Site icon صحيفة الوطن

رحيل شاعر وأكاديمي مرموق.. د. وفيق سليطين نتاج فكري وإبداعي في رحلة اختصرها الزمن

أضاء قناديل الشعر، بتمكّنه من الكلمة المملوءة بالإحساس، والمعبّرة عن كل ما يدور، وبقدرته العالية ترك لنا علامة فارقة في المشهد النقديّ والشعريّ، راسماً في نتاجاته المتنوعة موضوعاً وفكراً وآفاقاً رحبة وواسعة للقارئ كي يتفكّر كثيراً بما تركه بين يديه الأديب المبدع، الذي غادرنا إلى عالم يشبهه بفسحة الأمل، تاركاً كل الألم الذي صوره بصدق غير مبالغ فيه.

نعت الأوساط الثقافية والإعلامية، الأديب، والناقد، والشاعر الدكتور وفيق محمود سليطين الذي وافته المنية صباح الإثنين الموافق 21/6/2021، عن عمر ناهز الستين عاماً.

عمله الأكاديمي أستاذاً جامعياً في كلية الآداب بجامعة تشرين، لم يقلل من نتاجه الفكري الإبداعي، بل زاده غنى وغزارة، ومنه نقف عند البعض القليل مع سيرة الراحل الثرية.

في نقد الانغلاق الخصوصي

تناول الأديب وفيق سليطين بالنقد والتحليل، في كتابه «في نقد الانغلاق الخصوصي»، عدداً من الأعمال التي عُنيت بفكر الخصوصية، لاسيما تلك التي تستخدم الآخر لتأكيد الأنا، أو لتنفيها. وفيه أيضاً نقد لشتّى دعوات القطيعة مع الماضي، وبالمثل لدعوات السُّبات فيه. ويأتي الكتاب في أزمنة تَشهدُ تنامي خطاب التشدّد وتناحر الهويات المُغلقة على ذاتها.

يقعُ الكتاب بأقسامه الثمانية على ثلاث أفكار جوهرية، تتوزّع بين فصل وآخر، أولاها العلاقة التي تحكم الشرق مع الغرب وذلك عبر عودة سليطين إلى فرانسيس مرّاش وإدوارد سعيد، وثانيها تفسير مآل ما يسمى الربيع العربي، متّخذاً من النقد الفكري مدخلا لتفسير نكوصِ الآمال الكبرى، ثم في النهاية يتحدّث في نظرية الخصوصية، ويحدّد بالضبط أين يصبح النداء بفكر الخصوصية نداءً سامّاً. فيما يخصُ الجانب الذي يعالج فيه خطاب الخصوصية، لا نظريتها، فإن المؤلف يحتكم إلى علاقتين؛ العلاقة مع الآخر، وتمثّلات الأنا التي تُظهر ردّة على ما قاسته الثقافة العربية، من جرّاء الاستبداد السياسي والديني الذي وسم لعهود طويلة واقع هذه الثقافة، بذلك يحلّل سليطين أشكالاً عديدة من السلطات، لربما أكثرها إثراء لموضوعه هي سلطة النص.

التأسيس والتحويل تناصيات الشعر والتصوف

أما في الكتاب الثاني، يُظهر فيه راحلنا الدكتور سليطين، العلاقة الجدلية بين الشعر والتصوف ومدى التفاعل بينهما، في المؤلف «التأسيس والتحويل تناصيات الشعر والتصوف».

ويضم الكتاب قراءات منهجية لنماذج من التناص الصوفي في الشعر (التناص يعني وجود تشابه بين نص وآخر)، كاشفا تغير قواعد الاشتباك بين النص المتناص والنص المرجعي، وما حصل من تأويل في النص الجديد بطابعه المركب ومقدرته الإنتاجية، التي تتفاوت درجات تحققها إلى حدّ التمايز النوعي بين تجربة وأخرى، متناولا آلة الناي الصوفي، برمزيته بالشعر الصوفي، متوقفا عند توظيفه بكامل ما يحمله هذا الرمز من معطيات ومعان، لدى مجموعة من الأدباء من عبد الوهاب بياتي وخليل حاوي وغيرهما، موضحاً راحلنا فكره ورأيه متوقفاً عند بعض النماذج لشعراء منهم: أدونيس والبهلول والنفري.

في السيرة الذاتية

– يُذكر أن الشاعر سليطين من مواليد عام 1961، ويحمل دكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة القاهرة عام 1995.

– عمل أستاذاً في كلية الآداب – قسم اللغة العربية – في جامعة تشرين في اللاذقية، كما عمل سابقاً رئيساً لقسم اللغة العربية، ورئيساً لقسم المكتبات والمعلومات.

– عضو اتحاد الكتّاب العرب.

– عضو تحكيم جائزة المزرعة الأدبية لعام 2009، السويداء، سورية.

– عضو هيئة تحرير في مجلة (دراسات في اللغة العربية وآدابها)؛ المجلة الفصلية المحكمة التي تصدر عن جامعتي تشرين – سورية، وسنمان – إيران.

– عضو الهيئة الاستشارية لمجلة «الموقف الأدبي».

له عددٌ من الكتب النقدية المطبوعة، نذكر منها:

– الزمن الأبدي، سورية – اللاذقية، الطبعة الأولى عام 1997، الطبعة الثانية، دار المركز الثقافي، دمشق 2007.

– الشعر والتصوف، الهيئة العامة السورية للكتاب – جريدة البعث، الكتاب الشهري الثاني عشر، 2008.

– الحركة الأدبية في بلاد الشام، بالاشتراك مع الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، عام 2008.

– الكلام على الكلام، وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب، عام 2015.

من أعماله الشعرية

– الكائن الآخر 1991.

– حافياً إلا من هذا الحب 1996.

– شقوق المعنى، 2008، الهيئة العامة السورية للكتاب.

– عناقيد الزبد 2011، اتحاد الكتّاب العرب.

– أخضر كالسرير 2013، الهيئة العامة السورية للكتاب.

– في خرائب الأثر 2016 الهيئة العامة السورية للكتاب.

– أشياء العالم الصغير 2018، الهيئة العامة السورية للكتاب.

– ذلك البزوغ الأول… ذلك الاحتجاب العظيم، آخر دواوينه الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب مؤخراً في 25/5/2021.

Exit mobile version