Site icon صحيفة الوطن

صاحب السعادة

عنوان زاويتي هذه «استعرته» من مسلسل يحمل الاسم نفسه بطولة عادل إمام ولبلبة وخالد زكي ومجموعة من الفنانين الشباب المجيدين، ومن وجهة نظري وهو مسلسل من أفضل مسلسلات الفنان إمام، إن لم يكن هو الأفضل على الإطلاق.
لن ألخص ثلاثين حلقة بعدد محدود من الكلمات، وفي زاوية محدودة المساحة، لكن الفكرة أن بطل المسلسل (أي عادل إمام) رجل سعيد يوزع السعادة على أسرته وعلى محيطه بالكامل مهما كانت الظروف والمشاكل التي تعترضه في الحياة، وهي كثيرة ومزعجة جداً.
أقول في نفسي: لماذا لا نتخذ من قصة المسلسل أنموذجاً في حياتنا ونصنع السعادة لنا وللآخرين؟. ولماذا لا نصنع الفرح بدلاً من الحزن والهم والنكد؟
هناك حكمة إنكليزية شهيرة جداً تقول:( Make love not war) أي اصنع الحب لا الحرب، وفي عالم تجتاحه الحروب والقتل والدمار، لماذا لا نصنع فرحنا بأنفسنا، ونبحث عن مكامن الفرح والزوايا التي تختبئ فيها السعادة ونخرجها من وكرها الذي صنعناه بأنفسنا أيضاً؟
(صاحب السعادة) مسلسل يبعث البهجة في النفوس والأرواح، ولم يأت اسم البطل مصادفة، فهو بهجت، وزوجته عيشة، أي البهجة تزوجت العيشة الحلوة، وبقية الممثلين الذين تحمل أسماؤهم معاني الفرح والسعادة.
المهم لماذا لا نبدأ منذ اللحظة البحث عن الفرح والسعادة قبل أن نكتشف بعد فوات الأوان، ربما، أننا صرفنا من بنوك أعمارنا ذوات الرصيد المحدود الكثير من السنوات بين نومٍ وحلمٍ وجهدٍ وغضب وحسد وكرهٍ، وكل هذه الصفات المذمومة المرافقة للإنسان من الولادة حتى الممات، وأننا ابتعدنا عن دروب الفرح والسعادة بملء إرادتنا، وتتجسد أغلاطنا وأخطاؤنا أمامنا كشيطان مكلف بتعذيبنا وجلدنا بسياط الندم.
أعمارنا ضاعت بين كل التناقضات، وعندما وجدنا طريق الخلاص، أو ما نظن أنه كذلك، عرفنا أننا لا نملك خيار تصحيح ما فات، ولم يبق في العمر ما يكفي للسير على دروب جديدة ستؤدي إلى نهايات سعيدة كما يجري في الأفلام العربية والهندية.
وبعيداً عن السخرية والمزاح، لماذا لا نحول آلامنا وأوجاعنا ومشاكلنا إلى مناسبة للضحك على مبدأ (شر البلية ما يضحك)، فعندما تتأخر رسالة البنزين – على سبيل المثال – نقول: خير من الله، فاليوم وفرنا بعض النقود نشتري بها خبزاً وجبناً وزيتوناً، وبلا مشاوير ولا سيارين ودفع فائض رواتبنا على الكماليات!. وعلى هذا المنوال ننسج ساعات فرح غامر، نفرح عندما نتسلم حصتنا من الرز والسكر وأسطوانة الغاز وغير ذلك!.
قد ترون في كل ما قلت نوعاً من التهريج والكلام الفارغ، لكنني من كل ما تقدم أحاول أن أكتب لكم ولي وصفة لا تلغي آلامنا، وإنما تخففها قليلاً، وصفة هي نوع من المخدر الذي يذهب تأثيره بعد ساعات أو دقائق، وقد يستمر لعدة أيام، ومع ذلك هو فرصة للفرح والسعادة والبهجة، وافرحوا مع بهجت أبو الخير(عادل إمام)، بطل مسلسل صاحب السعادة، فالمسلسل، منحنا جرعة طاقة إيجابية أتاحت لنا فرصة للتفكير بما ينقصنا كي نصنع الفرح والسعادة.
على الرغم من كل شيء فإننا ماضون في دروب رسمت لخطواتنا، وأماكن تم ترتيبها لنكون فيها، وننتقل من مكان إلى آخر حتى نهايات الزمان، ولنتذكر أغنية جميلة كتبها سعيد عقل وغنتها السيدة فيروز تبلغنا أن رحلتنا في الأرض مجرد مشوار حياة طال أم قصر(ومشوار جينا عالدني مشوار).

Exit mobile version