Site icon صحيفة الوطن

سوق الهال مقصد الحلبيين للتسوق ووسائل النقل تمنعهم

يؤثِر الكثير من أبناء مدينة حلب تسوق حاجاتهم من الخضر والفواكه من سوق الهال، نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار أسواق المدينة، إلا أن عدم توافر وسائل النقل بشكل كاف إلى السوق، الواقع في حي العامرية أقصى طرف المدينة الجنوبي الغربي، يحول دون ذلك.
وأوضح متسوقون في سوق الهال الجديد، الذي وضع في الخدمة في 20 تشرين الأول الماضي، لـ«الوطن» أن متوسط أسعار الخضر والفواكه أقل من أسعار أسواق المدينة بحوالي 25 بالمئة، وخصوصاً لخضار البندورة والخيار والفاصولياء والكوسا والباذنجان، وتصل النسبة إلى 50 بالمئة للحشائش والبقدونس والنعناع والجرجير.
ولا تسيّر أي من شركات النقل الداخلي، بما فيها الشركة العامة للنقل الداخلي، أياً من باصاتها إلى سوق الهال الجديد، وكذلك الأمر بالنسبة للسرافيس التي تبعد خطوطها مسافة كبيرة عن سوق الهال، على اعتبار أن حي العامرية المتاخم للسوق غير مأهول بعد بالسكان نظراً للضرر الكبير الذي ألحقه الإرهابيون بأبنيته وبنيته التحتية.
وبيّن أحد المتسوقين لـ«الوطن» أنه يضطر للانتظار فترات طويلة لركوب أحد باصات شركة النقل الداخلي المتوجهة إلى كراج الليرمون القريب من سوق الهال لتسوق مستلزماته، على الرغم من عدم وجود سوى باصين فقط على هذا الخط، الذي يبدأ من ساحة الجامعة ولا يمر إلا بأحياء قليلة لتخديم الكراج من دون الوصول إلى السوق.
وأشار متسوق آخر إلى أنه يقصد سوق الهال بسيارته الخاصة مرة واحدة أسبوعياً لشراء مستلزمات شهر رمضان من الخضر والفواكه وبأسعار منافسة نسبياً «لتوفير مبلغ مالي مقبول مقارنة بالشراء من متاجر وبسطات حي الأعظمية الذي أسكن فيه»، ولفت إلى أنه لا يمكن ركوب تكسي أجرة إلى السوق لأن سائقها سيطلب أجرة مضاعفة بزعم أنه لن يحظى بالركاب في رحلة العودة، عدا أجرة التوصيلة المرتفعة أساساً والتي لا تعتمد على عداد التكسي.
ونظراً لأهمية سوق الهال بتوفير حاجة مدينة حلب من الخضر والفواكه، تفقد محافظ حلب حسين دياب أمس السوق، حيث جرى تنظيم 8 ضبوط بحق عدد من محال الجملة لعدم إعطاء فواتير، وهي مشكلة عامة يشكو منها معظم أصحاب المتاجر لامتناع العديد من بائعي الجملة في سوق الهال عن تزويدهم بالفواتير، وبخاصة في حال كانت كمية البضاعة المشتراة قليلة، كما هو واقع المتاجر الصغيرة.
المحافظ دعا المعنيين في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى تكثيف الجولات الرقابية على محال سوق الهال «لكونها الحلقة الأكثر تأثيراً في حركة الأسعار»، وشدد على أهمية الالتزام بتطبيق أحكام المرسوم التشريعي رقم 8 للعام الجاري والمتضمن قانون حماية المستهلك الجديد.
واستمع إلى مطالب لجنة سوق الهال، وأهمها تأمين وسائل النقل العامة من وإلى السوق وتنظيم حركة المرور في ساعات الصباح الأولى جراء الازدحام الحاصل، ووجه فرع المرور بإرسال دورية مباشرة إلى الموقع بالإضافة إلى الإسراع بتنظيم الحلول المرورية لمداخل ومخارج السوق لتأمين السلامة المرورية وتسهيل العمل.
ويعد سوق الهال الجديد في حي العامرية مؤقتاً لأن السوق الدائم مقره غرب مدينة حلب قرب بلدة خان طومان، التي تحررت من الإرهاب في آذار الماضي. وجرى نقل السوق من مقره المؤقت من حي الحمدانية قبل 5 أشهر لوقوعه داخل حي سكني مأهول. أما مقر سوق الهال القديم في مركز مدينة حلب فيجري العمل على تحويله إلى سوق تراثي بجوار سور حلب القديمة وقرب باب أنطاكيا التاريخي.
وموقع السوق الحالي يناسب هذا النشاط الاقتصادي، لوقوعه عند عقدة الراموسة الطرقية، ويرتبط مع مواقع الإنتاج الزراعي في منطقتي السفيرة ودير حافر اللتين تعدان السلة الغذائية لمحافظة حلب، عدا وقوعه على الطريق المتصل بأوتستراد حلب دمشق الدولي، كما يساهم في تخفيف الازدحام عن المدينة.
ويضم سوق الهال الحالي 306 محال تجارية بمساحة 20 متراً مربعاً و50 متراً مربعاً مساحة خارجية أمام كل محل، وبمساحة إجمالية مقدارها 50 ألف متر مربع.

Exit mobile version