أزمة مياه حادة في مناطق سيطرة «النصرة» تهدّد صحة السكان بمخاطر جسيمة

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، من أن الأهالي يواجهون وضعاً مزرياً في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في شمال غرب سورية.
وأشارت المنظمة في بيان إلى أن محدوديّة الوصول إلى المياه النظيفة وصلت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة، الأمر الذي يفاقم انتشار الأمراض، ويعيق إجراءات النظافة الأساسية في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بـ«كوفيد-19»، حسبما ذكرت وكالة «أ ف ب».
وقال مسؤول التوعية الصحيّة في المنظمة بشمال غرب سورية، إبراهيم مغلاج: «نواجه بانتظام الآثار الصحيّة الناجمة عن نوعية المياه الرديئة، والتي غالباً ما تجلب الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشاكل الصحيّة إلى المخيمات، مثل الإسهال والتهاب الكبد والقوباء والجرب والعديد من الأمراض الأخرى».
وأشارت المنظمة إلى أن نقص التمويل فاقم الوضع سوءاً، إذ تشكّل أنشطة تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة حالياً أربعة في المئة فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة بأكملها في جميع أنحاء سورية، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه العام الماضي على الأنشطة ذاتها.
وبينت المنسّقة الطبيّة للمنظمة المدعوة تيريزا غراسيفا، أنه مع وقف العديد من المنظمات أنشطة نقل المياه بالشاحنات في العديد من المخيمات، تأثرت مناطق بشدة بينها منطقة دير حسّان في ريف إدلب الشمالي، حيث زادت الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 47 في المئة بين شهري أيار وحزيران الماضيين.
وأوضحت المنظمة، أنها لاحظت ارتفاعاً في حالات الإسهال في أكثر من 30 مخيماً في محافظة إدلب، حيث تسيطر ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي غطاء له، وميليشيات أخرى أقل نفوذاً على معظم مساحتها.
وأفاد مركز رعاية صحيّة أوليّة تدعمه المنظمة في الرقة عن أنّ عدد حالات الإسهال في أيار كان أعلى بنسبة 50 في المئة مقارنة بالشهر ذاته في العام الماضي.
وأشارت المنظمة إلى أن مليون شخص في الحسكة يواجهون صعوبة في الوصول إلى المياه منذ نحو عامين، بسبب الانقطاع المتكرر في توفير المياه من محطة مياه علوك، الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركيّ.
وفي السياق سجّل مخيم في مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية –قسد» في الحسكة، تزايداً ملحوظاً بحالات التسمم بسبب تلوث المياه، في ظل غياب التعقيم عنها، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وقد تم تسجيل 15 حالة تسمم في مخيم السد جنوب الحسكة، ومعظم هذه الحالات من الأطفال، حيث تظهر عليهم أعراض الآلام المعوية والصداع والإسهال، كما تم نقل بعض الحالات الحرجة إلى المشافي، خصوصاً من صغار السن والحوامل.