Site icon صحيفة الوطن

حماة توفر 30 بالمئة من حاجة القطر من القمح .. عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة: في عام القمح خسرنا القمح والشعير! … «تموين» حماة تصادر نحو 147 طناً من القمح معدة للاتجار في السوق السوداء

«حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر»، يمكن إطلاق هذا المثل الشعبي بكل ثقة على عام القمح الذي أعلنته وزارة الزراعة هذا الموسم، وحشدت له إعلامياً، من دون توفير مستلزماته لمنتجيه بالشكل الذي يمكنهم من زراعة أراضيهم به وجني محصول وافر، وهو ما ساهم مع العوامل الجوية من شح الهطل المطري، والحرارة العالية، وسيطرة الجفاف، بتدني الإنتاج، وضياع محصول الشعير في ريف محافظة حماة الشرقي، الذي مُنعت فيه زراعة الشعير للتوسع بزراعة القمح، فخسرت المحافظة المحصولين، حسب تعبير عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة المهندس فاضل درويش، الذي بيَّنَ لـ«الوطن» أن الكميات المسوقة حتى صباح أمس من القمح، بمختلف مراكز الاستلام بمناطق المحافظة، بلغت 116 ألف طن، 90 ألف طن منها من منطقة الغاب، وهي كمية متدنية قياساً لمواسم التسويق السابقة.
وأوضح درويش أن تدني إنتاج القمح هذه السنة، يعود إلى تعرضه خلال فترة الإباضة في شهر آذار لموجة حر عالية، وفي نيسان لموجة صقيع شديدة، إضافة لقلة المحروقات المخصصة للحقول البعلية، وللجراد أيضاً.
ولفت درويش إلى أن محافظة حماة توفر عادةً 30 بالمئة من حاجة سورية من القمح، ومع ذلك لم تخصص لفلاحيها هذه النسبة من المحروقات، كاشفاً أن الموسم الماضي كان الإنتاج المسوق نحو 126 ألف طن، لأن الأمطار كانت جيدة، والمحروقات كانت متوافرة بشكل أفضل للمنتجين.
وقال درويش: لقد أخطأنا بتسمية العام الحالي بعام القمح، ففي شرق المحافظة الهاطل المطري ضعيف جداً، وكل ما اتجهنا شرقاً يزداد الوضع سوءاً، وما كان يجب أن نزرع مناطق المحافظة الشرقية بالقمح بدلاً من الشعير، لقد خسرنا القمح والشعير معاً، فمن منطقة محردة باتجاه الشرق كان محصول القمح سيئاً نتيجة العوامل الجوية.
وأشار درويش إلى أن أكثر من 50 طناً من القمح رفضت من مؤسسة الحبوب، وحوِّلت لمؤسسة الأعلاف.
رئيس اتحاد فلاحي حماة الدكتور هيثم جنيد، بيَّنَ لـ«الوطن»، أن الفلاحين ملتزمون حتى اليوم بتسليم أقماحهم لمراكز الحبوب بالمحافظة، والكمية الإجمالية التي سلموها لتاريخه أكثر من 116 ألف طن.
وأوضح أن ثمَّة مشكلة برزت خلال موسم التسويق، هي «الأقماح المرفوضة» رغم التأكيدات على استلام كل حبة قمح مهما يكن نوعها ونسبة الشوائب والأجرام فيها.
وأشار إلى أنه كان من المفروض تركها للفلاحين، كي يغربلوها ويعقموها ويستفيدوا منها، بدلاً من تحويلها لمؤسسة الأعلاف وبسعر 600 ليرة للكيلو، بناء على قرار وزاري.
وعن تسديد السورية للحبوب قيمة القمح للفلاحين، بيَّنَ جنيد أن لا مشكلة بهذا الشأن، وأن الفلاحين يقبضون قيمة محصولهم من المصارف الزراعية بالمحافظة.
مدير فرع السورية للحبوب في حماة حسام سلطان، بيَّنَ لـ«الوطن» أن عمليات استلام القمح مستمرة بكل مراكز المحافظة، ولكن الوارد اليومي قليل.
وأوضح أن المؤسسة حوَّلت نحو 103 مليارات ليرة للمصارف الزراعية بالمحافظة، وقد تم تسديدها للفلاحين، ولفت إلى أن كل كمية قمح ترفض المراكز استلامها تحول لمؤسسة الأعلاف، بحسب التعليمات الوزارية.
ومن جهته، مدير المصرف الزراعي في حماة بسام الحلبي، بيَّنَ لـ«الوطن»، أن قيمة محصول القمح المصروفة للفلاحين على مستوى المحافظة، بلغت 102.5 مليار ليرة، إضافة إلى 25 مليار ليرة قيمة الأقماح التي سلمها الفلاحون إلى فرع إكثار البذار بحماة.
أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة رياض زيود، فبيَّنَ أن دوريات الرقابة التموينية، وبالتعاون مع الجهات المختصة، ضبطت نحو 146 طناً و620 كيلو غراماً من القمح معدة للمتاجرة بالسوق السوداء بدلاً من تسليمها لمراكز الحبوب.
وأوضح أنه تم تنظيم 10 ضبوط بحق المتاجرين بها، حسب المرسوم رقم 8 لعام 2021، وإحالتهم للقضاء.

Exit mobile version