تعتبر الطرق الزراعية في غاية الأهمية والضرورة للقطاع الزراعي وزيادة إنتاجه كماً ونوعاً من خلال سهولة الوصول للأراضي الزراعية وتقديم الخدمات اللازمة لها ولمزروعاتها وأشجارها، ورغم ذلك يمكننا القول إن العمل في هذا المجال توقف بشكل شبه كامل بعد تحويله من الزراعة إلى الخدمات الفنية بالمحافظات منذ أكثر نحو أربعة عشر عاماً، حيث أهملت المحافظات ومكاتبها التنفيذية الطرق الزراعية لمصلحة الطرق الخدمية التي دمجت مع بعضها في الخطط والموازنات السنوية.
في ضوء ما تقدم نجد أن معظم الأراضي الزراعية في ريف طرطوس تفتقر للطرق الزراعية، وبالتالي بات وصول أصحابها إليها أمراً في غاية الصعوبة بسبب ذلك وغيره وهذا ما انعكس سلباً على واقعها واستثمارها وواقع أشجار الزيتون والتفاحيات وغيرها فيها وهذا يعني أن على الجهات الحكومية ذات العلاقة محلياً ومركزياً العمل على وضع خطط لشق طرق جديدة وتعبيدها وفق أسس وأولويات محددة، كما يعني ضرورة تشجيع رجال المال والأعمال كل في منطقته على شق طرق زراعية بإشراف الزراعة ومن ثم تخصيص المبالغ المالية اللازمة لتعبيدها ووضعها بخدمة الزراعة والمزارعين قبل أن تجرفها السيول وتمنع السير عليها كما حصل في بعض قرى ريف القدموس الغربي. إلخ.
والأسئلة التي تفرض نفسها في ظل هذا الواقع، وبناءً على الصعوبات التي واجهتها فرق الإطفاء أثناء محاولتها إطفاء الكثير من الحرائق التي امتدت للأراضي الزراعية في ريف طرطوس الصيف الماضي لعدم وجود طرق توصلها إلى تلك الأراضي ما هي خطة مديرية الخدمات الفنية لهذا العام في مجال صيانة وشق وتعبيد وإكساء الطرق الزراعية؟ وما هي الطريقة التي اتبعت في وضع هذه الخطة على مستوى كل قرية أو منطقة؟ وهل الاعتمادات والإمكانات متوافرة لتنفيذ الخطة؟
مدير الخدمات الفنية علي هلال رستم بين لـ«الوطن» أنه تم تخصيص 20 بالمئة من خطة الصيانة التي تقوم بها ورش المديرية خلال العام للطرق الزراعية المعبّدة أو المكسوة وصيانتها كما تمت زيادة الاعتمادات المخصصة للطرق الزراعية من ضمن تأهيل الطرق من 200 مليون إلى 400 مليون وبناء على ذلك تم وضع خطة لتعبيد طرق زراعية في مختلف مناطق المحافظة وتم تصديق الأضابير الفنية وهي قيد الإعلان حالياً وبطول إجمالي يصل إلى 23 كم.
وبالنسبة لشق الطرق الزراعية وضمن الخطة التي تم إعدادها أوضح رستم أن آليات المديرية تقوم بشق الطرق الواردة والتي تم تدقيق تنازلاتها على الواقع وتم شق أكثر من 20 كم وتعزيل طرق كثيرة والمديرية مستمرة بذلك حتى الانتهاء ووفق الإمكانيات.
وحول مدى كفاية الاعتمادات أشار رستم إلى أنه تم توجيه كتاب من المحافظ للوزارة لإضافة مليار ليرة للطرق الزراعية هذا العام من خارج اعتمادات المحافظة وتمت إحالته إلى وزارة المالية إلا أن الإجابة عادت من وزارة المالية بعدم الإمكانية حالياً.