Site icon صحيفة الوطن

«جود» بالموجود

حين تخلّى حسن عبد العظيم عن الأمانة العامة لحزب الاتحاد الاشتراكي، إلى أحمد العسراوي، وتفرّغ لمنصب المنسق العام لهيئة التنسيق، رأيت بمراجعة لتاريخه النضالي أنه:
– شتت معارضة الداخل بعد لقائها التشاوري في 14 آذار 2014 بكل هدوء، ونسف الخطاب التصالحي لمنسق الجبهة العلمانية السورية أليان مسعد لفتح حوار فوري مع السلطة بدمشق وجبهتها الوطنية التقدمية، فرفض عبد العظيم وأصر على عزل السلطة ومنع أي حوار معها.
– طرد هيثم المناع ورفاقه الشيوعيين بعد اختفاء زميلهم عبد العزيز الخير، وشرّدهم بين عجائز أوروبا يفلحون بهم البحر بأموال مجلس السلام الاسكندنافي.
– أنزل صالح مسلم، الثقيل جسمه ودمه ونواياه، عن كتفه المهدومة، ووضعه في ظرف رسالة صغير وأرسله بالبريد المضمون السريع إلى فرنسا وأميركا وتركيا، وتركه لقمة سائغة لأميركا بدهوك ولـ«قسد» و«مسد».
– نقل مقره إلى مكان آخر في دمشق من دون حرج، ليتخلص من صورة جمال عبد الناصر، لأنه قد وضعها أمانة في عنق دمشق وأصبحت محرجة له تجاه السفير الأميركي روبرت فورد وبقية السفراء المنعمين بعطاياهم وخليفته أحمد العسراوي، ولا يرغب ثانية في تشكيل انطباع سلبي لأي سفير أميركي أو غير أميركي زائر بالمقر الجديد، فلن تستقيم الحرية والديمقراطية مع خطابات الحرب الباردة والزعامات الدكتاتورية بالعالم ثالثية التي كانت بحينه لا مرد لإرادتها الواحدة التي لا تشارك بها حتى الله نفسه.
– تناسى من اغتال إخوانه في التل ودوما، عدنان وهبي ومحمد سعيد الفليطاني، فكيف لا يتناسى ورقة تفاهماته وورقته مع جبهة التغيير والتحرير، ورئيس وفد منصة موسكو قدري جميل، ومع منسق هيئة العمل الوطني السوري أليان مسعد؟
إنه المختار الذي سلمه أحمد أبو الغيط وجامعته العربية، ختم المعارضة، وكذلك سلمه الاتحاد الأوروبي مال أهل البيت البروكسيلي، حتى شريكه رجاء الناصر سيئ الحظ حيث هو، سقط بفخه.
أطال الله في عمر حسن عبد العظيم، ينشغل ويشتغل وينظم ويدير ويحضر ويشكّل هيئات وجبهات، ليشتت الناس مخادعاً إلى ما شاء الله، ويجود علينا بـ«جود» وغيرها، وينفق مما أعطته السعودية بلا حساب، فالهوية السورية هي القومية العربية بمرجعية إسلامية، وهي ضمانة قوية لاستمرار التشتيت بالنزعات الانفصالية الكردية، وهي أيضاً أكبر ضمانة لاستمرار التدخل الاحتلالي التركي بالشمال السوري إلى أن يأتي زمن الحساب لم لا يلعب بالوقت الضائع؟!
لقد اقترب الاستحقاق الدستوري، وبعدها ستخبو شعلة هذه النهفات، ولكن، ستنتصر «جود» أكثر بتشتيت هذا الشعب الصابر العنيد وإلهائه عن جوعه وبماذا؟ بجبهات وطنية ديمقراطية لا يرغب ويرفض ناصريوها، الحوار مع أشقائهم بالجبهة الوطنية التقدمية، ولا بعثيوها أو قوميوها أو وحدويوها، بالتحاور مع رفاقهم، فمع من يتحاورون؟! طبعاً وفقط مع «الائتلاف» و«هيئة الرياض» و«إخوانهم»، فمتى كان المسلك تاريخياً لهم جميعاً وطنياً وديمقراطياً؟!

Exit mobile version