Site icon صحيفة الوطن

أولمبياد طوكيو 2020 بعد سنة تأجيل بسبب كورونا … تتويج ذاتي وإجراءات استثنائية دون جماهير

لم تتغير الأوضاع كثيراً عن العام الماضي فقد تسببت جائحة كورونا بتأجيل الحدث الرياضي الأهم على وجه الكرة الأرضية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وهاهي تفرض شروطها بعد عام كامل بعدما قررت السلطات اليابانية إقامة الدورة دون حضور جماهيري خاصة أن العاصمة اليابانية معقل الأولمبياد تعيش حالة طوارئ بسبب عدم السيطرة على الوباء والخشية من تأثير التجمعات على الإجراءات الصحية المتبعة للحدّ منه، وتفتتح المنافسات الرسمية يوم الأربعاء القادم على أن يكون الافتتاح الرسمي يوم 23 من تموز (يوليو) الحالي والختام في الثامن من شهر آب (أغسطس) وتقام الدورة التي تحمل الرقم 28 رسمياً بمشاركة 205 دول وتتضمن 339 مسابقة متنوعة في 33 لعبة للرجال والسيدات وتقام في 42 ملعباً وصالة وساحة وتوزع في نهايتها 339 ميدالية ذهبية يتنافس عليها أكثر من 11 ألف رياضي ورياضية.

إجراءات احترازية

على بعد أيام قليلة من انطلاق المنافسات التي تفتتح بمباريات الدور الأول لكرة القدم النسائية جاء القرار النهائي بمنع الحضور الجماهيري للألعاب والتي كان يتوقع أن يكون جزئياً كما الحال في بطولة يورو المختتمة قبل أيام لكن ارتفاع الأرقام الخاصة بمرضى كورونا أجبر السلطات الصحية في طوكيو على إحكام خطة الطوارئ المطبقة منذ شهور وبالتالي منع التجمعات الكبيرة التي قد تكون مرتعاً خصباً للفيروس وسط خيبة أمل للرياضيين المشاركين وكذلك الجماهير المحلية التي تنتظر الألعاب على أحر من الجمر خاصة أن الفرصة ربما لن تتكرر حتى يشهدوا مثل هذه التجمع، فالمرة الأولى التي استضافت طوكيو الألعاب كانت 1964، وكانت السلطات المحلية ألغت مسيرة الشعلة الأولمبية في البلاد في وقت سابق وعوضت عنها باحتفالات رمزية في عدد من المدن هناك وحتى على مستوى حفل الافتتاح اتخذت إجراءات صارمة حيث سيقام بأقل عدد ممكن من الشخصيات الرسمية والمسؤولين والرياضيين.

ويتوقع أن يتقلص عدد المشاركين بفعل الفحوصات الإجبارية التي سيخضعون لها، ولذلك فقد أصدرت اللجنة المنظمة تعليمات صارمة للرياضيين المشاركين بدخول المدينة الأولمبية قبل خمسة أيام فقط من خوضهم المنافسة والمغادرة بعد 48 ساعة من انتهائها على الأكثر، علماً أن المدينة مجهزة في وقت سابق لاستيعاب 18 ألف شخص، حتى إن اللجنة الأولمبية الدولية قررت تبديل طقوس تقليد الميداليات الممنوحة للفائزين وسيتم التتويج الذاتي لحملة الميداليات بأنواعها بحيث يتقدم اللاعب الفائز ويتقلد الميدالية الممنوحة له وقد اشترط على جميع الحاضرين ارتداء الكمامة الطبية الرسمية.

مشاركة قياسية

تتميز دورة ألعاب طوكيو بأرقامها القياسية على مستوى عدد الألعاب واللاعبين والدول المشاركة حيث يشارك رياضيون من 205 دول بعد انسحاب كوريا الشمالية مؤخراً وستكون بعثة الولايات المتحدة الأميركية الأضخم كالعادة، فتتألف من 613 لاعباً ولاعبة تليها اليابان 552 رياضياً ثم وألمانيا 425 شخصاً ثم فرنسا بـ403 لاعبين فبريطانيا العظمى بـ376 رياضياً ويمثل روسيا 333 رياضياً ورياضية، وبالمقابل هناك بعثات رمزية لا تتجاوز لاعبين أو ثلاثة مثل الصومال وجنوب السودان وموريتانيا وبرمودا وبروناي وغيرها.

وتتميز الألعاب الأولمبية في زيادة المنافسة على بعض الألعاب الفردية وخاصة ألعاب القوى التي تشهد عادة بعض الأرقام القياسية وتتضمن 48 مسابقة للجنسين بالطبع، كأكثر الميداليات في الدورة بداية من السباق الأقصر والأكثر إثارة (100 متر عدواً) وانتهاءً بالماراثون وتقام فعالياتها على مدار 9 أيام على أن تنتهي في اليوم الختامي، على حين تتضمن مسابقات السباحة 37 سباقاً متنوعاً وتقام منافساتها على مدار عشرة أيام، وتتضمن مسابقات الدراجات أربعة أنواع من السباقات وتوزع فيها 22 ميدالية ذهبية وتقام منافساتها على مدار أيام الدورة، وبالمقابل تقتصر لعبة (سوفت بول) على مسابقة واحدة، إضافة إلى الألعاب الكرات التي تتوزع غالباً على مسابقتين للذكور والإناث ككرة السلة والقدم والطائرة واليد والماء والطائرة الشاطئية.

