Site icon صحيفة الوطن

حبر على ورق

ناصر النجار :

لم يعد شيء في الأفق القريب ننتظره سوى لقاء سنغافورة المهم في رحلة كرتنا على الإطلاق، وبعدها لكل حادث حديث، لأن كل الاستحقاقات المقبلة ستجري في عهدة اتحاد كرة القدم الجديد، لذلك نتحول إلى موضوع لا يقل أهمية عن كرة القدم وبقية النشاطات، فرياضتنا بشكل عام ستدخل مرحلة الصمت، مع نهاية الشهر الحالي لتوقف النشاط الرياضي بسبب دورة المؤتمرات السنوية التي ستعالج مشاكل الرياضة وما تم إنجازه، وما سيتم وضعه من خطط مستقبلية.
كل مؤسساتنا الرياضية مدعوة إلى عقد هذه المؤتمرات صغيرها وكبيرها، وكل جهة ترفع تقريرها إلى الجهة الأعلى، وهكذا ليصل مجموع التوصيات والخطط إلى القيادة الرياضية التي بدورها عليها اعتمادها وتوفير كل المستلزمات للتطبيق الصحيح.
وهذا الموضوع الحيوي نتناوله من زاويتين اثنتين، أولاهما: حقيقة هذه المؤتمرات، وثانيتهما: القرار القيادي بما أفرزه من حصيلة ونتائج وخطط.
الزاوية الأولى وهي تخص مؤسساتنا الرياضية فمؤتمرات الأندية والاتحادات الرياضية باتت روتينية، كلاسيكية، غير مجدية، لأنها أغفلت موضوع المحاسبة، وأغفلت مواضيع العلاج، ولم تكن يوماً ما نقطة تحول في أي مؤسسة رياضية، فلم نجد (مثلاً) أن مثل هذه المؤتمرات أحدثت خرقاً في الروتين الممل الذي يسودها، ولم نر قرارات مؤثرة تصحح الخطأ وتهدف إلى الصواب، وكل ما في هذه المؤتمرات (حقيقة) مضيعة للوقت وهدراً للمال.
أما القرار القيادي الرياضي فهو محكوم بالإمكانيات المتاحة، لذلك غير قادر على توجيه المحاسبة الجادة لأي اتحاد رياضي أو مؤسسة رياضية، ومن أراد أن يحاسب فعليه أن يدفع وينفق ويُكفي.
فكيف للقيادة الرياضية أن تحاسب اتحاد كرة اليد (مثلاً) وهي لم تعطه ما يلزمه من نفقات ولم توافق على كل ما اقترح من مشاركات.
وهنا نحن لسنا بمعرض النقد أو الهجوم أو التعرض الشخصي لأحد، إنما نستعرض الواقع والمنطق الذي يسود رياضتنا، والغاية من كل ذلك هي البحث عن حلول مجدية لجعل هذه المؤتمرات تصب قولاً وفعلاً في خدمة الرياضة، ولجعل الهامش المتاح للقيادة الرياضية أكثر فاعلية واتساعاً ورؤية ودعماً مالياً.
لا يمكن لرياضتنا أن تتطور إن بقيت مؤتمراتنا كما عهدناها منذ أربعة عقود من الزمن، ولا يمكنها أن تنضج إن بقيت الأمور على هذا الحال.

Exit mobile version