Site icon صحيفة الوطن

بين 10 إلى 12 بالمئة من مسلحي إرهابيي النظام التركي أطفال

يشكل الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 18 عاماً، نسبة تتراوح بين 10 إلى 12 بالمئة من المسلحين الذين يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي في مناطق ريف حلب الشمالي.
وتقوم تلك التنظيمات الموالية للاحتلال التركي المنتشرة في مناطق ريف حلب الشمالي، بقبول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 18 في صفوفها وإخضاعهم لدورات عسكرية، ومن ثم توزيعهم على المقرات والحواجز التابعة لها في المنطقة، حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وتشير المصادر إلى أن الأزمة المعيشية والتفكك الأُسري بشكل كبير بسبب الحرب، فتح الباب أمام الكثير من الأطفال للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة، وخصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال التركي، والتنظيمات الإرهابية الموالية لها.
وتؤكد المصادر، وجود فئة الأطفال بشكل ملحوظ وكبير لا يستطيع أحد إنكاره لدى العديد من التنظيمات الإرهابية فيما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي في مناطق ريف حلب الشمالي، موضحة أن الأطفال يشكلون نسبة تتراوح بين 10 إلى 12 بالمئة، وذلك حسب كل تنظيم منضوٍ فيه، ومن أكثر التنظيمات التي بين مسلحيها أطفال، «فرقة الحمزات» و«فرقة السلطان مراد» و«تجمع أحرار الشرقية», وتشير إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة يمكن الحصول عليها عن أعداد هؤلاء الأطفال، لصعوبة الأمر في ظل تكتم التنظيمات على مثل هذه القضايا، مؤكدة أنه لا يكاد يخلو حاجز من حواجز التنظيمات الارهابية، من وجود مسلح أو اثنين تحت سن 18 عام.
وتوضح المصادر أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاماً يشكلون نسبة 13 بالمئة في تنظيم «الحمزات»، و12 بالمئة في «السلطان مراد»، و 10بالمئة في «تجمع أحرار الشرقية» الإرهابي، و4 بالمئة تقريباً في كل من «فيلق الشام»، و«السلطان سليمان شاه»، أما باقي التنظيمات ففيها نسب أقل وهي بحدود 3 أو 2 بالمئة فقط، موضحة أن تلك النسب تقريبية من خلال رصد ما يسمى دورات التخريج والمعسكرات والحواجز وغيرها.
ويذكر مصدر أهلي من ريف حلب الشمالي، أنه عند حدوث أي اقتتال داخلي بين التنظيمات الإرهابية في المنطقة، تتم مشاهدة أعداد كبيرة من الأطفال ضمن صفوف الإرهابيين المتقاتلين، كما يتم رصدهم في الأسواق والمطاعم، بسلاحهم الفردي فرحين متباهين أمام الناس.
وتؤكد المصادر أن التنظيمات الإرهابية تتساهل بانضمام الأطفال دون سن 18 عاماً إلى صفوفها، وتسهل الطريق لأي طفل يرغب في الانضمام، حيث لا يتطلب الأمر أكثر من بطاقة شخصية، أو ورقة وهي عبارة عن إثبات بطاقة شخصية تمنحها دوائر النفوس التي تقوم عليها ما تسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» المعارض الإخواني الذي يتخذ من تركيا مقراً له، مشيرة إلى أن «المؤقتة» هي التي تقوم بتزويد الأطفال بمثل هذه الأوراق وتتلاعب بتاريخ ميلاد الطفل.
وتتعدد الأسباب التي تقف وراء اندفاع هؤلاء الأطفال وأهاليهم للتفكير بالانضمام للتنظيمات الإرهابية في المناطق التي يحتلها النظام التركي والتنظيمات الإرهابية الموالية له في ريف حلب الشمالي. ويوضح أحد نازحي منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ويقطن بالقرب من مدينة عفرين المحتلة في ريف حلب الشمالي الغربي، أن الحياة المعيشية الصعبة جداً، وأعباء النزوح من إيجار منزل وتأمين احتياجات الأسرة أجبرته على دفع ولده الذي يبلغ من العمر 16 عاماً للانضمام لتنظيمٍ ضمن ما يسمى «الجيش الوطني».
ويلفت النازح إلى أن ولده شارك بالقتال خلال المعارك الأخيرة التي دارت ضد الجيش العربي السوري في ريف إدلب، مؤكداً أن الظروف المعيشية تجبرهم على ذلك، فهو يساعد أفراد الأسرة في تأمين المصروف وتحمل عبئاً كبيراً عن رب الأسرة.
وتؤكد المصادر أن وضع الحالة السابقة، لا يختلف كثيراُ عن حال معظم مسلحي التنظيمات الإرهابية، حيث إن أغلبية المسلحين من النازحين أو ممن أجبرتهم ظروف الفقر على ذلك، إضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى التي تدفع الأطفال وذويهم للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، كعدم توافر فرص العمل، وتوقف معظم الأطفال عن التعليم بعد نزوحهم من بلداتهم وقراهم، ومنهم من يدفع ولده للانضمام إلى تلك التنظيمات بهدف الحصول على حماية لعائلته من أي اعتداء قد تقوم به التنظيمات الإرهابية، وغياب دور المنظمات التعليمية بشكل فعلي، ومنهم من يفضل دفع ولده للانضمام لتنظيم معين على أن يرسله للعمل في تركيا.

Exit mobile version