Site icon صحيفة الوطن

النسخة السادسة عشرة لكأس الأمم الأوروبية 11/6 – 11/7/ 2021 (7)

النسخة الثالثة عشرة- سويسرا والنمسا 2008 – الكرة تنتصر للماتادور الأفضل

 

وقع الخيار على سويسرا والنمسا لاستضافة النسخة الثالثة عشرة، والإمكانيات المتواضعة للمنتخبين جعلتهما موضع انتظار وتحدٍ حول إمكانية بقائهما في البطولة أطول فترة ممكنة، ولكن الشمس لا تحجب بغربال، فاكتفت سويسرا بفوز شرفي تحقق بعد ضمان البرتغال التأهل، واكتفت النمسا بنقطة يتيمة وهدف وحيد من علامة الجزاء.. اعتمد النظام السابق القاضي بتوزيع المنتخبات الستة عشر على أربع مجموعات يتأهل أبطالها وأصحاب المركز الثاني ثم تقام الأدوار المتقدمة بطريقة الإقصاء، وفي التصفيات وزعت المنتخبات الخمسون على سبع مجموعات فتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إضافة للبلدين المضيفين، ووزعت المنتخبات الستة عشر في النهائيات وفق التالي:

مج1: سويسرا، تشيكيا، البرتغال وتركيا.

مج2: النمسا، كرواتيا، ألمانيا وبولندا.

مج3: هولندا، إيطاليا، رومانيا وفرنسا.

مج4: اليونان، السويد، إسبانيا وروسيا.

ربع ساعة تاريخية

افتتاحاً تأثر السويسريون بإصابة نجمهم فراي فاستغلت تشيكيا الموقف وسجلت من فرصة نادرة وحافظت على التقدم بفضل تألق حارسها تشيك، كما لم يلتفت الحكم الإيطالي روسيتي لمطالبة المضيفين بجزاء، وصمدت تركيا شوطاً أمام البرتغال بيد أن الفوارق الفنية والتقنية رجحت كفة برازيليي أوروبا الذين بالغوا في تبديد الفرص، ولم يُظهر نجمهم رونالدو حقيقته المعروفة.

الفصل الثاني عرف أول المتأهلين والمودعين، سكولاري وتلامذته لربع النهائي إثر الفوز الصريح على تشيكيا، وهذا ليس بجديد على البرتغال التي لا بد من تأهلها كلما شاركت، وخرجت سويسرا على يد تركيا التي أدركت الفوز في الوقت بدل الضائع، ولم يبق أمام سويسرا سوى تسجيل فوز شرفي وساعدها إجراء ثمانية تغييرات على تشكيلة سكولاري، وذلك الفوز هو الأول لسويسرا في النهائيات، غير أن أهم ما حدث في الدور الأول الدقائق الـ15 الأخيرة بمباراة تشيكيا وتركيا، إذ تقدمت تشيكيا بهدفين على مدار الشوطين، غير أن الكبرياء ورفض الاستسلام والأخطاء غير المتوقعة للحارس تشيك بدّل وجهة الفوز.

أوليات وقياسيات

عرفت المجموعة الثانية العديد من الأرقام، فهدف الكرواتي مودريتش المنضم لتوتنهام بمرمى النمسا من جزاء هو الأسرع في البطولة، وثنائية بودولسكي التي آلت إليها مباراة الجارتين ألمانيا وبولونيا هي الأولى، والحمراء التي تلقاها الألماني شفاينشتايغر أمام كرواتيا هي الأولى، وتلك المباراة كانت محط أنظار بعد 10 سنوات من لقائهما الشهير في مونديال فرنسا، والأفضلية مجدداً للكروات تقنياً وجماعياً فأضافوا ألمانيا لضحاياهم بعد إنكلترا في التصفيات، ومن ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع سجل النمساوي فاستيك التعادل بمرمى بولونيا ليصبح المسجل الأكبر في النهائيات.

كرواتيا أكملت أفضليتها بفوز ثالث على بولونيا رغم الزج بتسعة لاعبين لم يلعبوا ضد ألمانيا، وكانت التسديدة الصاروخية التي أطلقها بالاك كافية لوداع البلد المنظم الثاني وتأهل ألمانيا.

