Site icon صحيفة الوطن

«مداد»: الانتخابات ضربة قاضية ستنهي المؤامرات التي بدأت منذ عقد

اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات– مداد»، أن الانتخابات الرئاسية السورية حدثت في المعنى والسياسة، قبل أن تحدث في الواقع، ومن ثمّ فإن موعد الانتخابات الرئاسية ثابت، لا يمكن تغييره، كما لا يمكن النظر إليه انطلاقاً من مواقف الدول الأخرى، مشدداً على أن الانتخابات ستكون ضربة قاضية تنهي المؤامرات التي بدأت منذ عقد.
وأعد «مداد» ملفاً عن الانتخابات الرئاسية السورية، من عدة أوراق عمل تتناول هذا الشأن وأهميته الراهنة، وجاءت الورقة الأولى تحت عنوان: «في أُفق الانتخابات الرئاسية السورية»، من إعداد عقيل سعيد محفوض، اعتبر فيها أن الانتخابات الرئاسية السورية «حدثت في المعنى والسياسة، قبل أن تحدث في الواقع»؛ ومن ثم لا فرق كبيراً في القول بأن المرء، سوري أو غير سوري، في الداخل أو الخارج، حليف أو عدو، مع أو ضد الانتخابات، إذ ما من طرحٍ في كلتا الحالتين يمكن أن يُحدث اختلافاً يُذكر، ومثل ذلك بالنسبة لموقع ومقام الرئيس بشار الأسد فيها.
وأشار إلى أنه يمكن التمييز بين مستويين، الأول هو مبدأ الانتخابات، والثاني هو الرهانات الكامنة فيها أو حتى النتائج المتوقعة منها، لافتاً إلى أنه بالنسبة للمستوى الأول، فإن دمشق لم تقبل أي نقاش حول الانتخابات ولم «تتلقَّ» من أي طرف كلمة واحدة بهذا الخصوص، ذلك أن الحدث محكوم بالدستور، وليس قضية للمداولة أو للتفاوض.
وقال: كشف تدفق الأعداد الكبيرة من السوريين في الخارج للمشاركة في الانتخابات، كما حدث في لبنان، عن إدراك السوريين للأهمية الرمزية للحدث، في رسالة مهمة تلقتها دمشق، كما تلقاها خصومها أيضاً.
وفيما يخص المستوى الثاني، وهو موقع الرئيس الأسد في الانتخابات، ذكرت الورقة: «أن الاستحقاق لن يغير في حركة البلاد أو طبيعتها أو اتجاهات السياسة فيها، ذلك أن فضاء السياسة في سورية، مثلما هو فضاء الحرب، يتمركز حول شخص ومقام الرئيس الأسد، وقد كان اسمه ومقامه وموقعه، ولا يزال، يكثف المشهد السوري بكليته تقريباً».
وقال محفوض في ورقته: إن الرئيس بشار الأسد «قدّم مقولته أو شعاره للمرحلة المقبلة «الأمل بالعمل»، وهذا من المفترض أن يحيل إلى تغير كبير في مقاربة الحدث والسياسة، وفي تقدير تحديات ورهانات المرحلة المقبلة، مضيفاً: هناك أولويات حاكمة للسياسة التي يُحتمل أن ينتهجها الرئيس الأسد، يمكن تقديرها في النقاط الرئيسة الآتية: أولوية الفعل أو العمل على الخطاب، وأولوية الاقتصاد أو الإنتاج على السياسة، والسياسة على الحرب، والداخل على الخارج».
أما الورقة الثانية فجاءت بعنوان: «الانتخابات الرئاسية السورية.. الانتماء والأمل منمنمات سورية»، من إعداد كريم أبو حلاوة، أشار فيها إلى أن السوريين، ومنهم المقيمون في الخارج، فاجؤوا العالم بعمق انتمائهم وتعلّقهم بهذا الوطن وجدانياً ووطنياً وإنسانياً، معتبرا أن السوريين، حولوا الاستحقاق الانتخابي إلى لحظة فارقة قلبت توقعات المشككين والأعداء، وهي تُنبئ بمستوى كثيف من المشاركة والإقبال يوم الأربعاء القادم، لافتاً إلى أن أيقونة الصمود السوري في وجه أكبر التهديدات مُلهمة ولافتة، إذ ستفتح الباب واسعاً على التحولات المرتقبة بعد الاستحقاق الرئاسي.
وأضاف: «سيشكل السوريون ملامح مستقبلهم بأيديهم ووفقاً لمصالحهم الوطنية رغم تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي».
وجاءت الورقة الثالثة، بعنوان: «الانتخابات الرئاسية السورية.. سورية تنتَخب»، من إعداد محمد طاغوس، اعتبر فيها أن الانتخابات تأتي في مرحلة تفيض بالدلالات، الأمر الذي ينقله من كونه استحقاقاً اعتيادياً سيجري في موعده المحدد له في نص الدستور، إلى حدثٍ فاصلٍ في عيون السوريين كما في عيون أعدائهم.
ولفت إلى أن السوريين يرون هذا الاستحقاق من منظور المنعطف الوجودي وسؤاله المركزي الذي فرضته حالة ما بعد الحرب وإكراهاتها وتحدياتها والمراهنين عليها والذي يدور حول معنى سورية ككينونة للسوريين.
معتبراً أن الحدث سيمثل ضربة قاضية ستنهي آخر العقبات الممانِعة لمؤامراتهم وخططهم وعملياتهم التي بدأت قبل عقد من الزمن، وسيعكس الاستحقاق الرئاسي من منظور السوريين كحدث منعطفهم الوجودي، ويمثل نداءً للإجابة عن سؤاله المركزي في رسم هوية شعب وعيش شعور المواطنة عبر تجديد انتمائه للوطن سورية.

Exit mobile version