Site icon صحيفة الوطن

وزير الخارجية العراقي في طهران تحضيراً لمؤتمر إقليمي لدول الجوار … بغداد تستأنف مساعيها لعقد اجتماع سعودي إيراني على أراضيها

تزامناً مع تحضيرات بغداد لعقد مؤتمر إقليمي لدول الجوار أواخر الشهر الجاري، وصل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى طهران أمس والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبحث آخر التطورات بالمنطقة، وتسليمه دعوة من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لحضور «مؤتمر دول الجوار العراقي».
وكالة «إيرنا» الإيرانية نقلت عن رئيسي تأكيده بأن بلاده تعتبر الحوار بين دول المنطقة في سياق معالجة قضاياها وتحسين العلاقات فيما بينها، خطوة باتجاه تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، وتشدد على أن تدخل الأجانب في شؤونها سيثير التوتر ويهدد الأمن في المنطقة، وأضاف: «تضافر الجهود والتعاون بين الدول الإقليمية بعيداً عن التدخل الأجنبي، عنصر أساس لاستمرار الأمن والحفاظ على استقرار هذه الدول وتوفير الرخاء لشعوبها».
الوزير العراقي اعتبر بدوره أن تنظيم «مؤتمر دول الجوار العراقي» سيوفر ظروف الحوار بين الدول وصولاً إلى الفهم المشترك على صعيد المنطقة، مشدداً على أن ترسيخ الأمن المستدام في المنطقة لن يتحقق من دون مشاركة إيران والعراق.
وزير الخارجية العراقي كان قد التقى في وقت سابق أمس نظيره الإيراني محمد جواد ظريف حيث بحث معه في العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الإقليمية والدولية».
كما التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، الذي أعلن أن بلاده «تراقب عن كثب السلوك المشبوه للولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الإسرائيلي في المنطقة»، معتبراً أن «استمرار الوجود الخطير والشرير للجيش الأميركي، وتدخّلَه في الشؤون الداخلية للمنطقة علناً وسراً من شأنهما إبقاء الظروف متشنجةً، وسيزيدان من التوترات في المنطقة».
التحرك العراقي صوب طهران تزامن مع أنباء نقلتها مصادر لقناة «الميادين» أشارت فيها إلى انعقاد مؤتمر في بغداد بعد أسبوعين ستحضره قيادات من السعودية وإيران وتركيا والإمارات وقطر ومصر والأردن، لافتة إلى وجود مساعٍ عراقية لجمع قيادات تلك البلدان، وإيجاد نقاط تقارُب مشتركة بينها.
ووفق المصادر يُتوقَّع حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث سبق وأعلنت رئاسة الوزراء العراقية، عقب اتصال بين ماكرون ومصطفى الكاظمي، أن رئيس الوزراء العراقي أبلغ إلى ماكرون أن «فرنسا شريك حقيقي للعراق»، وأعلن ماكرون، من جهته، «دعمه الكامل للعراق»، وأشاد بـ«الدبلوماسية العراقية المتوازنة».
من جهتها قالت وزارة الخارجية العراقية إن الدعوات المرسلة لحضور المؤتمر، تشمل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
مصادر عراقية كشفت أمس عن وجود مساعٍ لعقد اجتماع ثنائيّ بين السعودية وإيران على هامش المؤتمر، مشددةً على أن بغداد تسعى لإنهاء القطيعة بين طهران والرياض، بعد انعقاد اللقاءات الثنائية غير المعلنة.
من جانبه أفاد مصدر عراقي لـ«روسيا اليوم»، بأن «رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي يسعى مع قيادات سعودية وإيرانية لإقناعها باللقاء وإجراء محادثات بين البلدين في بغداد خلال مؤتمر قادة الدول الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي».
وحسب المصدر، فإن «بغداد تريد إيجاد علاقة إيجابية بين الرياض وطهران، خاصة مع وجود رئيس جديد في إيران».
وفي الأشهر الماضية، أتاحت الوساطة العراقية عقد مباحثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين في بغداد، هدفها تحسين العلاقات بين الخصمين الإقليميين، والتي قطعتها الرياض رسمياً في مطلع عام 2016، وقال وزير الخارجية الإيراني، خلال جلسة في منتدى أنطاليا في أيار الماضي: «نحن مستعدّون لإرسال سفيرنا إلى السعودية يوم غد، وليس هناك أفضل من الحوار»، فيما أبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، استعداد إيران لـ«إجراء محادثات مع السعودية، على أي مستوى»، معتبراً أنه «إذا لم يؤدِّ تغيير خطاب السعودية إلى تغيير في سلوكها، فلن تكون له نتائج عملية».

Exit mobile version