Site icon صحيفة الوطن

بين النوافذ

فجأة اختفى مدرب منتخبنا الوطني للرجال بكرة السلة بعد تأجيل منافسات النافذة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس آسيا لمنتخبات الرجال بكرة السلة.
الأمريكي جوزيف ساليرنو الذي كان منهمكا في تدريب منتخبنا الوطني خلال معسكره بدمشق، وبين خطط إعداد واستعداد، وأحمال تدريبية بدنية وجرعات فنية، فجأة توقف كل شيء وحزم حقائبه وعاد إلى بلاده.
لسنا ضد الديناميكية والمرونة في التعامل مع المدربين الأجانب باعتبارهم قادمين للمساهمة في تطوير واقعنا السلوي من بوابة المنتخب، ومن منطلق أنه لاشيء يمكن أن يفعله المدرب الأجنبي مع غياب المنتخب وعودة اللاعبين إلى أنديتهم للمشاركة معها في منافسات الدوري السوري لكرة السلة.
لكن بذات الوقت فالمنتخب مرآة للدوري، واللاعب يبذل قصارى جهده في الدوري للمساهمة في فوز فريقه وأخذ طريقه إلى المنتخب الوطني وكسب صفة اللاعب الدولي، وهذا ينعكس على مدخوله المادي حيال التعاقدات معه، وبالتالي فماذا يمنع من بقاء مدرب المنتخب في سورية ومتابعة مباريات الدوري السوري في أكثر من محافظة بهدف مشاهدة اللاعبين وهم يلعبون في فرقهم، والتعرف على أداء الفرق المحلية والفكر الذي تدار فيه السلة السورية بأرض الملعب، وهذا ما كان من أهم أسباب مبادرته إلى دعوة المدربين السوريين إلى دورة تدريبية لتعريفهم بفكره وفلسفته التدريبية التي اعتمدها مع المنتخب وكيفية التعامل مع اللاعب السوري وتطويره فنيا وذهنيا واستثماره بالشكل الأمثل.
ساليرنو الذي تمكن من قيادة منتخبنا للفوز على المنتخب الإيراني في النافذة الثانية، لم تتوقف مهمته عند هذا الدور، ولا دورة المدربين التي أقامها لمدربينا، فهناك أشياء كثيرة وعديدة يمكن أن يفيد بها سلتنا، سواء بالحضور المباشر لمباريات الدوري السوري للرجال، أم في متابعته لمباريات الفئات العمرية وأدوارها النهائية التي تتوالى تباعا في الفترة الحالية.
ولا أظن أن فكرة مشاهدته لمباريات الدوري ملبية له من خلال النقل المباشر، مع الشكاوي العديدة والكثيرة التي ظهرت مؤخرا حول النقل المباشر عبر النت، وبذات الوقت ومادام الدوري قد أخذ شكله المنتظم خلال مرحلة الإياب، والفريق صار يلعب مباراة واحدة أسبوعيا، فماذا يمنع من دعوة المنتخب الوطني ضمن تجمعات أسبوعية أو جغرافية، وذلك لضمان الجاهزية البدنية والفنية والذهنية للاعبي المنتخب، خصوصاً أن موعد النافذة الثالثة لم يحدد بعد، ومن يدري يتم تحديده في فترة قريبة؟! ويبقى السؤال: هل التعاقد مع المدرب الأجنبي للمعسكرات والمباريات فقط، أم أنه عقد موسمي ينتهي مع انتهاء المهمة التي جاء من أجلها.

Exit mobile version