Site icon صحيفة الوطن

تقليد لا غنى عنه منذ عقود كمؤونة للأسر الفقيرة … غلاء البندورة يضاعف تكلفة تحضير «مية الإفرنجي» في حلب

ضاعف غلاء البندورة البلدية من تكلفة تحضير ربّ أو دبس البندورة، أو ما يعرف بـ«مية الإفرنجي» في حلب، ما حرم الكثير من الأسر من أهم التقاليد التي توراثتها الأجيال منذ عقود.
ويعد دبس البندورة، عصارة البندورة المكثفة، من ضروريات الحياة لدى الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل التي لا تستطيع شراء المستحضر المصنّع والمعبأ آلياً، لغلاء ثمنه مقارنة بالمصنّع يدوياً بغية تخزينه كمؤونة شتوية لا غنى عنها لاستخداماته المتعددة في الطبخ ومذاقه اللذيذ.
وأوضح أحد تجار سوق الهال في حي العامرية في حلب لـ «الوطن» أن سعر كيلو البندورة البلدية، الصالحة لتحضير دبس البندورة يتراوح بين 600 و700 ليرة سورية حالياً وبسعر الجملة، على حين من المفترض أن يحوم سعرها في مثل هذا الوقت من السنة وفي عزّ موسمها حول 300 ليرة سورية.
وردّ تاجر آخر سبب ارتفاع سعر البندورة إلى ارتفاع تكاليف زراعتها إثر زيادة سعر المازوت، اللازم لري المساحات المزروعة منها في منطقتي السفيرة ودير حافر بريف حلب الشرقي، إلى 500 ليرة لليتر الواحد، إضافة إلى تصدير كميات لا بأس بها إلى خارج البلاد.
وتوقع أحد بائعي البندورة في سوق باب جنين بمركز المدينة لـ «الوطن» انخفاض سعر البندورة خلال الأيام المقبلة «بزيادة عرض المادة في الأسواق، لأن الفلاحين وتجار البندورة ما زالوا في إجازة العيد التي رفعت سعر المنتج الزراعي بحدود 200 ليرة للكيلو الواحد».
وبيّن محمد برو، صاحب إحدى معاصر البندورة في حي بستان الباشا لـ «الوطن» أن الإقبال على عصر البندورة من أجل صنع «مية الإفرنجي» تراجع قبيل وبعد عيد الأضحى المبارك بسبب ارتفاع سعر البندورة «التي كنا نتسوقها من دير حافر قبل العيد بـ450 ليرة للكيلو الواحد ونقوم بعصرها للزبائن الذين يقطن معظمهم في الأحياء الشعبية».
وأشارت السيدة أم عمار من حي الهلك، الواقع في الشطر الشرقي من المدينة، لـ«الوطن» أن أسر الأحياء الشعبية يفضلون تحضير دبس البندورة بأنفسهم عن طريق تقطيعها وعصرها وتصفية الشوائب منها ثم تجفيفها لبضعة أيام تحت أشعة الشمس، ولاسيما على أسطح المنازل، قبل تعبئتها في أوعية زجاجية وتخزينها للشتاء.
ولفتت إلى أن رب البندورة يدخل في صناعة الكثير من مأكولات المطبخ الحلبي، وخصوصاً المحاشي بأنواعها وصلصة الفاصولياء والبامياء والمعكرونة والبطاطا، وغيرها من المأكولات الحلبية المفضلة، عدا استخدامه كنوع من السندويش الذي يميز حلب بدهن دبس البندورة على رغيف الخبز وإضافة الكمون والنعناع اليابس والملح والزيت عليه قبل تسخينه.
وقدرت سيدة أخرى حاجة الأسرة الحلبية، المكونة من 5 أشخاص، من رب البندورة بـ30 كغ صافي «يبلغ سعر الكيلو غرام التجاري منها 5 آلاف ليرة، أي تحتاج الأسرة إلى 150 ألف ليرة فقط من أجل تخزين مونة دبس بندورة تجارية»، وأشارت إلى أن كل 10 كيلو غرامات من البندورة يستخلص منه بعد عصيره وتجفيفه كيلو غرام واحد من دبس البندورة، أي إن تحضير 30 كيلو غراماً من المادة يستلزم راهناً 195 ألف ليرة «وهي عملية غير مجدية حالياً، نظراً لارتفاع أسعار البندورة».

Exit mobile version