خروج مذل لفرنسا

خير الكلام في المجموعة الحديدية بوجود أول وثاني العالم وهولندا ورومانيا أن الطواحين فتكت بالجميع بجمعها تسع نقاط للمرة الثانية، وتأهلت إيطاليا من خرم إبرة وخرجت فرنسا بشكل مذل ورومانيا ظلمت نفسها عندما لم تفز على هولندا ناقصة الصفوف.. البداية جاءت سلبية لأن رومانيا لم تسع للعب ولم تبد رغبة في الهجوم، وفرنسا لم تكن قادرة على اللعب وعاجزة عن الهجوم، وإذا كان الديوك اهتزوا فإن الآزوري أصيب بدوار وهو يسقط بثلاثية برتقالية مع الرأفة بعد هدف أول موضع جدل، ولولا بوفون لكانت الخسارة كارثية لأبطال العالم الذي انحنوا أمام هولندا للمرة الأولى منذ مونديال 1978.

جولة تصحيح المسار لم تأت بجديد، فإيطاليا التي صادر لها الحكم هدفاً صحيحاً اكتفت بنقطة مع رومانيا ويعود الفضل لبوفون الذي رد ركلة جزاء، ولم تكن فرنسا على قدر المسؤولية فخسرت بقسوة أمام هولندا.

جولة معرفة البطاقة الثانية حسمها الطليان بفوز مستحق على فرنسا فاقدة الهوية، والمباراة شهدت مشاركة لاعبين كانا في نهائي 2000 وهما أمبروزيني وهنري، والخاسر الأكبر منتخب رومانيا الذي لم يحسن التعامل مع هولندا التي أجرى مدربها باستن عشرة تغييرات.

رسائل إسبانية

وجّه لاعبو إسبانيا رسائل شديدة اللهجة للمنافسين دون أن يغتروا بأنفسهم تحسباً لأي مصير مشابه لما حدث في مونديال ألمانيا 2006 فأمّنوا التأهل مبكراً وأتاح مدربهم الفرصة في المباراة الثالثة للاحتياطيين.

الطبخة الأولى طعمها ولونها ورائحتها إسبانية بأربعة أهداف بمرمى روسيا، وتساءل النقاد كيف سيكون رد الروسي هيدينك المشهود له بالحنكة، وبالفعل أظهر الرد بانتصار مهم على اليونان بعد أداء سلس قوامه لاعبون موهوبون متفاهمون وكأن الدب ولد من رحم الإعصار الإسباني، وتأكد ذلك بقطعه تذكرة العبور على حساب السويد في ختام المباريات، علماً أن التعادل كان كافياً للسويد التي بدأت بترويض حاملي اللقب اليونانيين بهدفين أحدهما لإبراهيموفيتش الذي وضع حداً للخصام مع التسجيل الدولي منذ تشرين الأول 2005 قبل الخسارة أمام إسبانيا.

المدرب أراغونيس أجرى عشرة تغييرات على التشكيلة الإسبانية في المباراة الهامشية أمام اليونان ومع ذلك حصد النقاط الكاملة.

لعنة 22 حزيران ولّت

انطلق ربع النهائي بلقاء لاهب تفوح منه رائحة تصفية الحسابات بين البرتغال والألمان الذين تفوقوا في البداية وليس النهاية، وهكذا انكسر الحلم البرتغالي بالفخ الألماني، وثاني المباريات جاءت حفلتها أشبه بأفلام الرعب والبطل الحارس التركي روشتو ريكبر الذي تسبب بهدف كرواتي ثم كفّر عن ذنبه بصناعته هدفاً ورد ركلة ترجيح، والدرس المفيد عدم الاستسلام والعودة من الخلف للمباراة الثالثة على التوالي لأبناء الأناضول فبقوا على قيد الحياة، وثالث المواجهات جمعت هولندا ملكة الدور الأول مع روسيا والتكهنات مالت للطواحين ولكن روسيا هزت العرش الهولندي بثلاثة أهداف لهدف، ولا شك أن معركة التكتيك كسبها هيدينك الذي شل مفاتيح القوة عند أبناء جلدته فكان التفوق فنياً وبدنياً وتكتيكياً.

ختام ربع النهائي ينتمي إلى المواعيد الكبرى بين أبطال العالم الطليان وحامي عرينهم بوفون والمرشحين الإسبان وحامي عرينهم كاسياس، وبتاريخ شؤم الإسبان 22 حزيران فذلك اليوم شهد خروجهم بركلات الترجيح أمام إنكلترا أوروبياً وأمام بلجيكا وكوريا الجنوبية مونديالياً، وجاءت المباراة متباينة حرص الطليان على إيصالها لركلات الترجيح التي أنصفت الماتادور.

بالتثبيت

تمنى الحياديون انتصار الثيران والمانشافت كي يكون النهائي مثالياً، وبالفعل حصل ذلك فالإسبان حجّموا الدب ثانية بثلاثية مستحقة، بينما وجدت ألمانيا صعوبة في التخلص من الأتراك الذين كبروا مباراة بعد أخرى، وللدلالة على الصعوبة قول لوف: تعبنا حتى أخرجنا رؤوسنا من الماء.

ليلة الأنس

ليلة استثنائية من ليال الأنس الأندلسية كانت في فيينا، إذ لا فرحة تعلو فوق العودة للزعامة الأوروبية إلا فرحة تموز 2010 يوم تسيد الإسبان العالم.

توريس أنهى موسماً بلغ ذروة تألقه مع ليفربول في موسمه الأول مستغلاً سرعته وسوء التفاهم بين لام البطيء والحارس ليمان فسجل الأرشيف أن توريس بدأ أهداف إسبانيا في التصفيات وأنهاها في النهائيات، والتفوق المبين للإسبان جعل مسجل الهدف توريس يقول: إن فوز الماتادور نصر لكرة القدم من خلال فوز المنتخب الأفضل وهذا لا يحدث دائماً، وإليكم سجل النتائج:

المجموعة الأولى

• 7/6/2008: تشيكيا * سويسرا 1/صفر سفيركوش (71).

• 7/6/2008: البرتغال * تركيا 2/صفر بيبي وميرليس (61 و90).

• 11/6/2008: البرتغال * تشيكيا 3/1 سجل للبرتغال ديكو ورونالدو وكواريزما (8 و63 و90)، ولتشيكيا ليبور شيونكو (17).

• 11/6/2008: تركيا * سويسرا 2/1 سجل لتركيا سميح سنتورك وأردا توران (57 و90)، ولسويسرا هاكان ياكين (32).

• 15/6/2008: سويسرا * البرتغال 2/صفر هاكان ياكين (71 و83 والثاني من جزاء).

• 15/6/2008: تركيا * تشيكيا 3/2 سجل لتركيا أردا ثوران (75) ونهاد قهوجي (87 و89)، ولتشيكيا يان كولر وباروسلاف بلاسيل (34 و62).

المجموعة الثانية

• 8/6/2008: كرواتيا * النمسا 1/صفر مودريتش من جزاء (4).

• 8/6/2008: ألمانيا * بولندا 2/صفر بودولسكي (20 و72).

• 12/6/2008: كرواتيا * ألمانيا 2/1 سجل لكرواتيا داريو سرنا وايفيكا أوليش (24 و62)، ولألمانيا بودولسكي (79).

• 12/6/2008: النمسا * بولندا 1/1 سجل للنمسا ايفيكا فاستيك من جزاء (90)، ولبولندا غوريرو (30).

• 16/6/2008: ألمانيا * النمسا 1/صفر بالاك (49).

• 16/6/2008: كرواتيا * بولندا 1/صفر ايفان كلاسنيتش (53).

المجموعة الثالثة

• 9/6/2008: رومانيا * فرنسا صفر/صفر.

• 9/6/2008: هولندا * إيطاليا 3/صفر نيستلروي وشنايدر وبرونكهورست (26 و31 و79).

• 13/6/2008: إيطاليا * رومانيا 1/1 سجل لإيطاليا بانوتشي (56)، ولرومانيا موتو (55).

• 13/6/2008: هولندا * فرنسا 4/1 سجل لهولندا كاوت وفان بيرسي وروبن وشنايدر (9 و59 و72 و90)، ولفرنسا تيري هنري (71).

• 17/6/2008: هولندا * رومانيا 2/صفر هونتلار وفان بيرسي (54 و87).

• 17/6/2008: إيطاليا * فرنسا 2/صفر بيرلو من جزاء (25) ودانيال دي روسي (62).

المجموعة الرابعة

• 10/6/2008: إسبانيا * روسيا 4/1 سجل لإسبانيا ديفيد فيا (20 و44 و75) وفابريغاس (90)، ولروسيا بافلوتشينكو (86).

• 10/6/2008: السويد * اليونان 2/صفر إبراهيموفيتش وبيتر هانسون (67 و72).

• 14/6/2008: إسبانيا * السويد 2/1 سجل لإسبانيا توريس وديفيد فيا (15 و90)، وللسويد إبراهيموفيتش (34).

• 14/6/2008: روسيا * اليونان 1/صفر زيريانوف (33).

• 18/6/2008: إسبانيا * اليونان 2/1 سجل لإسبانيا دي لا ريد وغويزا (61 و88)، ولليونان خاريستياس (43).

• 18/6/2008: روسيا * السويد 2/صفر بافلوتشينكو وأرشافين (24 و50).

ربع النهائي

• 19/6/2008: ألمانيا * البرتغال 3/2 سجل لألمانيا شفاينشتايغر (22)، كلوزه (26) وبالاك (61)، وللبرتغال نونو غوميز (40) وبوستيغا (87).

• 20/6/2008: تركيا * كرواتيا 1/1 ثم 3/1 بالترجيح سجل لتركيا سميح سنتورك (120)، ولكرواتيا ايفان كلاسنيتش (119).

• 21/6/2008: روسيا * هولندا 3/1 بالتمديد سجل لروسيا بافلوتشينكو (56)، توربينسكي (112) وأرشافين (116)، ولهولندا نيستلروي (86).

• 22/6/2008: إسبانيا * إيطاليا صفر/صفر ثم 4/2 بركلات الترجيح.

نصف النهائي

• 25/6/2008: ألمانيا * تركيا 3/2 سجل لألمانيا شفاينشتايغر (26)، كلوزه (79) ولام (90)، ولتركيا أوغور بورال (22) وسميح سنتورك (86).

• 26/6/2008: إسبانيا * روسيا 3/صفر اكزافي وغويزا وديفيد سيلفا (50 و73 و82).

النهائي

• 29/6/2008: إسبانيا * ألمانيا 1/صفر فرناندو توريس (33).

أرقام

* شهدت النهائيات تسجيل 77 هدفاً خلال 31 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً إسبانياً باثني عشر هدفاً والأقل بولندا وفرنسا واليونان بهدف واحد.

* أسرع هدف سجله الكرواتي مودريتش من ضربة جزاء بمرمى النمسا في الدقيقة الرابعة.

* تصدر الإسباني ديفيد فيا قائمة الهدافين برصيد أربعة أهداف.

* أفضل حارس الإيطالي بوفون.

* احتسبت خمس ركلات جزاء ضاعت واحدة، وشهدت البطولة ثلاث بطاقات حمراء.

ومضات

نسخة 2008 هي الوحيدة التي حصد خلالها المنتخب الإسباني العلامة الكاملة في دور المجموعات المنتخب اليوناني حامل اللقب تعرض لثلاث هزائم علماً أنه كان الأفضل خلال التصفيات بجمعه 31 من 36 نقطة محتملة.

الحكم الإيطالي روسيتي دخل التاريخ لكونه الوحيد الذي أطلق صافرة الافتتاح والنهائي

الألماني بالاك هو الوحيد الذي خسر نهائي الشامبيونزليغ واليورو في العام ذاته وكان ذلك عام 2008 سجل الكرواتي كلاسنيتش العائد للبطولة بمرمى بولندا بعد غياب 15 شهراً بسبب قصور كلوي اضطره لزرع كلية.

النسخة الرابعة عشرة بولندا وأوكرانيا 2012 – الماتادور يشارك المانشافت الزعامة

استمرت الاستضافة مشتركة للنسخة الثانية على التوالي والثالثة تاريخياً، وجاء الدور على بولندا وأوكرانيا وبلغ عدد الدول المشاركة في التصفيات واحداً وخمسين منتخباً، وللمرة الخامسة يكون عدد المشاركين ستة عشر منتخباً، ولم يكن المستضيفان أهلاً فخرجا من دور المجموعات على غرار سويسرا والنمسا عام 2008.

كل المنتخبات المتوّجة من قبل، وكل القوى العظمى في القارة اجتمعت، ولكن الماتادور ظلّ أقوى الجميع بفضل مدربه ديل بوسكي الذي قلّد المدرب الألماني هيلموت شون من حيث التتويج بكأس العالم وأمم أوروبا، ولكن ديل بوسكي أضحى المدرب الوحيد الذي يفوز بالمونديال واليورو والشامبيونزليغ، وبات المنتخب الإسباني الوحيد الذي حقق الألقاب الكبرى الثلاثة بشكل متتال يورو 2008 ومونديال 2010 ويورو 2012، والوحيد حتى يومنا هذا الذي يحتفظ باللقب.

اعتمد النظام السابق القاضي بتوزيع المنتخبات الستة عشر المشاركة على أربع مجموعات يتأهل أبطالها وأصحاب المركز الثاني ثم تقام الأدوار المتقدمة بطريقة الإقصاء.

ووزعت المنتخبات الواحد والخمسون المشاركة في التصفيات على تسع مجموعات تتضمن ست منها ستة منتخبات وتتضمن ثلاث مجموعات خمسة منتخبات، حيث يتأهل الأبطال التسعة وأفضل ثانٍ بشكل مباشر، ثم تلعب المنتخبات الثمانية الأخرى التي احتلت المركز الثاني بطريقة الملحق ذهاباً وإياباً وجاءت المجموعات وفق التالي:

مج1: بولندا، اليونان، روسيا وتشيكيا.

مج2: هولندا، ألمانيا، البرتغال والدانمارك.

مج3: إسبانيا، إيطاليا، كرواتيا وجمهورية إيرلندا.

مج4: أوكرانيا، إنكلترا، السويد وفرنسا.

عودة تشيكيا واليونان

إحياءً لذكريات يورو 2004 ظهر منتخبا تشيكيا واليونان منتزعين بطاقتي العبور من فم المضيف البولندي والبطل الأول الدب الروسي، علماً أن مباراة الافتتاح اقتصرت على هدف في كل شبكة بين بولندا المتجددة مع هدافها الجديد روبيرت ليفاندوفسكي واليونان المختصة بإحراج أصحاب الضيافة، وكانت أقرب لخطف النقاط الثلاث لولا ركلة الجزاء التي أضاعتها، وشهدت المباراة الثانية الفوز الأعلى لروسيا بتاريخ مشاركاتها القارية في النهائيات بمواجهة تشيكيا، ولكن الجولة الثانية شهدت إصرار المضيف على التعادل بمواجهة روسيا، كما شهدت ثأر تشيكيا من اليونان بعد ثماني سنوات من مباراة نصف النهائي الشهيرة في البرتغال، فدخلت المنتخبات الأربعة بحظوظ وافرة للتأهل في جولة الحسم، ولكن أبطال 2004 هزموا الروس بهدف وقّعه أحد أهم لاعبي الإغريق تاريخياً كاراغونيس، وعجز البولنديون عن استثمار عاملي الأرض والجمهور فسقطوا على غير الموعد أمام تشيكيا فودّعوا مبكراً.

طواحين متعبة

اجتمع في المجموعة الثانية ثلاثة أبطال كما المجموعة الأولى وهم: ألمانيا وهولندا والدانمارك إضافة لمنتخب طامح للانضمام لقافلة الأبطال وهو البرتغال، وشاهدنا تقارب المستويات بدرجة كبيرة، وجاء سقوط الطواحين أمام الدانمارك عكس مباراتهما قبل عامين في المونديال فكان الإنذار شديد اللهجة الذي لم ينتبه له الطواحين، في الوقت الذي استمر فيه التفوق الألماني أمام الناضج رونالدو ورفاقه.

وفي الجولة الثانية تأكد صعود المانشافت وخروج الطواحين من خلال صدامهما المباشر في الوقت الذي حقق فيه البرتغاليون فوزاً متأخراً بشق الأنفس من بوابة الدانمارك، فكان ذلك سبيلاً لخوض الجولة الثالثة بروح الانتصار وهذا ما حدث بالفعل أمام الطواحين المتهالكة بفضل كريستيانو ليخسر الهولنديون ثلاث مباريات للمرة الوحيدة طوال مشاركاتهم، وصفّى المانشافت حساباته مع الدانمارك على هامش نهائي 1992 بالفوز عليه وإرساله إلى مقاعد المتفرجين.

الكبيران كبيران

المجموعة الثالثة ضمّت آخر بطلين للمونديال حينها الإيطالي والإسباني ودخلا مرشحين للعبور على حساب كرواتيا وجمهورية إيرلندا، ومن حسن حظهما أن صدامهما كان في الجولة الأولى وانتهى بأنصاف الحلول بعد مباراة تليق بأن تكون نهائية من حيث الجودة والجمال والمستوى والندية والإثارة، وانطلق الكروات بقوة أمام العائدة للبطولة بعد 24 عاماً جمهورية إيرلندا.

وفي الجولة الثانية حافظ الآتزوري على لغة التعادل أمام الكروات الذين كانوا قانعين بما وصلوا إليه حتى تلك اللحظة، وانتفض الماتادور البطل فصرع الإيرلنديين الذين بدوا لا حول لهم، يائسين مستسلمين أمام القوة الأوروبية الأعظم ذاك الوقت فأضحوا خارج النص، وفي جولة الحسم فرض المنطق نفسه بفوز إسبانيا المتأخر على كرواتيا وانتصار إيطاليا الصريح على إيرلندا فبقي الكبيران كبيرين مع توقعات بصدامهما في النهائي.

يد واحدة لا تصفق

المضيف الأوكراني اعتمد على خبرة شيفشينكو نخب القارة الأول عام 2004، وعوّل البلاغولت السويدي على أيقونته زلاتان ولكن ثبت أن يداً واحدة لا تصفق عند المنتخبين، فحامل الكرة الذهبية 2004 قاد الأوكران للفوز على السويد بتسجيله ثنائية مقابل هدف سجله زلاتان، وانتهت قمة ديربي المانش بين الأسود الثلاثة والديوك بأنصاف الحلول التي بدت مقنعة لكليهما.

وفي الجولة الثانية كانت مناقير الديوك جارحة بمواجهة المضيف فضمنوا التأهل إثر فوزهم الصريح، في حين حقق الإنكليز فوزهم الأول على السويد رسمياً في المحاولة الثامنة بين تصفيات ونهائيات المونديال واليورو، فودّع الديناميت الأصفر وبقي الصراع بين الإنكليز والأوكران على البطاقة الثانية، وكانت أنصاف الحلول تكفي مخترعي اللعبة الذين فازوا بهدف روني بعد جدل كبير حول هدف ملغى على غير وجه حق للمضيف كان ممكناً أن يغيّر المعايير، وفي المباراة الهامشية حققت السويد فوزاً معنوياً على الديوك المتأهلين بهدفين سجل أحدهما زلاتان نفسه.

مئوية ألونسو ومرارة الترجيح

جاءت مباريات ربع النهائي مفروزة في نصفها وعاصفة في النصف الآخر، فرونالدو تكفّل بإخراج تشيكيا، وبانت الفوارق في لقاء ألمانيا واليونان رغم اجتهاد أبطال 2004 وتسجيلهم هدفين وهذا أفضل ما بلغوه في دور إقصائي قارياً ومونديالياً، واحتفل الإسباني ألونسو بمئويته بتسجيله هدفي اللقاء أمام الديوك، وسارت مباراة الطليان والإنكليز لركلات الترجيح التي ابتسمت للأزرق الذي لم يهزم أمام الإنكليز في نهائيات المونديال ونهائيات اليورو حتى اليوم.

وركلات الأعصاب ذاتها فضّت الصدام بين الإسبان والبرتغاليين في نصف النهائي، ما أكد التطور الملحوظ لبرازيليي أوروبا عما كانوا عليه في جنوب إفريقيا قبل عامين.

ورغم كل الترشيحات المسبقة للمانشافت أمام الآتزوري إلا أن التاريخ لم يتبدل وبقيت صفحة الأزرق ناصعة أمام الأبيض في جميع المواجهات الرسمية على مستوى اليورو والمونديال.

