سورية

السفياني لـ«الوطن»: زيارة وفد المؤتمر القومي الإسلامي لمشاركته سورية انتصاراتها وأخذنا حقنا من الكرامة والصمود … الهلال: العروبة جوهر الوطنية.. والمقداد: سورية ستبقى حاملة لراية الفكر القومي العروبي

| منذر عيد

أكد الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، هلال الهلال، التزام سورية الثابت بالقضايا القومية، لكونها تدافع عن استقلالها الناجز وسيادتها التامة ومصير الأمة، في حين شدد وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، على أن سورية ستبقى حاملة لراية الفكر القومي العروبي ومدافعة عنه، في وقت بيّن فيه رئيس وفد المؤتمر القومي الإسلامي، خالد السفياني، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الزيارة التي يقوم بها الوفد إلى دمشق تهدف إلى مشاركة الشعب السوري والقيادة السورية والجيش العربي السوري الانتصارات المتوالية التي توجت بإعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد.
وأكد الهلال خلال اللقاء مع الوفد الذي يضم عشرين شخصية عربية تمثل لبنان واليمن والبحرين وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا ومصر والأردن، إضافة إلى تشاد، التزام سورية الثابت بالقضايا القومية، كونها تدافع عن استقلالها الناجز وسيادتها التامة ومصير الأمة لأنها تؤمن بأن العروبة جوهر الوطنية، وذلك وفق ما ذكر الحزب في صفحته على موقع «فيسبوك».
وبعد أن استعرض الهلال التطورات على صعيد مواجهة المؤامرة الكبرى التي تستهدف سورية ومصير الوطن بكامله، أشار إلى ما تم إنجازه من مراحل في مسار التصدي للعدوان والاحتلال، ليكون الإنجاز قاعدة قوية ننطلق منها في مواجهة المراحل القادمة وصولاً للانتصار الحتمي القادم.
وجرى الحديث أثناء اللقاء حول مهام الحركة الشعبية العربية الواسعة التي يتعزز دورها باستمرار، حيث أكد الهلال أن المهم اليوم تعزيز الصيغ العملية للحراك الشعبي وعدم الاكتفاء بالخطابات الشعاراتية والنتائج النظرية للندوات.
من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن مشاعرهم القومية واعتزازهم بانتصار سورية قلب العروبة النابض التي تنتصر لنفسها ولكل العرب وشرفاء العالم، وأكدوا أن الشعب العربي الواحد في أقطارهم يفخر اليوم بسورية وانتصاراتها وبقائدها التاريخي الرئيس الأسد.
وركز أعضاء الوفد على الجانب العملي في عملهم القادم، وأهمية تطوير الحركة الشعبية في الدول العربية كافة بما يجعل صوت الشعب هو القرار، منتقدين قرارات التطبيع من بعض الأنظمة العربية، معبرين عن اعتزازهم بالانتفاضة الفلسطينية الأخيرة.
بدوره، أكد المقداد خلال لقائه الوفد، أن سورية هي قلب العروبة النابض، وأنها ستبقى حاملة لراية الفكر القومي العروبي ومدافعة عنه، رغم كل المحاولات لثنيها عن القيام بهذا الدور العربي الرائد، لأنه لا يمكن لسورية أن تتخلى عن هويتها وانتمائها، فهذا هو تاريخ نضالها وكفاحها، وذلك حسبما ذكرت الوزارة على قناتها في «تلغرام».
واستعرض المقداد بعض المحطات الصعبة التي مرت بها سورية خلال الحرب الإرهابية التي شنّت عليها من قبل الدول الغربية وعملائها في المنطقة خلال السنوات العشر الأولى، مشيراً إلى أن موقف سورية الداعم لقضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، هو أحد أهم الأسباب التي تقف خلف المشروع التآمري عليها.
وأكد أن سورية صمدت بفضل تضحيات جيشها وصمود قائدها وشعبها، وأنه لم يكن أمامها خيار سوى الانتصار على هذه المؤامرة التي كان هدفها محو الهوية الوطنية والعربية للشعب السوري، وإخضاعه للإملاءات الغربية لسلب إرادته واستقلاله.
