Site icon صحيفة الوطن

موظفون بلا رواتب وأموال مجمدة … ملامح أزمة اقتصادية في أفغانستان قد تغرقها بالفقر

تظاهر مئات الأفغان أمام أحد البنوك في العاصمة كابل، أمس السبت، في وقت اصطف آخرون في طوابير طويلة أمام ماكينات الصراف الآلي، التي قيدت عمليات السحب إلى حد كبير، وتظهر هذه التطورات ملامح أزمة اقتصادية يرجح أن تغرق فيها أفغانستان، التي كانت حكومتها السابقة تعتمد إلى حد كبير على المساعدات الدولية، إذ كانت تغطي 75 بالمئة من الميزانية.
وكان من بين المتظاهرين عند «بنك كابل الجديد» العديد من موظفي الخدمة المدنية الذين يطالبون برواتبهم، التي يقولون إنها لم تدفع منذ ثلاثة إلى ستة أشهر، وفق وكالة «أسوشيتد برس»، ويشيرون إلى أنه بالرغم من إعادة فتح البنوك قبل ثلاثة أيام فإنه لم يتمكن أحد من سحب الأموال.
ولا تزال ماكينات الصراف الآلي تعمل، لكن السحوبات تقتصر على نحو 200 دولار كل 24 ساعة، ما يؤدي إلى تشكل الطوابير الطويلة.
ومما سيفاقم الأزمة حسب مراقبين طبيعة الخطوات التي ستتخذها طالبان في حكم البلاد وموقف المجتمع الدولي منها، ورغم أنها وعدت بنظام معتدل، إلا أن كثيراً من الأفغان يشككون في ذلك، وحتى يتضح الأمر لا يتوقع أن تتدفق أموال خارجية على أفغانستان.
وفي وقت ســابق من آب الجاري، أعلنت الولايات تجميد 9 مليارات دولارات من أصول البنك المركزي في أراضيها. وذهب صندوق النقد الدولي إلى حد تجميد المساعدات المرصودة لأفغانستان بسبب الضبابية المحيطة بوضعية القادة في كابل بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وكان من المقرر أن يحرر صندوق النقد دفعة أخيرة من المساعدات لأفغانستان، في إطار برنامج تمت المصادقـة عليه في تشرين الثاني 2020، بإجمالي قدره 370 مليون دولار.
ولا تقف تحديات أفغانستان عند هذا الحد، إن الجفاف الذي يضرب البلاد يهدد سبل العيش لأكثر من 7 ملايين شخص، على حين ذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، ومقرها روما، أن الأفغان يعانون أيضاً من جائحة فيروس كورونا والنزوح من القتال الأخير.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن نحو 14 مليون شخص، ونحو واحد من كل ثلاثة أفغان، بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.
وقالت «الفاو»: إن هناك حاجة إلى مساعدة حاسمة قبل موسم زراعة القمح الشتوي، الذي يبدأ بعد شهر في العديد من المناطق، وأضافت: حتى الآن سيغطي التمويل مساعدة 110 آلاف أسرة فقط من المزارعين، في حين يحتاج 1.5 مليون إلى المساعدة، مضيفة: من المتوقع أن يكون المحصول الحالي أقل بنسبة 20 بالمئة من العام الماضي.
وفي خضم كل هذه المؤشرات السلبية، يبرز الاستقرار الذي يعد عاملاً أساسياً في تحريك الدورة الاقتصادية، لكنه يواجه تحديات ضخمة في أفغانستان، فثمة نشاط متزايد لتنظيم «داعش خراسان» الذي تبنى التفجيــر المــزدوج في مطار كابل.
وفي السياق نفسه حسب موقع «سكاي نيوز» برزت حركات معارضة لنظام طالبان، وهذا ما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات في البلاد، خاصة إذا قررت الحركة المتشددة الاستئثار بالحكم، ويضاف إلى ذلك افتقار عناصر طالبان إلى خبرات إدارة مؤسسات الدولة، التي هرب الكثير من كفاءاتها إلى الخارج خوفاً من طالبان.

Exit mobile version