Site icon صحيفة الوطن

وثائق كشفت تعاقد شركات مع قوى ودول غربية لخلق صورة مزيفة عن الواقع … هستيريا التضليل الإعلامي تواكب الحرب على سورية

تواصلت هستيريا التضليل الإعلامي حول ما يجري في سورية ومحاولات شرعنة التنظيمات الإرهابية غربياً على مر سنوات الحرب القذرة التي تستهدفها منذ عام 2011، بالتوازي مع الاعتداءات العسكرية وحملات التمويل المادي واللوجستي لهذه التنظيمات.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء في تقرير لها أمس، أنه وعلى مدى سنوات الحرب الإرهابية ضد سورية، تواصلت هستيريا التضليل الإعلامي حول ما يجري فيها، لتصبح حرب المعلومات المضللة والحملات الدعائية المغرضة التي تمولها قوى غربية وإقليمية مختلفة، أحد أبرز جوانب الحرب القذرة التي تستهدف سورية لما لعبته تلك الحرب في الترويج للتنظيمات الإرهابية واختراع غطاء سياسي وإنساني لها.
وأكدت أن وسائل الإعلام الغربية والإقليمية، شكلت الركن الأساسي في الحرب الإرهابية على سورية منذ عام 2011 وعملت على حرف الحقائق وغسل عقل المتابع، وهذا ما كشفته وثائق مسربة نشرها موقع «غراي زون» الأميركي في وقت سابق، الذي أكد أن شركات تعاقدت مع قوى ودول غربية وعملت على مدى سنوات طويلة على تشكيل وتهيئة وتحضير تنظيمات إرهابية تحت مسمى «المعارضة»، وكانت في كل مرحلة من المراحل مسؤولة عن التسويق لها وخلق صورة مزيفة عنها في عيون المتابع الغربي، إضافة إلى اختراع الشعارات وفبركة القصص والصور والتحضير لمقابلاتها في وسائل الإعلام الأجنبية.
ووفقاً للوكالة، فإن الوثائق التي نشرها «غراي زون» وغيرها من المستندات والتسريبات، أظهرت إنفاق الحكومات الغربية مليارات الدولارات بشكل مباشر أو عبر هذه الشركات المتعاقدة والمرتبطة بشكل أو آخر بأجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية لشن الحرب على سورية وتمويل ودعم وإنشاء تنظيمات إرهابية فيها وإخفاء الحقائق وتزويرها عبر تجنيد أشخاص اصطلحت تسميتهم في وسائل الإعلام الغربية والأميركية «نشطاء» لفبركة التقارير والقصص والصور وقلب الوقائع، حسبما يخدم مصالح القوى الاستعمارية.
وأوضحت، أن المعلومات المفصلة التي وردت في الوثائق المسربة من أربع شركات لعبت دوراً رئيساً في الحرب الإعلامية القذرة ضد سورية، تبين كيف عمد متعاقدون بريطانيون وأميركيون وأوروبيون على إنشاء بنية تحتية كاملة لتشكيل ودعم ما يسمى «المعارضة» وتقديمها كقوة سياسية على الساحة الدولية تخدم المصالح الغربية.
شركة «أنكوسترات» البريطانية وهي إحدى هذه الشركات الأربع تباهت وفق وثيقة مسربة، بإنشاء شبكة مؤلفة من 1600 شخص وصفتهم بـ«المراسلين أو النشطاء» لفبركة القصص وتشكيل التغطية الإعلامية العالمية لما يجري في سورية، في حين عملت شركة «آرك» حسب وثائق خاصة بها، على زرع عملاء لها منذ عام 2011 بزعم تغطية الأحداث وفقاً لمصالح مشغليها.
وأكدت الوكالة، أن هستيريا التضليل الإعلامي حول ما يجري في سورية ومحاولات شرعنة التنظيمات الإرهابية غربياً، تواصلت على مر السنوات بالتوازي مع الاعتداءات العسكرية وحملات التمويل المادي واللوجستي لهذه التنظيمات على الأرض.
ولفتت إلى أن وثائق كشفها الكاتب البريطاني مارك كورتيس العام الماضي، أكدت أن بريطانيا بدأت عمليات سرية ضد سورية في أوائل عام 2012، أي منذ بدء الحرب الإرهابية عليها، حيث تورطت بريطانيا وبشكل وثيق في تهريب شحنات الأسلحة إلى الإرهابيين وتدريبهم وتنظيمهم في عملية دامت سنوات بالتعاون مع الولايات المتحدة والنظام السعودي.
من جانبه، كشف موقع «ذا كناري» الإخباري البريطاني عام 2016 عن تورط بريطانيا وإعلامها بتلميع صورة الإرهابيين في سورية وتقديمهم للرأي العام على أنهم «معارضة معتدلة»، كما حذرت عضو الكونغرس الأميركي السابقة تولسي غابارد العام الماضي من إخفاء وسائل الإعلام الأميركية للحقائق وتغطيتها على التنظيمات الإرهابية بما فيها «القاعدة».
صحيفة «الغارديان» البريطانية بدورها كشفت عام 2016 استناداً إلى وثائق أن الحكومة البريطانية مولت عمليات دعائية لمجموعات إرهابية في سورية تحت مسمى «معارضة»، حيث استعانت الخارجية البريطانية بمتعهدين أشرفت عليهم وزارة الدفاع لإنتاج أفلام فيديو وصور وتقارير عسكرية وبرامج إذاعية وإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل شعارات التنظيمات الإرهابية وإدارة مراكز إعلامية لها، وتم نشر المواد عبر قنوات سفك الدم السوري العربية والأجنبية، كما نشرت على الإنترنت.

Exit mobile version