Site icon صحيفة الوطن

سعار.. حقيقي!

يبدو أن عدم رغبة الجهات المختصة في الاعتراف بالتحديات التي قد تواجه بعض الأعمال والمهام، أو عدم مقدرتها في حينها على إيجاد الحلول المناسبة، أو التأجيل والتجاهل للأسباب الحقيقية حيال أزمة أو تأمين مواد أفضى إلى طول أمدها على مستوى المعاناة وربما يتولد عنها بعض الإشكالات والصعوبات.
صحيح حدثت بحبوحة إنتاجية متطورة، أدت مع مرور السنوات إلى تحقيق فوائض إنتاجية ومن ثم فوائض للتصدير من بعض المواد والسلع المنتجة محلياً، إلا أن الحرب والحصار وعدم اتخاذ بعض الإدارات للإجراءات المناسبة بوقتها ولو احترازياً أدت لما حصل، ودخلت هي والمستهلك في دوامة البحث عن مخارج لكن.. بلا فائدة وواقع الحال يتراجع من سيئ إلى أسوأ..
لا نوسع دائرة البحث والنقاش والنقد حيال أزمة أو مشكلة، وما أكثر المشاكل والاختناقات التي طالت توافر بعض السلع الضرورية لاحتياجات المستهلكين، منذ سنوات وأسعار جل المواد الغذائية توالي صعودها يوماً بعد يوم، باستثناءات بسيطة، بعض الوزارات تحاول جاهدة التدخل لتخفيف حالة النقص، في حين وزارات أخرى لم تفلح تدخلاتها لتلافي مشكلة نقص مادة في الأسواق، أو اتباع إجراءات وخطوات كانت ناجعة لعودة الإنتاج إلى مستويات جيدة عل في ذلك التدخل تخفيفاً من وهج أسعار تغلي مطلع كل يوم.
أسعار مادة تهم المستهلكين على مختلف شرائحهم وطبعائهم وموائدهم الغذائية ومستويات دخولهم الشهرية أو اليومية، فالجميع مضطر لشرائها، ولا يتم الاستغناء أو الاستعاضة عنها، مهما غلا سعرها، فمن يستغني عن مادة البيض والفروج..؟ مادة داخلة في صلب الغذاء الأساسي لكل أسرة، بحيث لا يتم تجاهلها أو التقليل من اقتنائها.. ما حصل شرخ كبير في حلقات الإنتاج، لخروج مربين كثر من حلبة الميدان لأسباب أعباء ثقيلة في مستلزمات الإنتاج وأسعار أعلاف نارية، وكل ما سمعناه ممن لهم الحق بالتدخل، أن الإدارات لم تألو جهداً في مساعدة المربين ودعمهم تمويلياً وتقديم الأعلاف مدعومة، وماذا كانت النتيجة يا ترى..؟ المزيد من الوعود وزيادات متلاحقة على سعر المادة كل يوم.. ولم تتعد تلك الوعود حدود مكاتب الإدارات، فالحال مسير على مزاجية من يقدر على إنتاج المادة بحدودها الدنيا، وكأن كل حلول الأرض انقطعت، بوقت دوختنا فيه تصريحات مؤسسة الأعلاف أن المادة متوافرة وتم توزيع حاجة المربين..؟!
أقول: على الرغم من ذلك فإن الأزمة ما زالت تتفاقم يوما بعد الآخر، فالسعار الذي طال مادة الفروج لا يوصف بحق، ووصلت لدرجة أن أغلبية البشر صارت عاجزة عن تأمين أجزاء منها لاحتياجات ضرورية، والتحذير من تبعاتها على المستوى الغذائي الشخصي يزداد جلاءً ووضوحاً، ولا أي جهة مكترثة بما يحصل..!
عندما تقول الحكومة إن الإنتاج الزراعي والصناعي أولوية، عليها أن تحل مباشرة كل ما يعترض مسير إنتاج المواد الغذائية الضرورية، ولا تترك المشكلة تتفاقم يوماً بعد آخر وسنة تلو أخرى، تذليل الصعاب وتسهيل الأمور أمام المربين وتحفيزهم أكثر وأكثر للعودة للإنتاج يجب أن يكون في صلب اهتمامات الحكومة، لا الاكتفاء فقط بالمطالبة والاطلاع والمناقشة دون إيجاد حلول ناجعة..!
مشكلة متداخلة.. ليست وليدة اليوم أو المصادفة، عانت من مسائل غلاء بعض المستلزمات لإنتاجها، بوقت كان التدخل الرسمي خجولا لملامسة وحسم مشكلاتها كما يجب، رغم مناشدات ومتطلبات المربين، ولو تم الأخذ بها بوقتها وحلها لكان الوضع الإنتاجي أفضل، ووجدنا بحبوحة بالكميات المتاحة.

Exit mobile version