Site icon صحيفة الوطن

دخل مرحلته الثالثة والتقييم مستمر … مشروع (بكرا إلنا) خطوة مهمة في بناء الرياضة

نورس النجار :

دخل مشروع (بكرا إلنا) الذي أطلقته محافظة دمشق مرحلته الثالثة، بعد أن أنجز المرحلتين الأولى والثانية في العامين الماضيين.
جاءت المرحلة الأولى عبر الإعداد للمشروع وقد تطلب وضع الأسس له قرابة العام، قبل أن ينطلق ميدانياً ويصبح عملاً مطبقاً على الأرض منذ عام أو أكثر.
ودخل المشروع مرحلة التقييم العملي والميداني قبل أكثر من شهر في عملية غايتها كشف الأخطاء ومعالجة الثغرات، ليمضي المشروع خطواته الواثقة في مرحلته الثالثة أو لنقل في موسمه الثالث.
والمشروع بعنوانه العريض اتجه نحو تبني المواهب الرياضية والفكرية والفنية والثقافية، وكان مسرح أعماله مدارس دمشق، حيث أسس فيها مراكز لاكتشاف المواهب، وعمل على تطوير قدراتها وإمكانياتها بكل الاختصاصات التي أقرها المشروع.
ولاقى المشروع رواجاً كبيراً، لأنه كان جدياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومتابعاً ميدانياً من لجان إشراف عملت على مراقبة العمل خطوة بخطوة لمعالجة أي ثغرة أو عثرة تعترض المشروع في أي مركز من المراكز التي بلغت أكثر من سبعين مركزاً في دمشق.

أهداف متعددة
المشروع كان له أهداف كثيرة، ويبدو في طليعتها بناء جيل جديد مثقف واع، واستثمار موهبته بالطريقة المثلى على أن تعود عليه بالفائدة أولاً على الشباب وعلى المجتمع ثانياً، وهو أفضل من ضياع هذا الجيل في زواريب الجهل واللهو.
وإثبات أنه يمكن التشاركية في العمل بين أكثر من مؤسسة حكومية وخاصة، فالمشروع ارتبط بأكثر من مؤسسة حكومية وخاصة، لكل منها كان له دوره في هذا المشروع.
ومن الأهداف الإيجابية أيضاً، استقطاب الكوادر الرياضية وغيرها وزجها في هذا المشروع، فجاء تبني المواهب من خبرات رياضية لها باعها في العمل الرياضي، ومن جهة أخرى ساهم بتعويضاته المالية بتشغيل هذه الكوادر، وتشغيل جيل واسع من الشباب باختصاصات متفرقة، فضلاً عن فوائد أخرى متعددة.

وماذا بعد؟
المشروع وصل إلى مرحلته التقييمية، وتم إجراء التقييم عبر زيارات ميدانية إلى كل المراكز، للاطلاع على واقع العمل في هذه المراكز، والاستماع إلى العوائق التي تعترض العمل بشكل مباشر للعمل على تجاوزها، والتقييم العملي جاء عبر المعارض والندوات والحفلات لتقييم النشاط الفكري والثقافي والفني، وعبر المباريات المختلفة للفرق الرياضية لتقييم نتاجها الرياضي، وحفلت المباريات بأجواء تنافسية وقادها حكام معتمدون من الاتحادات الرياضية التي تنتمي إليها الألعاب، وأفرزت هذه المباريات وجود مواهب عديدة مبشرة بألعاب: كرة القدم والسلة والطائرة والريشة الطائرة واليد والطاولة والجمباز وصدرت النتائج التي قيّمت المدارس ووزعتها حسب إنتاجها بشكل عام ونتائجها الرياضية.
كما أظهر المشروع خارج الإطار الرياضي مواهب عديدة في الرسم بكل أشكاله وفي الفنون الأدبية من قصة ورواية وشعر ونثر، وفي الموسيقا والتمثيل.
اليوم بدت مواهب هذا المشروع ظاهرة للعيان، والباب اليوم مفتوح للتواصل مع نادي المحافظة، لاستقطاب هذه المواهب وتوزيعها على أندية دمشق كل حسب موقعه الجغرافي وحسب ألعابه، لذلك ما على أنديتنا إلا التواصل عبر القنوات الرسمية لاستقطاب هذه المواهب والعمل على متابعة العمل التطويري وتوسيع القاعدة الرياضية واستمرار بنائها بشكل صحيح.
أخيراً نعتقد أن المشروع حقق نجاحاً لافتاً، والمواهب التي تخرجت في مراكزها خير دليل، لكن هل سيبقى هذا المشروع مقتصراً على دمشق ولماذا لا تبادر بقية المحافظات إلى اتباع النهج ذاته.
أما السؤال المهم، فهو يوجه إلى المؤسسات الرياضية التي عليها أن تسعى للفعل ذاته، ولو عبر قناة أخرى، وهنا نتساءل: أليست المدارس الصيفية قناة مهمة يمكن الاستفادة منها لتكون (مشروع بكرا إلنا) مصغّراً في كل أندية القطر.

Exit mobile version