Site icon صحيفة الوطن

إيران تأمل في أن تساعد اجتماعات فيينا القادمة على الحل السياسي في سورية

وكالات :

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه بالإمكان إيجاد حلول سياسية للأزمات الراهنة في سورية واليمن والبحرين من خلال التعاطي البناء، معرباً عن استعداد إيران للدخول في مفاوضات بهذا الخصوص شريطة أن تفضي نتائجها إلى إرساء الاستقرار والأمن في بلدان المنطقة. في الأثناء، أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان ضرورة مكافحة الإرهاب في سورية ومتابعة تهيئة الظروف للحوار بين السوريين ليتمكنوا من تقرير المستقبل السياسي لبلادهم.
وفي كلمة له أمام ملتقى كوادر وزارة الخارجية والسفراء ومسؤولي البعثات الدبلوماسية الإيرانية المعتمدين خارج البلاد أمس، أشار روحاني وفقاً لما نقلته وكالة «سانا» للأنباء، إلى التطورات الراهنة في اليمن وقال: «لو أن نظرة السعودية إلى التطورات في المنطقة تقترب من الواقع وتتخلى عن التدخل في الشؤون الداخلية، فإنه بالإمكان إيجاد حلول للكثير من المشاكل في ظل الظروف الجديدة ومنها المشاكل في العلاقات مع السعودية»، معتبراً أن عودة الرياض عن الطريق الخاطئ ستفتح الباب أمام التعاون معها.
وفي إشارة إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لفت روحاني إلى أن بعض «الشبان قليلي التجارب» في أحد بلدان المنطقة يتطاولون في تصريحاتهم أمام الكبار لكنهم لن يحققوا أي هدف باستخدام هذا الأسلوب.
وأكد الرئيس الإيراني أن ما يكتسب الأهمية بالنسبة لإيران هو الحد من سفك الدماء في المنطقة ولو كانت دماء بريء واحد، مشيراً إلى نتائج المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة /5 + 1/ التي جعلت الكيان الصهيوني أشد الأنظمة عزلة في العالم، ولفت إلى أن الإسراع في إرساء السلام والاستقرار والأمن والهدوء في المنطقة سيعود بالضرر على هذا الكيان وسيصب في مصلحة جميع شعوب المنطقة، معتبراً أن العالم بات يدرك اليوم أن إيجاد حلول للكثير من مشاكل المنطقة رهن بمشاركة إيران.
من جانبه اعتبر عبد اللهيان في لقاء مع قناة العالم أن التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية يكون عبر توقف دول في المنطقة وخارجها عن دعم الإرهابيين وتسهيل دخولهم إلى سورية من أجل الاستفادة منهم.
ولفت إلى أن الغرب وبعض دول المنطقة بدؤوا يشعرون بالخطر الجدي من مساعدة الإرهاب والتطرف ولاسيما بعد تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الدول الأوروبية والأخطار التي بدأ يمثلها الإرهاب على هذه الدول التي دعمته بالأساس. وأعاد عبد اللهيان التأكيد أن إيران ليس لديها مقاتلون في سورية بل مستشارون موجودون بطلب رسمي من الحكومة السورية، مبيناً أن إيران زادت من عدد مستشاريها خلال الأسابيع الأخيرة بما يتناسب مع العمليات العسكرية الروسية في ضرب الإرهاب مشدداً على أن هذا الأمر لا يخص لا السعودية ولا غيرها. وقال: «إن إيران وروسيا الاتحادية لديهما مواقف ووجهات نظر سياسية مشتركة بالنسبة لسورية في مجمل الأمور» مشدداً على أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبله بنفسه.
ونفى مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية وجود أي برنامج أو جدول أعمال للحوار المباشر بين إيران وأميركا حول الشؤون الإقليمية وخاصة الأزمة في سورية، مشدداً على «أن معيار إيران في مستقبل سورية هو ما يختاره الشعب السوري وحسب».
وأعرب عن أمله بأن تكون اجتماعات فيينا القادمة للدول والأمم المتحدة مثمرة وذات نتائج وتساعد على الحل السياسي في سورية مشدداً على أن إيران لن تدافع وتساند الذين يرغبون في اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب السوري.
وقال: «أكدنا الإطار الذي تستطيع من خلاله الدول المؤثرة تسهيل عملية مكافحة الإرهاب ومواجهته ومتابعة العملية السياسية في سورية والتي ستقود إلى حوار وطني بين ممثلي الحكومة والمعارضة التي تؤمن بالعملية السياسية إضافة لتهيئة الظروف التي يتمكن من خلالها الشعب السوري أن يقرر المستقبل السياسي لبلاده» موضحاً أن إيران ستدعم المحادثات المقبلة إذا استمرت في هذا الإطار ولم تكن مجرد اجتماعات استعراضية لتحديد المواقف ولا ينظر فيها إلى حقوق الشعب السوري. ولفت عبد اللهيان إلى أن بعض الدول وعلى وجه التحديد السعودية أظهرت دوراً «غير بناء وسلبياً» ولم تستطع أن تعرض منطقاً قوياً خلال محادثات فيينا مشيراً إلى أن بعض المشاركين كانوا راغبين بالدخول بمواضيع هي في صلب مسؤوليات وحقوق الشعب السوري.

Exit mobile version