Site icon صحيفة الوطن

قانون بوسمان

نعيش في فترة انتقالات لاعبي كرة القدم لحظات صاخبة إثر دفع الأندية الثرية أرقاماً فلكية للتعاقد مع النجوم الكبار، ولكن هذه الأرقام ما كان لها لتكبر وتنمو بسرعة خيالية لولا قانون بوسمان الذي حرر اللاعبين من عبودية الأندية التي كانت بمنزلة رب العمل وولي النعمة.
المال وحده لا يضمن النجاح ما لم يترافق مع الموهبة والفكر على حد قول مدرب توتنهام الحالي جوزيه مورينيو، ولكن المال في الآن ذاته عصب كرة القدم، ولا يمكن أن تحيا من دونه فهو كالوقود ولنا في الركود الذي أصاب الأندية على هامش انخفاض العائدات بسبب كورونا مثال حي.
عندما نقارن بين الحقوق التلفزيونية المونديالية من 1990 وحتى المونديال الروسي نفاجأ بالأرقام الفلكية، فالمبلغ زاد قرابة عشرين ضعفاً من 95 مليون يورو وحتى مليار و850 مليوناً.
هذه الزيادة في حقوق النقل التلفزيوني جعلت مشاهدة كرة القدم خاصة بالأغنياء ولم تعد لعبة الشعوب والفقراء، لدرجة أن المشاهدة المنزلية باتت تكلف كالمشاهدة في أرض الملعب.
والأندية اليوم رفعت الراية البيضاء بسبب غياب الجماهير، وبعضها لم يبرم أي صفقة في الانتقالات الأخيرة خشية تفاقم الخسائر، وكل هذا يقودنا إلى أن الأسعار خلال عام كورونا أصابها التراجع ولم تواصل التحليق، واللاعب الأعلى سعراً في سوق الانتقالات حالياً الفرنسي مبابي، حيث يصل سعره إلى 150 مليون يورو، مع العلم أن نيمار كلف الباريسي 222 مليون يورو والبرازيلي كوتينيو كلف برشلونة قرابة 150 مليون يورو، وهذه الأرقام سببها شخص يدعىى جان مارك بوسمان الذي كان وراء تخلص اللاعبين من عبودية الأندية برفعه دعوى قضائية ضد نادي رويال دي لييج البلجيكي الذي لم يسمح له بالانتقال إلى فرنسا عام 1990 واستمرت المرافعات خمس سنوات حتى كسب القضية، ومن يومها أضحى اللاعب حراً بمجرد انتهاء عقده، ولكن بوسمان يعيش حالياً على الفتات في الوقت الذي ينعم فيه لاعبو الكرة البارزون برواتب خيالية يسيل لها اللعاب أسبوعياً، وحيال ذلك يقول:
لو أن كل لاعب استفاد من قانون بوسمان أعطاني واحداً بالمئة من قيمة عقده لأصبحت أغنى من أي لاعب على سطح البسيطة، والكاتب البلجيكي ماتياس أسيك يقول:
الشخص الذي منح اللاعبين ووكلاءهم الملايين يعيش على الملاليم والمعونة الشهرية البالغة 750 يورو شهرياً.
ما دعانا للتذكير بقانون بوسمان المبلغ الذي يتقاضاه ليونيل ميسي من برشلونة سنوياً الذي يقارب 150 مليون يورو وهذه الأرقام الجنونية ما كان لها أن تتنامى لولا قانون بوسمان.

Exit mobile version