ليلة الأرقام القياسية

عاد الإسبان والطليان للصدام لتحديد وجهة اللقب هذه المرة في واحد من النهائيات المثالية، وكيف لا يكون ذلك وهما آخر بطلين موندياليين حينها، وقاد المباراة البرتغالي برونيكا كأول برتغالي يقود النهائي، ولم يسبق لحكم أن قاد نهائي أمم أوروبا والشامبيونزليغ في العام ذاته حتى ذاك الوقت إلا الحكم برونيسا نفسه، وجاءت النتيجة كاسحة لا تليق بالطليان الذين ظهروا ضعيفي الحيلة فانهزموا برباعية هي الأثقل في مباريات التتويج وهي الأقسى لهم في البطولات الكبرى، وللعلم فإن إسبانيا فكّت العقدة الفرنسية والإيطالية في البطولات الكبرى، وإليكم سجل النتائج:

المجموعة الأولى

* 8/6/2012: بولندا * اليونان 1/1 سجل لبولندا ليفاندوفسكي (17)، ولليونان ديميتريس سالييينغيديس (51).

* 8/6/2012: روسيا * التشيك 4/1 سجل لروسيا الآن دزاغويف (15 و79) وشيروكوف وبافلوتشنكو (24 و82)، وللتشيك فاكلاف بيلار (52).

* 12/6/2012: اليونان * التشيك 1/2 سجل لليونان نيوفاتيس غيكاس (53)، وللتشيك بيراسك وبيلار (3 و6).

* 12/6/2012: بولندا * روسيا 1/1 سجل لبولندا بواشتشيكوفسكي (57)، ولروسيا دزاغويف (37).

* 16/6/2012: التشيك * بولندا 1/صفر بيراسك (72).

* 16/6/2012: اليونان * روسيا 1/صفر كاراغونيس (45).

المجموعة الثانية

• 9/6/2012: هولندا * الدانمارك صفر/1 سجله مايكل كرون ديلي (24).

• 9/6/2012: ألمانيا * البرتغال 1/صفر غوميز (72).

• 13/6/2012: الدانمارك * البرتغال 2/3 سجل للدانمارك نيكلاس بيندنتر (41 و80)، وللبرتغال بيبي وبوستيغا وفاريلا (24 و36 و87).

• 13/6/2012: هولندا * ألمانيا 1/2 سجل لهولندا فان بيرسي (73)، ولألمانيا غوميز (24 و38).

• 17/6/2012: البرتغال * هولندا 2/1 سجل للبرتغال رونالدو (28 و74)، ولهولندا فان دير فارت (11).

• 17/6/2012: ألمانيا * الدانمارك 2/1 سجل لألمانيا بودولسكي وبيندر (19 و80)، وللدانمارك مايكل كرون ديلي (24).

المجموعة الثالثة

• 10/6/2012: إسبانيا * إيطاليا 1/1 سجل لإسبانيا فابريغاس (64)، ولإيطاليا دي ناتالي (60).

• 10/6/2012: كرواتيا * جمهورية إيرلندا 3/1 سجل لكرواتيا ماندزوكيتش (3 و49) وبيلافيتش (43)، ولإيرلندا ليدغر (19).

• 14/6/2012: إيطاليا * كرواتيا 1/1 سجل لإيطاليا بيرلو (39)، ولكرواتيا ماندزوكيتش (72).

• 14/6/2012: إسبانيا * جمهورية إيرلندا 4/صفر توريس (4 و70) وسيلفا وفابريغاس (49 و83).

• 18/6/2012: إسبانيا * كرواتيا 1/صفر نافاز (88).

• 18/6/2012: إيطاليا * جمهورية إيرلندا 2/صفر كاسانو وبالوتيلي (35 و90).

المجموعة الرابعة

• 11/6/2012: فرنسا * إنكلترا 1/1 سجل لفرنسا سمير نصري (39)، ولإنكلترا ليسكوت (30).

• 11/6/2012: أوكرانيا * السويد 2/1 سجل لأوكرانيا شفشينكو (55 و62)، وللسويد إبراهيموفيتش (52).