كرة القدم

وتقام مسابقة كرة القدم للرجال ضمن فعاليات الدورة بمشاركة 16 منتخباً أفرزتهم التصفيات القارية لمنتخبات تحت 23 عاماً على أن تضم كل بعثة ثلاثة لاعبين فوق السن وتقسم المنتخبات إلى أربع مجموعات بحيث يتأهل نصفها إلى ربع النهائي وهكذا، وتقام مباريات كل جولة من الدور الأول (8 مباريات) في يوم واحد وكذلك مباريات دور الثمانية ويقام النهائي في اليوم السابق لختام الألعاب، وقد جاءت قرعة الدور الأول على النحو التالي:

– المجموعة الأولى: اليابان، فرنسا، المكسيك، جنوب إفريقيا.

– المجموعة الثانية: كوريا الجنوبية، رومانيا، نيوزيلندا، هندوراس.

– المجموعة الثالثة: الأرجنتين، إسبانيا، مصر، أستراليا.

– المجموعة الرابعة: البرازيل، ألمانيا، السعودية، ساحل العاج.

وفي كرة القدم للسيدات يشترك 12 منتخباً قسمت إلى ثلاث مجموعات بحيث يتشكل ربع النهائي من أبطال المجموعات وأصحاب المركز الثاني وأفضل منتخبين من أصحاب المركز الثالث، وضمت المجموعة الأولى اليابان وكندا وبريطانيا وتشيلي، أما الثانية فضمت البرازيل والصين وزامبيا وهولندا في حين الثالثة ضمت أميركا والسويد وأستراليا ونيوزيلندا.

كرة السلة

وتحتل كرة السلة مكانة خاصة في الأولمبياد منذ الموافقة على مشاركة اللاعبين المحترفين فيها بداية من دورة 1992، ويتشابه نظام مسابقتي الرجال والسيدات مع تساوي عدد المنتخبات المشاركة في كل مسابقة (12 منتخباً) يتأهل منها 8 منتخبات إلى ربع النهائي، وجاءت المجموعات حسب الآتي:

سلة الرجال

المجموعة الأولى: الولايات المتحدة، فرنسا، تشيكيا، إيران.

المجموعة الثانية: أستراليا، إيطاليا، ألمانيا، نيجيريا.

المجموعة الثالثة: إسبانيا، اليابان، الأرجنتين، سلوفينيا

سلة السيدات

المجموعة الأولى: صربيا، كوريا الجنوبية، كندا، إسبانيا.

المجموعة الثانية: الولايات المتحدة، فرنسا، اليابان، نيجيريا.

المجموعة الثالثة: بورتوريكو، الصين، أستراليا، بلجيكا.

مكافآت مغرية

بالطبع فإن المناسبة ستكون استثنائية فبعض الرياضيين يعتبرون مجرد المشاركة في الألعاب مكافأة كبيرة وبعضهم الآخر يعتبرها مجداً شخصياً له ولبلاده ولذلك فقد درجت العادة على منح مكافآت مالية حسب النتائج وخاصة للحائزين على الميداليات البراقة ولكل بلد طقوسه في هذا المجال لكن المثير حقاً أن بعض الدول رصدت مبالغ هائلة للمتوجين، فهاهي السلطات الكازاخية ترصد ربع مليون دولار لكل فائز بميدالية ذهبية و150 ألفاً لصاحب الميدالية الفضية مقابل 75 ألف دولار للبرونزية، وتشارك كازاخستان بـ96 رياضياً في 27 مسابقة، علماً أنها حصدت 71 ميدالية ذهبية منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي قبل نحو 30 عاماً.

انسحابات بالجملة

وتتالت الانسحابات من الأولمبياد لأسباب متعددة لكن أهمها الإصابة التي ستحرم عشاق كرة المضرب من بعض نجومها، فهاهو السويسري روجيه فيدرير يعلن عدم قدرته على المشاركة ولحق به الأسترالي أليكس دي مينيور بسبب فيروس كورونا وكان زميله نايك كيروس انسحب سابقاً خوفاً من العدوى، علماً أن هذين اللاعبين كانا يمثلان آمال الأستراليين في هذه اللعبة، وتسببت عدوى كورونا في حرمان البريطاني دان إيفانز من حلم الظهور في طوكيو وسبق أن أعلنت زميلته يوهانا كونتا الانسحاب في ضربة موجعة للفريق خاصة أنها المصنفة الأولى على مستوى بريطانيا.

وأعلنت الألمانية أنجيلكا كيربر إحدى بطلات الغراند سلام عن عدم مشاركتها في طوكيو بسبب إصابة في الفخذ، وتأتي هذه الانسحابات بعدما بدأتها الأميركية سيرينا ويليامز والإسباني رافاييل نادال.

Exit mobile version