اختتمت أمس دورة الألعاب الأولمبية 2020 بدورتها الثامنة والعشرين في طوكيو على أمل اللقاء في باريس العاصمة الفرنسية بعد ثلاثة أعوام والتمنيات بأن تكون الظروف أحسن مما كانت عليه في العاصمة اليابانية حيث افتقدت الدورة الحضور الجماهيري العنصر المؤثر في العديد من الألعاب وشهدت الدورة غيابات عديدة على مستوى معظم الألعاب بسب تفشي وباء كورونا الذي ضرب بقوة وفرض إجراءات صارمة حدّت من الكثير من الفعاليات المرافقة، فبدت القرية الأولمبية وكأنها مقراً للحجر الصحي أو مستشفىً كبيرةً خاصة مع اكتشاف الكثير من الحالات الإيجابية لفيروس «كوفيد 19»، وعلى الصعيد الرياضي شهد اليوم الأخير انقلاباً أميركياً على مستوى صدارة فعاليات الدورة فانتزعت المركز الأول من الصين بفضل فريقي كرة السلة وكرة الطائرة للسيدات حيث توجت بنات العام سام بذهبيتي اللعبتين.
ثلاثية فارقة
في اليوم قبل الأخير كانت اللائحة العامة للميداليات تشير إلى تقدم رياضيي التنين الصيني بفارق ذهبيتين عن حملة علم النسر الأميركي إلا أن أحداث اليوم الأخير شهدت غياب الصينيين عن الذهب لتقتنص الولايات المتحدة الصدارة بفضل ثلاث ميداليات ذهبية، فقد حصدت أميركا ميداليتها الذهبية الأولى في لعبة الدراجات لتكون قطعة من ثلاث ميداليات حاسمة في الطريق إلى بطولة الألعاب ككل، ففي سباق المونيوم على المضمار أهدت جينيفر فالييتي المركز الأول لبلادها بعدما جمعت 124 نقطة عبر مراحل السباق كاملة متفوقة على اليابانية يومي كاجيهارا التي جمعت 120 نقطة مقابل 108 نقاط للهولندية كريستين وايلد صاحبة البرونز.
وحسمت بنات العم سام بطولة كرة الطائرة بسهولة كبيرة بفوزهن على البرازيليات بثلاثة أشواط دون مقابل في النهائي بواقع (25/21 و25/20 و25/14) فانتزعن ذهبية الطائرة الناعمة للمرة الأولى بتاريخهن الأولمبي، وحلت اليابانيات بالمركز الثالث بتغلبهن على الصربيات بالنتيجة ذاتها بواقع (25/18 و25/18 و25/15).
وفي كرة السلة لم يكن غريباً فوز الأميركيات بالذهب خاصة إذا ما عرفنا أنهن صاحبات الزعامة في هذه اللعبة، فقد توجن للمرة التاسعة باللقب الأولمبي والسادسة على التوالي عقب فوزهن على صاحبات الضيافة اليابانيات بفارق 15 نقطة (90/75) بعدما فرضن إيقاعهن على المواجهة النهائية من الربع الأول الذي انتهى على نتيجة 23/14 وحسمت الأمور مع الربع الثالث الذي انتهى لنتيجة 25/17 ليصل الفارق إلى 75/56 وبالتالي خضن الربع الأخير براحة تامة وفيه تفوقت اليابانيات 19/15 لكن بعد فوات الأوان، وذهبت الميدالية البرونزية للفرنسيات اللواتي تفوقن على الصربيات بالفارق ذاته إنما بنتيجة 91/76 والنصف الأول 43/40.
ثنائية تاريخية
في كرة اليد سجل الفرنسيون رجالاً ونساءً إنجازاً تاريخياً بالتتويج بذهبيتي الفئتين للمرة الأولى، فبعدما تألق الرجال وانتزعوا البطولة من البطل الدانماركي (للمرة الثالثة بتاريخهم) سارت بنات فرنسا على المنوال ذاته فتوجت بالذهب للمرة الأولى بتاريخهن، والطريف أن فريقي الرجال والنساء حلا في الوصافة في ريو 2016 وقد حققا الثأر من الطرف ذاته في النهائيين، فقد تفوقت الفرنسيات على الروسيات في مباراة التتويج بنتيجة 30 هدفاً مقابل 25 والشوط الأول 15/13، وفي لقاء الترتيب فازت النرويجيات على جاراتهن السويديات بنتيجة 36/19 والشوط الأول 19/7 فاحتفظن بالبرونز للمرة الثانية على التوالي.
من جهة أخرى وفي لعبة كرة الماء للرجال أحرز المنتخب الصربي المركز الأول بفوزه في النهائي على نظيره اليوناني بنتيجة 13 هدفاً مقابل 10 بواقع (6/3 و2/4 و2/2 و3/1) واحتفظ الصرب بالتالي بلقبهم الذي نالوه في ريو 2016، ونال المنتخب المجري البرونزية بفوزه على نظيره الإسباني 9/5 بواقع (3/3 و2/2 1/0 و3/0).
كينيا بين الكبار
وفي ختام منافسات ألعاب القوى احتفظ العداء الكيني إيليود كيبشوغي بذهبية سباق الماراثون عندما توج بالمركز الأول بتفوقه على 109 متسابقين بعدما قطع المسافة بزمن وقدره ساعتان و8 دقائق و38 ثانية وجاء الهولندي أبدي ناغيي بالمركز الثاني بزمن (2.9.58) والبلجيكي بشير عبدي ثالثاً بزمن (2.10.00)، يذكر أنها الذهبية الرابعة لكينيا في طوكيو وكلها في مسابقات ألعاب القوى (10 ميداليات متنوعة) لتحتل المركز الثالث بعد الولايات المتحدة (7 ذهبيات) وإيطاليا (5 ذهبيات) وحصلت بولندا وجاميكا أيضاً على أربع ذهبيات لكن بمجموع (9 ميداليات متنوعة).
ألعاب متفرقة
توج المنتخب البلغاري للجمباز الإيقاعي للسيدات بالميدالية الذهبية لمسابقة الفرق بعدما جمع 92.100 نقطة متفوقاً على الفريق الروسي الذي توقف رصيده عند 90.700 نقطة وحل المنتخب الإيطالي بالمرتبة الثالثة برصيد 87.100 نقطة، وتألف المنتخب البلغاري من اللاعبات (مادلين رادوكانوفا وإيريكا زافيروفا وسيمونا ديانكوفا وستيفاني كرياكوفا ولورا ترايتس).
قبضات من ذهب
في الملاكمة فاز الكوبي أندي كروز على الأميركي كيشون ديفيز بأربع نقاط مقابل نقطة في نهائي وزن خفيف الثقيل ليتوج بالذهبية، ونال الأسترالي هاري غارسيد والأرميني هوفانس باشكوف البرونزية في هذا الوزن، يذكر أن كوبا أحرزت 7 ذهبيات في الدورة منها 4 في الملاكمة لتتصدر الدول الـ78 المشاركة فيها.
وفي وزن فوق الثقيل توج الأوزبكي باخودير غالولوف بالذهب عقب تغلبه في النهائي على الأميركي رينشارد توريز جونيور 5/صفر واكتفى البريطاني فرايزر كلارك والكازاخي كامشوبيك كوناكاباييف بالبرونز.
وفي وزن المتوسط للسيدات انتزعت البريطانية لورين برايس الذهبية بفوزها على الصينية لي كيان بعدما اكتسحتها بخمس نقاط دون ردّ، وهي الذهبية الثانية لبريطانيا في الملاكمة لتحتل المركز الثاني في هذه اللعبة في طوكيو، وتوجت الأيرلندية كيلي هارينغتون بذهبية وزن خفيف الثقيل بفوزها على البرازيلية بياتريس سواريس بالنتيجة ذاتها وهي الذهبية الأولى لإيرلندا في الملاكمة والثانية لها في الدورة.
الترتيب النهائي
على مدار 16 يوماً شهدت الدورة توزيع 1080 ميدالية من الألوان والمعادن الثلاثة وبعد منافسة شرسة خاصة في اليومين الأخيرين استطاعت الولايات المتحدة الأميركية الحفاظ على موقعها في طليعة المتوجين بالذهب وبفارق ذهبية واحدة لا أكثر عن الصين التي احتلت المركز الأول لأحد عشر يوماً كاملاً قبل أن تتنازل عنه مع نهاية الدورة، وهنا ترتيب الدول العشرة الأوائل على سلم الترتيب:
1- الولايات المتحدة 113 ميدالية متنوعة (39 ذهبية و41 فضية و33 برونزية).
2- الصين 88 ميدالية متنوعة (38 ذهبية و32 فضية و18 برونزية).
3- اليابان 58 ميدالية متنوعة (27 ذهبية و14 فضيات و17 برونزية).
4- بريطانيا 65 ميدالية متنوعة (22 ذهبية و21 فضية و22 برونزية).
5- روسيا 71 ميدالية متنوعة (20 ذهبية و28 فضية و23 برونزية).
6- أستراليا 46 ميدالية متنوعة (17 ذهبية و7 فضيات و22 برونزية).
7- هولندا 36 ميدالية متنوعة (10 ذهبيات و12 فضية و14 برونزية).
8- فرنسا 33 ميدالية متنوعة (10 ذهبيات و12 فضية و11 برونزية).
9- ألمانيا 37 ميدالية متنوعة (10 ذهبيات و11 فضية و16 برونزية).
10- إيطاليا 40 ميدالية متنوعة (10 ذهبيات و10 فضيات و20 برونزية).
باريس 2024
إلى اللقاء في باريس 2024 والتي ستكون على موعد مع دورة الألعاب الأولمبية التاسعة والعشرين وقد تسلمت السيدة آن هيدالغو (عمدة باريس) العلم الأولمبي من رئيس اللجنة الأولمبية توماس باخ ضمن مراسم اختتام الدورة بالأمس، يذكر أن عاصمة النور سبق لها تنظيم الدورة الأولمبية عام 1924 أي إن الدورة القادمة ستكون مناسبة خاصة للفرنسيين خاصة وللعالم أجمع.