Site icon صحيفة الوطن

زهير رمضان قدير ومهم لكنه لا يصلح نقيباً للفنانين … زهير قنوع لـ«الوطن»: أهم الأعمال العربية تحمل توقيع مخرج أو كاتب أو نجم سوري

ابتدأ المشوار بالتمثيل، ورغم تناوبه ما بين الشعر المحكي، وكتابة المسلسلات، حلمه يلحّ عليه ليكون المخرج زهير قنوع، الذي تنوع في التقديم لنا، من الأعمال الفنية إلى جانب المسرح والسينما: أخرج العديد من المسلسلات الدراميّة، منها «وشاء الهوى» و«الهاربة» و«طيارة ورق» و«أبو جانتي» و«يوميات مدير عام 2» و«سيت كاز» و«شهر زمان» و«دنيا 2» و«أثر الفراشة» و«أول نظرة» و«كوما».

وقدّم ككاتب محترف الكثير من النصوص، أهمها «أهل الغرام» و«طوق الياسمين» و«سيت كاز» و«العشق المجنون» و«شهر زمان» و«دنيا 2» و«سايكو» بمشاركة أمل عرفة.

كما كتب زهير قنوع كلمات العديد من شارات المسلسلات، أهمها «وشاء الهوى» و«على قيد الحياة» و«العشق المجنون».

واليوم وبمناسبة انتهاء أول عرض لمسلسل «داون تاون» على المنصة، قصة كلود أبو حيدر وسيناريو وحوار محمود إدريس وإخراج زهير أحمد قنوع، وتقدمه ولأول مرة شركة الإنتاج «فالكون فيلمز»، عمل يجمع بين الرومانسية والتشويق والآكشن، مؤلف من 30 حلقة، ويشارك فيه كل من: أمل بشوشة، سامر اسماعيل، ستيفاني صليبا، عبد المنعم عمايري، كارمن لبّس، وفاء موصللي، هبة نور،….. إلخ. وغنّى النجم وائل كفوري تتر المسلسل والذي يحمل اسم «كلنا مننجر» وهي من كلمات علي المولى، ألحان رامي شلهوب وجمال ياسين.

نقف من المخرج قنوع في حوار (الوطـن) عند بعض النقاط المتعلقة بالمسلسل مضافاً إليها الكثير.

• بداية كيف ترى أثر النكهة السورية ضمن الدراما المشتركة: أولاً من حيث التأثير مهنياً على العمل. وثانياً.. من حيث تقبّل الجمهور العربي؟

في الحقيقة لهو أثر بالغ الأهمية على مستوى المسلسل المهني أو من حيث التأثير على الجمهور، فالمشاركة السورية تشكل علامة فارقة في الدراما المشتركة، وهذا أمر لمسناه خلال السنوات العشر السابقة، حيث أهم الأعمال العربية تحمل توقيع مخرج أو كاتب أو بطل أو بطلة سوريين، والأسباب تعود إلى أن الممثل والمخرج والكاتب السوري يتمتع باحترافية عالية وجدّية بالمهنة، إضافة للعدوى الإيجابية التي ينشرها الممثل السوري للموجودين معه في العمل، مما ينعكس على المستوى تطوراً مهنياً وفنياً. وأخيراً وبالنسبة للجمهور فهو يحب الفنانين والممثلين السوريين، الأمر الذي يضيف قيمة إلى المشروع العربي مهما كان نوعه.

•ما رأيك بفكرة أن النجم السوري أصبح يساهم في تسويق المسلسلات عربياً؟

إني أرى أن هذا الموضوع إشكالي نوعاً ما. بمعنى… صحيح أن النجم السوري هو رقم صعب أو ربما الأصعب، وهذا أمر طبيعي وقابل للتطور بشكل دائم كونه مساهماً وبشكل كبير في تسويق المسلسل اللبناني والعربي المشارك فيه، وهذا أمر لا يمكننا نكرانه، ولكن هناك دور مهم وقوي يلعبه المنتج الذي يُحسن التسويق للنجم أولاً وللعمل ثانياً، وهذا ملحوظ عند شركات الإنتاج القوية سواء في لبنان أم في الخليج، إذاً هي حالة تكاملية ما بين النجم والشركة المنتجة والداعمة له.

