجه للجمهور رسالة معينة بذاته، بل تدور الحتوتة حول علاقة زوجية بين الفنان أيمن زيدان بشخصية «جميل» الرجل الحازم والناجح بحياته العملية، على عكس حياته الشخصية والعاطفية والتي يسبب له خجله الزائد من النساء الوقوع بالمطبات، وخصوصاً لكون زوجته «هنا» والتي تجسدها الفنانة نورمان أسعد تغار عليه كثيراً، وبين مقالب الزوجة والمخططات التي يحوكها الزوج بمساعدة صديقه الكاتب تدور الحبكة في قوالب كوميدية.
وأيضاً لابد لنا من ذكر بعض عناصر النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من المسلسل، فنصه متمتع بمضامين مميزة وبسيطة، إضافة إلى أن الفريق التمثيلي كله من فنانين على قدر كبير من الاحترافية في تقديم الكوميديا من دون أي تهريج أو مبالغة.
وحول الجزء الثاني «ألو جميل ألو هنا» نتابع وبحسب رأي النقاد وأصحاب الاختصاص، أن استثمار الأجزاء هو استثمار فاشل، وبهذا الفخ وقع الجزء الثاني، فبرأي أهل الخبرات، لاقى «ألو جميل ألو هنا» في عرضه الأول بهوتاً وخيبة من الجمهور، بعكس الترحيب ونسبة المشاهدة العالية التي تمتع بها الجزء الأول. لكن هنا لنقف ونقول كلمة حق، فاليوم المعادلة اختلفت والجمهور المشاهد سواء المحلي أو العربي يلتف حول التلفاز لمتابعة حلقات المسلسل بجزأيه، لربما سبب ذلك للامتنان لأعمال نضجت مع الأيام في الفكر والبال لدى المشاهد، ما دامت الساحة الدرامية تقدم ما يخلو من الدفء والحب المطلوبين اللذين نفتقرهما اليوم في زمن الأزمات ومتاعبها.

Exit mobile version