Site icon صحيفة الوطن

خارج الحسابات..!

ليس من الخطأ أن تقام نهائيات بطولة الدوري السوري للناشئات في اللاذقية، بل من الصحيح التوزيع والتنويع في مراكز البطولات والمسابقات عبر الخريطة الجغرافية لكرة السلة السورية، خصوصاً في المحافظات النشيطة بكرة السلة، ولا أحد ينكر جهد واجتهاد محافظة اللاذقية بكرة السلة وخصوصاً على صعيد الفئات العمرية، ولو امتلكت الجهد والدأب نفسيهما على مستوى الكبار لكانت من أهم المنافسين على بطولاتها، ما دامت تفرخ العديد من النجوم وتصدرهم إلى الأندية في بقية المحافظات.
تستحق اللاذقية أن تقام على أرضها نهائيات بطولة الناشئات لكرة السلة، مع الاهتمام الخاص بكرة السلة من أندية حطين وتشرين والتضامن وشرطة اللاذقية، صحيح أن ناديين فقط تأهلا إلى هذه النهائيات المقامة في اللاذقية، ولكن وجود فريقين بالنهائيات أمر لا يستهان به أمام محافظات كبيرة وعريقة بكرة السلة، ولكن؟!
كنا نتمنى رؤية أحد فرق اللاذقية بين الأربعة المتأهلين إلى الدور نصف النهائي، وأن تكون هذه السلة الطامحة والناشطة منافساً وليس مجرد مستضيف ومشجع لبقية الفرق التي جاءت لتقاسم الأماكن الثلاثة على منصة التتويج.
وكم كنا نتمنى ألا نرى سلة نادي التضامن وهي تودع البطولة في مراحل مبكرة من أدوارها، دون أن تجد مكاناً لها بين الأربعة الكبار، بعدما كانت بطلة لهذه المسابقة، ومنبعاً أساسياً للمواهب الناشئة السلوية الواعدة، والرافدة للمنتخبات السورية بالكفاءات اليانعة.
ما حصل مع التضامن في هذه البطولة يستحق التوقف عنده، صحيح أن اختلاف المستويات في فرق الفئات العمرية أمر وارد مع تبدل اللاعبين وتعاقب الأجيال، ولكن هذا الكلام يمكن أن نقبله من نادٍ عادي، وليس التضامن الذي علمنا أن يكون مدرسة حقيقية بكرة السلة، ومن أهم المشاريع الواعدة بكرة السلة السورية في العصر الحديث.
هذه المدرسة التي ناشدنا وطالبنا بالعودة إلى استقرارها عندما عصفت بها الأنواء منذ شهور، وكادت تخسر بعض مواهبها وكوادرها ومؤسسي سلتها، واليوم نتألم للصورة المتراجعة التي سجلتها في نهائيات الناشئات.
وكلنا أمل أن نجد الاهتمام الحقيقي بسلة الفئات العمرية، فالمسألة لن تتوقف عند إقامة النهائيات في هذه المحافظات أو تلك، وليس الهدف التوزيع والتنويع، بقدر ما هو البحث في التفاصيل، ومتابعة المنافسات ورصد الخط البياني للمواهب الواعدة في مختلف الأندية، وخصوصاً أن معظم الأندية التي التقت في نهائيات مسابقة كأس الاتحاد، هي نفسها عادت للتنافس في نهائيات دوري الناشئات، مع اختلاف الظروف والمعطيات، والفرق اليوم تبدو محضرة بشكل أكبر واللاعبات بجاهزية أعلى، فهل من متابع لهذه المواهب والخامات الواعدة التي تمثل مستقبل كرة السلة السورية؟ وهل من منتخب يلبي طموحات هذه المواهب ويحتضنها ويرعاها ويطورها؟

Exit mobile version