•خروج مسلسل «داون تاون» من السباق الرمضاني… هل هو نعمة أم نقمة…؟ بمعنى هل أُنصف العمل بعرضه خارج السباق… وخصوصا أننا حتى اليوم لم تضج الأوساط متكلمة عن المسلسل، وهذا للأسف عكس ما يحدث في تلك الفترة؟

حول العرض في الموسم الرمضاني، بصراحة أنا أعيش حيرة أو ما يمكنني أن أسميه فصاماً بالرأي، كونه لديّ ثقة كبيرة بالمحتوى والمستوى الفني المطروح في العمل، وكنت ولازلت على ثقة، بأنه لو عُرض المسلسل في الموسم الرمضاني، كان سيحتل مرتبة متقدمة بين المسلسلات المشاركة. وبالنسبة للشق الثاني من السؤال أضيف، بأنني لست منزعجاً لأن العرض خارج الموسم له نكهة مختلفة، ومسلسلنا (الداون تاون) عُرض على المنصة أولاً وبالتالي مشاهدته ستكون محددة بفئة من الجمهور، ولكن حين يتم عرضه على أكثر من منصة أو محطة، هنا ستتسع شريحة المشاهدين. وأيضاً أستتبع بأن الأصداء بدأت تأتينا حول المسلسل، والأمر المريح بأن معظمها إيجابي سواء من الجمهور أم الإعلاميين أم النقاد. وأخيراً أنا أشدّد على رأي بأنني أفضّل بأن يتم العرض خارج السباق الرمضاني، كي يأخذ المسلسل حقه بالمشاهدة، مقابل العدد الكبير للأعمال المعروضة في ظل هذه المناسبة.

•الحالة جميلة كون قصة المسلسل غير مسبوقة في الدراما، ولكن ماذا عن كونها مطروقة أجنبياً؟

هذا الأمر لا يُعيب العمل، كون الأفكار والقصص التي يمكن تناولها في الدراما انتهت، ولا يوجد أفكار جديدة، ليس عندنا نحن السوريين فقط بل هو ممتد إلى مصر وحتى أميركا، ولكن الأمر الجديد هو المعالجة الاحترافية والقادرة على تحويل المحتوى إلى محتوى أصيل، بمعنى يمكننا أن نستوحي المسلسل أو الفيلم من قصة أجنبية، ولكن بشرط أن تكون متطابقة مع واقعنا وحياتنا العربية، أي أن تكون نابعة من بيئتها وتشبه الأشخاص فيها وحتى الجغرافيا، وأيضاً أن تأتي منسجمة مع تفاصيل ومشاكل مجتمعنا، إذاً أسلوب معالجة القصة هو الأهم.

•هل شاركت بتأليف السيناريو إلى جانب الكاتب محمود إدريس في مسلسل (الداون تاون)… وهل تركت كعادتك مساحة للممثل ليضيف على دوره؟

كلا. أنا لم أشارك في تأليف السيناريو إلى جانب الكاتب محمود إدريس، ولكن كان لي أثناء التصوير مساحة لتطوير النص كي يتم إخراجه من حالته المكتوبة إلى حالته الحركية والبصرية، وهذا الأمر طبيعي ولا يُنقص أبداً من مجهود الكاتب، كون الأمر يحتاج إلى صياغة الحوار بين المخرج والممثلين، كما وأسلوبي هذا يمتد حتى إلى المسلسلات التي أنا أكتبها وأخرجها، فأعيد كتابتها مع الممثلين في موقع التصوير، وأعتقد أن هذه الطريقة هي طريقة أكثر جدوى وتحقق حالة رضى وراحة عند الممثل.

•هل تدخلت باختيار مغني وشعر تتر المسلسل؟

نعم تدخلت باختيار المطرب، فلقد تمت استشارتي من قبل المنتج رائد سنان، وكان هناك توافق في الآراء بيننا، حول اختيار النجم وائل كفوري الذي بفنه وصوته يُرضي الجميع. ومشكورة شركة الإنتاج كونها تمكّنت من الاتفاق معه، والنتائج كلّنا لمسناها بعد سماع التتر والأصداء حوله. وهنا أحب أن أتوجه بالشكر للمنتج رائد سنان الذي يثق بالآخرين ويعمل بمنطق فريق العمل، وهذا أمر يحسب له ليكون من أهم منتجي العالم العربي.

