Site icon صحيفة الوطن

وثيقة سرية تكشف ابتزاز واشنطن لكوريا الجنوبية للمشاركة في حرب الخليج … بيونغ يانغ تتهم مجلس الأمن بـ«ازدواجية المعايير»

على أثر اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن التجارب الصاروخية لكوريا الديمقراطية، الأخيرة تصف الاجتماع بـ«ازدواجية المعايير». ومن جانب آخر كشفت وثيقة سرية أن نائب مساعد وزير الدفاع الأميركيّ كارل فورد ضغط دبلوماسياً على كوريا الجنوبية للمساهمة في التحالف العسكريّ للقتال في العراق في حرب الخليج الثانية عام 1990.
وقالت كوريا الديمقراطية، مساء أول من أمس الأحد، إن اجتماع لجنة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن التجارب الصاروخية التي أجرتها بيونغ يانغ، يفضح ازدواجية المعايير.
وانتقدت بيونغ يانغ لجنة العقوبات بشأن التجربة الصاروخية التي أجرتها البلاد مؤخراً بوصفها التجربة انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة.
وأعلنت كوريا الديمقراطية أن تجربتها الأخيرة لإطلاق الصواريخ كانت «دفاعية»، وأن انتقادات الرئيس الأميركي جو بايدن لها تدل على «عدائه الراسخ» تجاه بيونغ يانغ.
واعتبرت كوريا الديمقراطية تعليقات بايدن «تطاولاً سافراً على حقها في الدفاع عن نفسها، واستفزازاً لها».
وأكدت أن تجربتها الصاروخية كانت «دفاعية» على خلفية المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وحذرت كوريا الديمقراطية الولايات المتحدة من أنها «قد تواجه شيئاً غير جيد» في حال استمرارها بـ«التعليقات غير المدروسة».
وكان الرئيس الأميركي جو يابدن قد وصف التجارب الصاروخية الأخيرة لكوريا الديمقراطية بأنها انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي، وأن الولايات المتحدة سترد على بيونغ يانغ في حال قيامها بأي تصعيد.
فيما كان أكد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن «لدى بيونغ يانغ قائمة مألوفة من الاستفزازات عندما تريد إرسال رسالة إلى إدارة أميركية – ومنها صواريخ باليستية ذات مديات متعددة».
والمفارقة أن المسؤول اعتبر أن «هذا النشاط لا يخضع للعقوبات بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي التي تقيد برنامج الصواريخ البالستية لبيونغ يانغ».
بدوره، اعتبر مسؤول رفيع في بيونغ يانغ تنديد الرئيس الأميركي بإطلاق كوريا الديمقراطية صاروخين في إطار تجاربها العسكرية بأنه «تعدٍّ» و«استفزاز».
وأسف المسؤول الكوري لكشف بايدن عن «عدائيته الدفينة»، معرباً عن ظنه بأن «الإدارة الأميركية خطت بوضوح خطوتها الأولى بشكل خاطئ».
وفي سياق آخر ذكرت وكالة «يونهاب» نقلاً عن وثائق دبلوماسية رفعت السرية عنها، أن نائب مساعد وزير الدفاع الأميركيّ كارل فورد ضغط دبلوماسياً على كوريا الجنوبية للمساهمة في التحالف العسكريّ للقتال في العراق في حرب الخليج الثانية، كما لفتت الوثيقة إلى أن فورد طالب سيئول بإرسال أفراد طبيين عسكريين إلى السعودية.
وحسب الوثيقة، فقد ضغط المسؤولون الأميركيون على كوريا الجنوبية بشدة، مؤكدين أن دور سيئول في الحرب قد يؤثر في المسار المستقبلي للعلاقات الثنائية.
وأوضحت الوكالة، أن فورد هو من أطلق تلك التهديدات عندما التقى بان كي مون، المدير العام للشؤون الأميركية آنذاك في وزارة الخارجية الكورية.
وقال فورد إنه «في حال تعرض الجيش الأميركي لأي صعوبات، سينتبه الشعب الأميركي إلى مستوى الدعم الذي تقدمه الدول الصديقة»، مما فرض مزيداً من الضغط على سيئول للمشاركة في التحالف.
وأظهرت الوثيقة أيضاً، أن واشنطن ابتزت سيئول عبر مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، ريتشارد سولومون، وقتها، والذي طالب كوريا الجنوبية بتقديم دعم للولايات المتحدة مثل الذي حصلت عليه من واشنطن بين عامي 1950-1953.
كما نشرت الوثيقة أن كوريا الجنوبية بعد هذه الضغوط قدمت «أقصى قدر من الدعم في نطاق إمكانياتها»، حيث ساهمت بـ«50 مليون دولار، أمنتها سيئول عن طريق ميزانية إضافية».
يذكر أن حرب الخليج الثانية، أو حرب تحرير الكويت، وأطلق عليها عسكرياً أيضاً اسم «عملية عاصفة الصحراء»، هي حرب شنها تحالف مكون من قوات 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بهدف إخراج القوات العراقية خلال فترة حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، من الكويت.
وعادت واستأنفت بغداد والكويت علاقاتهما عام 2003، عقب انتهاء حكم الرئيس الأسبق صدام حسين الذي غزا الكويت عام 1991.

Exit mobile version