Site icon صحيفة الوطن

الكرملين: وجود قواتنا عند حدود أوكرانيا لا يهدد أحداً وسيستمر ما دام ذلك مطلوباً … بوتين وباشينيان يبحثان العلاقات الثنائية والوضع في قره باغ

وصل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أمس الأربعاء إلى موسكو لإجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصرح بوتين في مستهل الاجتماع مع باشينيان، حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم»: «دون أدنى شك هناك العديد من المواضيع الواجب بحثها فيما يتعلق بتطوير العلاقات الثنائية، وتخص المسائل الأكثر إلحاحاً وشدة كالوضع في إقليم قره باغ وحوله».
بدوره، ثمّن باشينيان إسهام بوتين الشخصي في استقرار الوضع في الإقليم المتنازع عليه بعد انتهاء الجولة الأخيرة من الصراع بين الجانبين الأرميني والأذربيجاني، مشدداً على أن وجود قوات حفظ السلام الروسية أصبح أهم عامل لضمان استقرار وأمن المنطقة.
وأشار باشينيان إلى أن مسألة عودة جميع العسكريين الأرمن الأسرى لدى أذربيجان لم تحل بعد.
وإضافة إلى ملف قره باغ، بحث الزعيمان التعاون بين موسكو ويريفان في مجال محاربة تفشي فيروس كورونا، حيث أكد باشينيان أن أرمينيا ستتسلم اليوم أول شحنة من لقاح «سبوتنيك V» الروسي تضم 15 ألف جرعة.
وشدد رئيس الوزراء الأرميني على أن بلاده تحتاج إلى أكثر من مليون جرعة، معرباً عن أمل يريفان في اقتناء المزيد من اللقاح الروسي.
وتعهد بوتين في المقابل بحل مسألة إمداد أرمينيا بـ«سبوتنيك V»، لافتاً في الوقت نفسه إلى ضرورة ألا يأتي ذلك على حساب المستهلكين الروس.
وأقر الرئيس الروسي بأن حجم التبادل التجاري بين الدولتين شهد خلال العام الأخير تراجعاً على خلفية جائحة فيروس كورونا، مبدياً قناعته بأن روسيا وأرمينيا سوف تتمكنان قريباً من العودة إلى المستوى السابق والمضي قدماً في رفع هذا المعدل.
على خط مواز، بحث وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس الأربعاء، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأرميني، فاغارشاك أروتيونيان، الوضع في إقليم قره باغ وعدداً من القضايا الأخرى.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: «في السابع من نيسان الجاري، جرى اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو ووزير الدفاع الأرميني فاغارشاك أروتيونيان، بحث خلاله الوزيران الوضع المتعلق بالتسوية في قره باغ، كما بحثا عدداً من المسائل الأخرى ذات الاهتمام المشترك».
يذكر أن أرمينيا وأذربيجان وقعتا برعاية روسيا اتفاقاً لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ، دخل حيز التنفيذ في الـ10 من تشرين الثاني 2020، وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الأذربيجاني، إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، وقعوا إعلاناً مشتركاً حول وقف شامل لإطلاق النار في قره باغ، تشرف عليه قوات روسية لحفظ السلام، تفصل بين مواقع الطرفين في الإقليم.
كما تضمن الاتفاق رفع القيود عن حركة النقل والعبور وتبادل الأسرى بين طرفي النزاع، وعودة النازحين إلى قره باغ برعاية المفوض الأممي لشؤون اللاجئين.
على صعيد آخر، أكد الكرملين أن وجود القوات الروسية في المناطق الحدودية مع أوكرانيا ليس موجهاً ضد أحد وسيظل مستمراً ما دامت الحكومة تعتبر هذا الإجراء مطلوباً.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين أمس الأربعاء: «أكرر مرة أخرى ما سبق أن أكدته مراراً: لم ولا تهدد روسيا أحداً ولا تشكل خطراً على أحد، القوات المسلحة الروسية منتشرة في تلك المناطق التي يعد وجودها فيها مطلوباً ومناسباً، وسيستمر هذا الانتشار ما دامت قيادتنا العسكرية وقائدنا العام يرون ذلك مناسباً».
ورداً على سؤال عما إذا كان نشر بعض الوحدات العسكرية التابعة للجيش الروسي عند حدود أوكرانيا مؤخراً جاء كإجراء دائم أو مؤقت، ذكر المتحدث أنه لا يملك معلومات بخصوص خطط الانتشار العسكري داخل البلاد.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية تصعيد جديد من حدة التوتر ومخاوف متزايدة من اندلاع جولة جديدة من الصراع العسكري جنوب شرق أوكرانيا، حيث كثفت قوات حكومة كييف في الفترة الأخيرة عملياتها ضد جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتياً.
وكانت روسيا قد حذرت حلف شمال الأطلسي «الناتو» من إرسال قوات لمساعدة أوكرانيا، إذ قال المتحدث باسم الكرملين، إن روسيا سوف تتخذ «إجراءات إضافية» إذا أقدم الناتو على مثل تلك الخطوة.
وزعم مسؤول في حلف شمال الأطلسي لوكالة «رويترز» أن روسيا تقوض الجهود الرامية إلى التخفيف من حدة التوترات في شرق أوكرانيا، وأن سفراء الحلف اجتمعوا يوم الخميس لمناقشة الموقف، مضيفاً: «الحلفاء قلقون حيال الأنشطة العسكرية ذات النطاق الواسع لروسيا داخل وحول أوكرانيا».

Exit mobile version