•ما قصتك حول تصريحات نقيب الفنانين زهير رمضان من حيث الإقامة الذهبية بدبي؟

هذا الموضوع أعلنت عنه بشكل مفصّل وواضح على صفحتي الشخصية على الفيسبوك، وأعتقد بأنه أخذ أكثر من حدّه، وأضيف بأن ما كتبته كي نعبر عن مواقفنا، كما ونرفض بأن يزاود أحد علينا في حب الوطن، فمواقفنا واضحة تجاه وطننا الحبيب، وتجاه الدولة السورية، والأزمة في بلدنا والحرب عليها، وبالتالي لا نقيب الفنانين أو غيره يستطيع أن يزاود علينا، وإن اختلفنا في بعض القضايا الفنية فهذا الاختلاف لا يفسد للود قضية. وأضيف بأن خلافي في الرأي مع الفنان زهير رمضان نقيب الفنانين، سابق وقديم عن تصريحاته حول الإقامة الذهبية، ولكنني في النهاية أراه فناناً قديراً ومهماً ولكنه وبنفس الوقت لا يصلح بأن يكون نقيباً للفنانين وكلامي هذا أقوله بكل ود واحترام. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، كنا قدمنا نحن الفنانين اقتراحاتنا المطلوبة خلال انتخابات النقابة، لاسيما من حيث تطوير وإصلاح الكثير من الأمور الداخلة في النظام الداخلي لها، الأخيرة التي ستبقى نقابتنا وبغض النظر عمن هو النقيب، وكلّه لازال منشوراً بشكل مفصل عبر صفحات الفيسبوك الشخصية لنا وفي المقالات التي تطرقت لهذا الأمر. وأختم هنا: لربما تكون سياسية النقيب زهير رمضان هي الأفضل، ولكن هذه المطالبات بمجملها تهدف للارتقاء بعمل الفن وبمزيد من الاهتمام بالفن والفنانين، وبتشجيع الاستثمارات، وإيجاد حلول للأزمات التمويلية التي يعاني منها المنتجون، ودعم الشباب، وإيجاد أفكار طليعية ومتطورة لتحريك الفن المتعثر في سورية…. وللأسف.

•أين تجد نفسك أكثر… كممثل أو كمخرج أم كمؤلف؟

في الحقيقة أنا أحب أن يُنسب لي كلمة فنان، لأنني أعتبر أن الفن هو حالة تكاملية، ولا أجد ضيراً بأن يخرج الممثل أو العكس صحيح طالما أنه يتمتع بالقدرة على النجاح في الإبداع الذي يقدمه. ولكن كإجابة عن السؤال، أنا أجد نفسي بالدرجة الرئيسية مخرجاً رغم أني كاتب وممثل قبل أن أكون مخرجاً، ولكن المشروع الأهم بالنسبة لي هو الإخراج هذا لأنه متعلق بالهوى والأحلام وبالطفولة والرغبة وبفهمي للحياة وبفهمي للإخراج. التمثيل كان مبكراً في مسيرتي المتواضعة والكتابة أيضاً، ولكن هذه الأمور الثلاثة أجدها في خدمة مشروعي، وأجد أن هذا مكاني، صحيح أنني لم أشعر بحالة الرضى حول ما قدمت، ولكنني أتمنى إن شاء الله بأن أقدم طموحي، لأنني شخص أحب العمل والذي هو عبادة بالنسبة لي، كما ويجعل مني فاعلاً ومنتجاً للإبداع الذي يؤثر على حياة الناس والتي أتمنى أن تذهب نحو الأفضل.

•في الختام أنت تحمل لقب المخرج المختلف… هل هو لقب منصف للمخرج زهير قنوع؟

رغم أن الألقاب بعيدة عن ذهني ومطلبي، ولكنّ هذا اللقب يشعرني بسعادة ورضا، وخاصة عندما يتم استخدامه من الزملاء الصحفيين والإعلاميين والنقاد، ولكن وبنفس الوقت قضية التكريمات والجوائز أو ما يمكن أن أسميه بالمكتسبات المعنوية، برأيي هي تحصيل حاصل لجهود الفنان، وفي النهاية أي نقد سلبي أو إيجابي موجه لي، هو بمثابة الحافز كي أتطور إلى مكان يليق بي وبالجمهور.

Exit mobile version