Site icon صحيفة الوطن

للحيلولة دون المبيت داخل سياراتهم.. أطباء حلب يطالبون بتخصيصهم بمحطة وقود

جدد أطباء حلب مطلبهم بتخصيص محطة وقود خاصة بهم لكسب مزيد من الوقت لأداء واجبهم الإنساني على أكمل وجه، بدل الوقوف ساعات طويلة أمام المحطات للحصول على مخصصاتهم من البنزين مع صعوبة الاستحواذ عليها جراء تفاقم الأزمة في الأيام الأخيرة ولجوء بعضهم إلى المبيت داخل سياراتهم حتى اليوم الثاني لضمان التزود بالمادة.
ودعا اختصاصي الأمراض البولية والتناسلية الدكتور أيمن صطوف عبر «الوطن» الجهات المعنية إلى توفير أدنى مقومات صمود وبقاء الأطباء في بلدهم في ظل استنزافهم وتزايد أعداد المهجرين منهم إلى بلاد الاغتراب «ولو بتخصيص محطة بنزين تقيهم شر وعوز الوقوف ساعات طويلة أمام محطات الوقود سواء نالوا حصتهم أم لم ينالوها، فالكثير من الأطباء مكلفون بمهمات مضاعفة في المشافي الحكومية والجامعية بعد تسرب ونقص أعدادهم، كما أن للأساتذة مهمات تعليمية في المشافي الجامعية وكلية الطب، ومنهم من لديه مناوبات ليلية قد تصل إلى 15 مناوبة شهرياً، ولا يسمح وقتهم بالوقوف على الدور ساعات غير معلومة»، ورأى أحد أطباء الأمراض الصدرية أن جائحة كورونا فاقمت من معاناتهم واستحوذت على جل وقتهم الذي يمنعهم من الانتظار طويلاً على دور البنزين للحصول على ليترات معدودة منه، وقال: «هل يعقل أن أترك المرضى أو أتخلف عن زيارتهم كرمى للبنزين ومن دون أن تراعي الجهات المعنية مسؤولياتي تجاه هؤلاء في ظل انتشار موجة جديدة من المرض»،!؟ كما يقول لـ«الوطن».
وطالب زميل له اختصاصي في الأمراض الهضمية محافظ حلب حسين دياب باتخاذ قرار بتخصيص ساعات محددة يومياً للأطباء في إحدى الكازيات لتسهيل حصولهم على البنزين «أسوة بمحافظتي حماة وطرطوس، وذلك تقديراً لجهود الأطباء وإنصافاً لهم وتضامناً معهم، وبما يوفر لهم بعض الوقت للتفرغ لمرضاهم ومشاغلهم وللتغلب على مصاعب الحياة التي لا تنأى عنهم ويئن تحت وطـأتها معظمهم»، ولفت إلى أن بعض الأطباء يضطرون لحجز دور لسياراتهم والمبيت داخلها ليلة كاملة لضمان حصولهم على المشتق النفطي في اليوم التالي بسبب الضغط والازدحام الذي تعاني منه محطات الوقود داخل مدينة حلب!.
وأشار العديد من الأطباء ممن التقتهم «الوطن» إلى أنهم يشترون البنزين من السوق السوداء بسعر يتراوح بين 2000 إلى 3000 ليرة لليتر الواحد «وهو متوافر بكثرة وفي مناطق عديدة بحلب على حين يعاني الندرة داخل محطات الوقود التي ينفد منها ظهر كل يوم وقبل ذلك أيضاً»، على حد قول أحدهم، الذي لفت إلى أن وقته لا يسمح له بالانتظار بضع ساعات أمام المحطات للتزود بمخصصاته في ظل غياب البدائل سوى السوق الموازية.
وكان حرم القصر العدلي بحلب قد نجح في 28 أيلول الماضي في نصب محطة وقود خاصة بالسادة القضاة وبموظفي عدلية حلب لتوفير عناء الانتظار وضياع وقتهم في الحصول على البنزين، وفي تجربة يتيمة لم تنجح أي جهة أخرى من نقابات أو اتحادات في السير على هداها أو الاقتداء بها باستثناء تخصيص محطتي وقود لسيارات جرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة ولمنظومة الإسعاف السريع.
وسبق لأطباء حلب أن طالبوا خلال اجتماع الهيئة العامة لنقابتهم في 3 شباط الماضي بتخصيص محطة وقود خاصة بهم إلا أن للجهات المسؤولة «أذناً من طين وأذناً من عجين»، وفق قول أحدهم.
يذكر أن محافظة حلب، ومنذ 22 الشهر الفائت و«كإجراء مؤقت»، فعلت مجدداً توزيع البنزين على السيارات الخصوصي، وفق أرقام لوحاتها بخلاف نظيرتها العمومية «بغية تنظيم عملية بيع البنزين في محطات الوقود والحد من الازدحام، وإيصال المادة بأيسر السبل لمستحقيها، وفق البطاقة الإلكترونية»، حسب تصريح مصدر في المحافظة لـ«الوطن».

Exit mobile version