• 15/6/2012: فرنسا * أوكرانيا 2/صفر سجلهما مينيز وكاباي (53 و56).

• 15/6/2012: إنكلترا * السويد 3/2 سجل لإنكلترا كارول ووالكوت وويلبك (23 و64 و78)، وللسويد ميلبيرغ (49 و59).

• 19/6/2012: السويد * فرنسا 2/صفر سجلهما إبراهيموفيتش ولارسون (54 و90).

• 19/6/2012: إنكلترا * أوكرانيا 1/صفر سجله روني (48).

ربع النهائي

• 21/6/2012: البرتغال * التشيك 1/صفر سجله رونالدو (79).

• 22/6/2012: ألمانيا * اليونان 4/2 لام وخضيرة وكلوزه وريوس (39 و61 و68 و74)، ولليونان ساماراس وسالبينغيديس (55 و89).

• 23/6/2012: إسبانيا * فرنسا 2/صفر سجلهما ألونسو (19 و90) والثاني من جزاء.

• 24/6/2012: إيطاليا * إنكلترا صفر/صفر وبالترجيح 4/2.

نصف النهائي

• 27/6/2012: إسبانيا * البرتغال صفر/صفر وبالترجيح 4/2.

* 28/6/2012: إيطاليا * ألمانيا 2/1 سجل لإيطاليا بالوتيلي (20 و36)، ولألمانيا أوزيل (90) من جزاء.

النهائي

• 1/7/2012: إسبانيا * إيطاليا 4/صفر ديفيد سيلفا وجوردي ألبا وفرناندو توريس وخوان ماتا (14 و41 و84 و88).

أرقام

• شهدت النهائيات تسجيل 76 هدفاً خلال 31 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً إسبانياً باثني عشر هدفاً والأقل جمهورية إيرلندا بهدف واحد.

• أسرع هدف سجله التشيكي بيتر جيراسيك بمرمى اليونان في الدقيقة الثالثة.

• تصدر قائمة الهدافين كل من: توريس (إسبانيا)، دزاغويف (روسيا)، ماندزوكيتش (كرواتيا)، بالوتيلي (إيطاليا)، رونالدو (االبرتغال) برصيد ثلاثة أهداف.

• أفضل حارس الإسباني كاسياس.

• احتسبت أربع ركلات جزاء ضاعت واحدة، وشهدت البطولة ثلاث بطاقات حمراء.

ومضات

المباريات الست للمجموعة الثانية انتهت بفارق هدف وهذا لم يحصل في بطولة أخرى

لم يتلق المنتخب الإسباني وحارسه كاسياس أي هدف في عشر مباريات إقصائية متتالية على مستوى اليورو والمونديال بداية من 2008

عجز المنتخب الإنكليزي عن التسجيل في نهائيات اليورو للمرة الأولى منذ فوزه على إسبانيا بالترجيح بعد التعادل السلبي عام 1996

حققت إنكلترا فوزها الوحيد على المضيفين في اليورو بعد الخسارة أمام إيطاليا 1980 والسويد 1992 والتعادل المقرون بالخسارة ترجيحياً أمام البرتغال 2004

16 لاعباً من بين المسجلين كانوا قد سجلوا في نسخة سابقة كرقم قياسي

بطاقة النهائي

الزمان: 1 تموز 2012.
المكان: الاستاد الأولمبي في كييف.
الحضور: 63170 متفرجاً.
المنتخبان: إسبانيا * إيطاليا.
النتيجة: فوز إسبانيا 4/صفر.
الأهداف: ديفيد سيلفا وجوردي ألبا وفرناندو توريس وخوان ماتا (14 و41 و84 و88).
مثل إسبانيا: كاسياس، راموس، أربيلوا، بيكيه، ألبا، بوسكيتش، انييستا (خوان ماتا)، اكزافي، فابريغاس (توريس)، ألونسو، ديفيد سيلفا (بيدرو).
مثل إيطاليا: بوفون، أباتي، بارازالي، بونوتشي، كيليني (بالزاريتي)، بيرلو، ماركيزيو، مونتوليفو (تياغو موتا)، دانيلي دي روسي، بالوتيلي، كاسانو (دي ناتالي).
الحكم: البرتغالي بيدرو بروينسا.

Exit mobile version