الأولى

اعتبر تصحيح مسار منظمة «الكيميائي» ضرورة وتسييسها أفقدها المصداقية … صباغ أمام مجلس الأمن: هناك تحدٍّ حقيقي يتمثل في مواجهة الإرهاب الكيميائي

| الوطن

اعتبر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ، أن التسييس الذي باتت تعاني منه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أبعدها كثيراً عن الطابع الفني لعملها، وأفقدها جزءاً كبيراً من مصداقيتها، فبدلاً من أن تكون حارساً أميناً على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، تحولت إلى أداة بيد بعض الدول لاستهداف دولة طرف في الاتفاقية، ما يتطلب تصحيح مسارها والعودة إلى دورها الطبيعي، باعتبارها ركيزة أساسية ومحايدة في نظام عدم انتشار الأسلحة الكيميائية.
وأعرب صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن أمس وفق بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، عن أسف سورية لأن تصبح مناقشات المجلس منصة لبعض الدول الغربية الأعضاء لتوجيه اتهامات مضللة ضدها، متجاهلة حقيقة انضمام سورية طوعاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013 وعملها بكل جد ومصداقية وشفافية لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها بموجب هذا الانضمام، وتدمير كامل مخزونها من الأسلحة الكيميائية ومرافق إنتاجها.
وبيّن صباغ أن هذه الدول تستمر بتجاهل التعاون القائم خلال السنوات الماضية بين سورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمشاورات الوثيقة مع الأمانة الفنية، والتي حققت تقدماً مهماً يدل بوضوح على وفاء سورية بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، مشدداً على رفض سورية المطلق لكل حملات التشكيك التي تطلقها بعض الدول المعروفة، حيال تعاونها مع المنظمة وتوجيهها اتهامات باطلة تتصل بـ«إعلانها الأولي»، وتستهجن قفزها إلى استنتاجات غير صحيحة وخاصة أن بعض المسائل الفنية التي تتم مناقشتها ترتبط بتفسيرات علمية مختلفة لا يمكن حسمها بشكل سريع أو انتقائي, مؤكداً أن هناك تحدياً حقيقياً يتمثل في مواجهة الإرهاب الكيميائي، لكن ما يثير الريبة أن هذا التحدي لا يحظى بأي اهتمام من بعض الدول الغربية، ولا يثير أي قلق لديها رغم التنامي الملحوظ لمحاولات المجموعات الإرهابية مثل «داعش» و«النصرة»، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة مثل «الخوذ البيضاء»، لاستخدام أسلحة ومواد كيميائية سامة في سورية وورود معلومات متواترة عن تحضير تلك المجموعات لفبركة مسرحيات باستخدام أسلحة كيميائية لاتهام الجيش العربي السوري.
وأوضح صباغ أن محاولة مدير عام المنظمة خلال إحاطته أمام مجلس الأمن في حزيران الماضي نزع المصداقية عن العمل الذي تم إنجازه في التقرير الأصلي للتحقيق في حادثة دوما، والذي يؤكد عدم العثور على دليل لوقوع هجوم كيميائي فيها، لن تفلح في استعادة مصداقية تقارير بعثة تقصي الحقائق، وأن أسلوب المراوغة وتجاهل المعلومات والوقائع الذي اتبعه لن يلغي حقيقة وجود أسئلة ووجوب الإجابة عنها، وضرورة إصلاح جوانب الخلل في طرائق عمل بعثة تقصي الحقائق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن