Site icon صحيفة الوطن

المئات يغادرون «أحرار الشام» باتجاه «الجبهة الشامية» وكتلة قطاع حلب من ضمن المنفصلين … انشقاقات كبيرة في الذراع المسلح لـ«الإخوان المسلمين» في سورية

أعلنت ألوية وكتل في ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» الذراع المسلح لـ«الإخوان المسلمين» في سورية والموالية للاحتلال التركي، انشقاق العديد من مسلحيها وانضمامهم إلى ما تسمى «الجبهة الشامية» المنضوية في ما يسمى «الجيش الوطني» الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها بشمال البلاد.
وتعكس الانشقاقات استمرار تصدع «أحرار الشام» وتفاقم الخلافات داخلها، رغم محاولات النظام التركي السابقة الحؤول دون حصول ذلك.
وأوضحت مصادر أن 850 مسلحاً من «أحرار الشام» انفصلوا عنها، وانخرطوا ضمن «الجبهة الشامية»، مضيفة: إن كتلة قطاع حلب بكاملها كانت من ضمن المنفصلين عن «الحركة»، ومعظم كتلة محافظة إدلب، لكنهم انضموا إلى «الشامية» «كتلة واحدة»، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وتشهد «الحركة» منذ أشهر خلافات كبيرة داخل مكوناتها، حيث أعلن 400 مسلح منها انشقاقهم عنها في كانون الثاني الماضي، وانضموا أيضاً إلى «الشامية».
وقام النظام التركي باستبدال متزعم «أحرار الشام»، المدعو جابر علي باشا، بالمدعو عامر الشيخ الملقب «أبو عبيدة»، وذلك تجنباً لانهيارها، على حين أعلن باشا استقالته ضمن إطار حل الخلاف مع الجناح المنشق عن الميليشيا الذي يقوده المدعو حسن صوفان الذي كان يسعى لتسلّم القيادة بمساندة ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على قائمة الإرهاب الدولي منها واجهة له.
وتصاعدت الخلافات بين متزعمي «أحرار الشام»، في نهاية كانون الثاني المنصرم، بعد إعلان متزعمها العام الجديد عن تعيين عدد من شخصيات «الحركة» في مناصب عسكرية وإدارية.
ولم تنجح محاولات النظام التركي في منع انهيار «أحرار الشام»، كما لم تنقذ عملية استبدال متزعمها (باشا) بالشيخ بضغط تركي، الميليشيات من التصدع حيث انشق 500 مسلح منها وانضموا للجناح المنشق عنها الذي يتزعمه صوفان.
وأشارت تقارير إعلامية في بداية شباط الماضي إلى أن  المدعو أبو محمد الجولاني متزعم «تحرير الشام»،  يدعم انقلاب صوفان ضد «أحرار الشام» في سعيه للسيطرة بشكل كامل على ما يسمى «المجلس العسكري» في إدلب، وبالتالي إحكام سيطرته المطلقة على التنظيمات والميليشيات.
وأوضحت، أن النظام التركي حاضر في جميع تلك الأحداث والتغيرات، مبينة أن الشيخ هو من أحد أقرب المقربين من النظام التركي هذا من جهة، في حين يعتبر صوفان رجل تنظيم «النصرة» الذي ساعده الجولاني في تطويق عدد من مقار «أحرار الشام» والاستيلاء عليها في ريف إدلب طمعاً في تسلم القيادة بدلاً من باشا المستقيل، وبالتالي فإن تنظيم «النصرة» يرضي النظام التركي بأن يسيطر على إدلب عبر ضم رجله الشيخ لصفوفه.
وبينما يعتبر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعم الأكبر لتنظيم «الإخوان المسلمين» العالمي، تعد «أحرار الشام» الجناح المسلح لـ«الإخوان المسلمين» في سورية الذين ارتكبوا جرائم مروعة في ثمانينيات القرن الماضي في البلاد ونشطوا مع شن الحرب الإرهابية على سورية في عام 2011.
وأقرت الميليشيات في الخامس من كانون الثاني المنصرم في إحصائية نشرتها، بمقتل نحو عشرة آلاف من مسلحيها منذ عام 2011 حتى نهاية كانون الأول 2020.
وأوضحت مواقع إعلامية معارضة حينها أن الميليشيات تعتبر من أبرز «المجموعات الإسلامية» في سورية، ومن أوائل الميليشيات التي نشأت فيها منذ العام 2011، مشيرة إلى أنها شُكّلت من اندماج أربع مجموعات مسلحة، هي ما يسمى «كتائب أحرار الشام» و«حركة الفجر الإسلامية» و«جماعة الطليعة الإسلامية» و«كتائب الإيمان».
وانضمت الميليشيا إلى ما يسمى «الجبهة الإسلامية» في 2013 إلى جانب ميليشيا «لواء التوحيد» وميليشيا «جيش الإسلام» وأربع ميليشيات أخرى.
وأشارت المواقع إلى أن الميليشيا نفذت أعمالاً وهجمات إرهابية على مختلف الجغرافيا السورية ضد الجيش العربي السوري منذ 2011، وتميزت باستخدامها العبوات الناسفة منذ تأسيسها، حيث يتركز وجود مسلحي الميليشيا حالياً في ريف اللاذقية الشمالي، كما تتوزع مقارها في ريف حلب الشمالي.

Exit mobile version