Site icon صحيفة الوطن

من يعوض خسارة عام القمح؟

يفترض بأي جهة حكومية أن تأخذ بعين الاعتبار عند التخطيط لحظ المستلزمات والاحتياجات اللازمة لنجاح خططها، وعدم التسرع بإطلاق الشعارات والخطط.
وزارة الزراعة أطلقت على الموسم الزراعي الحالي عام القمح، وحثت الفلاحين على زراعة كل شبر متوافر بالقمح، بل قد ذهبت أبعد من ذلك وطالبت بضرورة أن يتم زراعة حتى المزارع الأسرية بالقمح بحيث يتحقق الاكتفاء الأسري من المادة.
كان الأجدر بالوزارة وقبل إطلاقها لعام القمح أن تضمن توافر مقومات نجاح هذا المشروع، والأخذ بعين الاعتبار أن عام القمح لا يتحقق بمجرد حرث الأرض وبذرها، وإنما يحتاج إلى تأمين احتياجات المشروع من أسمدة وري، فالمشاريع الإستراتيجية لا يترك فيها الأمر على التوكل.
الوزارة حملت الفلاح خلال تنفيذ مشروعها الإستراتيجي وزر كل إخفاق مرت به، فعندما عجزت عن تأمين احتياجات الفلاحين من الأسمدة التي يحتاجه المشروع في المرحلة الثانية، لجأت إلى زيادة ثمن استلام القمح محملة للفلاح عبء تأمين احتياجاته من الأسمدة من السوق، الأمر الذي رتب عليه أعباء إضافية وخسارة أكبر، وخاصة مع انحسار الأمطار وعجز الوزارة عن تأمين احتياجات القطاع الزراعي من المازوت اللازم لتشغيل مضخات الماء لسقاية المساحات المزروعة.
اعتراف وزارة الزراعة مؤخراً بعدم تحقق نبوءتها بأن هذا العام عام القمح، وأنه تم خسارة معظم الإنتاج، كالشعرة التي كسرت ظهر البعير، ولتتحول خطتها التي رفعتها وتغنت فيها على مدار العام إلى صدمة حولت حلم الكثير من الفلاحين بحصاد ربح وفير عاشوه بعد رفع الحكومة لسعر الاستلام، إلى كابوس يصارعون أضغاثه وهم يرون جهودهم تذهب أدراج الرياح.
ألم يكن من الأجدر بوزارة الزراعة وقبل زراعتها الأمل في أراضي المزارعين القيام بدراسة متأنية، تضمن تأمين المتطلبات لنجاح لمشروعها.
واليوم وأمام هذا الواقع الذي فرض قساوة وطأته على كاهل الفلاحين المتضررين وإن كان من الضروري المحاسبة على التقصير الواضح بتأمين مستلزمات نجاح الخطة من تأمين للأسمدة، والعجز عن تأمين المازوت لسقاية المساحات المزرعة بعد أن خذلهم قطر السماء، فمن الضروري أن يأخذ في الحسبان التفكير بإيجاد طريقة للتعويض على الفلاحين ممن تضرروا، وعدم ترك المزارعين لحسرة خسارتهم ولمصيرهم المجهول مع ما تحملوه من تكاليف وربما من قروض وديون لتجهيز أراضيهم تماشياً وإيماناً بمشروع عام القمح، فمن الضروري أن تتحمل الوزارة مسؤوليتها في إخفاق تنفيذ خطتها ودعم الفلاحين حتى يستطيعوا زراعة الأمر في خطط وزارتهم المستقبلية.

Exit mobile version