وشرح المقداد الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية، مؤكداً على ضرورة وقوف الشعب العربي في كل مكان مع أشقائه في سورية ودول عربية أخرى ضد العقوبات الاقتصادية والغربية أحادية الجانب، ومحاولات تفتيت صفوف الأمة العربية للنيل منها وإخضاعها للهيمنة الصهيونية والأميركية.
وأشار إلى أن المشاركة الكبيرة للشعب السوري في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً، سواء في الداخل أو عبر سفارات الجمهورية العربية السورية في الخارج، وفاز بها الرئيس الأسد، كانت مثالاً حيّاً على تمسك هذا الشعب بخياره بالانتصار على كل من حاول التدخل لحرف نضاله ورسالته.
من جهتهم، عبر أعضاء الوفد عن تضامنهم العميق مع الشعب العربي السوري في التحديات والصعوبات التي يمر بها بسبب الحرب الإرهابية عليه، مبدين إعجابهم بالصمود الذي أظهره الشعب السوري بقيادة الرئيس الأسد، وأنه لولا هذا الصمود الذي اختار منذ البداية أن يبقى الرأس السوري والعربي مرفوع الرأس عالياً، لما انتصرت سورية على محاولات إسقاطها ومحو هويتها العربية، مشيرين إلى أن سورية ستستعيد قريباً دورها القومي والعربي الذي تعودت عليه شعوب الأمة العربية.
وأكد أعضاء الوفد على تضامنهم مع سورية في وجه كل المحاولات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة عليها من الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا الغربية والصهيونية العالمية.
كما التقى الوفد قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، في المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق، حيث تم بحث التطورات على الساحة الفلسطينية بعد الانتصار الكبير في «معركة سيف القدس» الذي حققه الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحه لـ«الوطن»، أشار السفياني إلى أن الوفد قرر أن يقوم بزيارة إلى دمشق وبيروت من أجل مشاركة الشعب السوري والقيادة السورية والجيش العربي السوري في الانتصارات المتوالية التي توجت بإعادة انتخاب الرئيس الأسد باعتباره استفتاء على خط المقاومة، وعلى النهج الذي سار عليه من أجل سورية والأمة وفلسطين، ومن أجل الاحتفال مع المقاومة اللبنانية بعيد التحرير والمقاومة، ومشاركة الفلسطينيين الاحتفال بالنصر.
وأضاف: «لقد استفدنا الكثير من الزيارة، وأخذنا حقنا من الكرامة والصبر والصمود، وسعدنا بلقاء مطول مع الرئيس الأسد تجاوز الثلاث ساعات، وعشنا لحظات غاية في الأهمية، ورأينا فيه رئيساً نعرفه ونعرف خصاله، وجرى اللقاء بكثير من الانفتاح والحوار، وتم إبداء الرأي في مختلف القضايا، بما يتعلق بسورية وفلسطين، وقضايا الأمة بشكل عام».
ووصف السفياني المنسق العام للمؤتمر، اللقاء الذي جمع الوفد مع الهلال بأنه «مهم جداً»، موضحاً أنه تناول بانفتاح كبير كل الأسئلة والتساؤلات التي طرحت لعلاقتها بالعمل الشعبي، وبما يمكن أن يقوم به أبناء الأمة في هذه المرحلة، مرحلة الانتصارات والإعداد للانتصارات.
وأكد أهمية اللقاء مع المقداد، حيث استعرض وزير الخارجية والمغتربين مع الوفد كل التطورات التي عرفتها الدبلوماسية والمقاومة السورية طوال مراحل العدوان على سورية وحتى الآن، موضحاً أن اللقاء كان مفتوحاً ومهماً جداً.
بدوره، أوضح الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن لقاء الوفد مع قيادات وممثلي الفصائل الفلسطينية بدمشق يؤكد الترابط الكبير بين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي كانت وما زالت تدعم الشعب الفلسطيني في حقوقه الوطنية والتاريخية في إقامة الدولة المستقلة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس، لافتاً إلى أن هذا الترابط وحشد كل قوى المقاومة في الأمة العربية هو الذي سيحقق الانتصارات على العدو ويحرر الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن