Site icon صحيفة الوطن

الريشة الطائرة تستعد لبطولة العرب بمعسكر محلي خجول … سنوات الإهمال كسرت الريشة فمن ينقذها؟

دخل المنتخب الوطني للريشة الطائرة معسكراً مغلقاً في فندق العباسيين استعداداً لبطولة العرب بالريشة الطائرة التي تستضيفها البحرين بدءاً من الخامس من الشهر المقبل، والمنتخب الوطني مؤلف من اللاعبتين سناء وأليسار محمود واللاعب أمجد الفصيح.

من وجهة النظر الشخصية فإن الاستعداد المحلي لمثل هذه البطولة لن يحقق لنا ما نصبو إليه من نتائج تجبر كسر ريشتنا التي نامت في حضن اللامبالاة والإهمال سنوات طويلة فنسي الناس هذه اللعبة وتناسوا أبطالها.

وبطولة بحجم بطولة العرب معلن عنها منذ زمن بعيد لا يكفيها معسكر محلي مدته شهر واحد، بل يلزمها استعداد جيد ومعسكر خارجي وخصوصاً أن اللعبة غائبة عن الوجود محلياً منذ سنوات كما أن لاعبينا لم يتمرنوا ولم يشاركوا في بطولات خارجية منذ سنوات بعيدة أيضاً!؟

وإذا عدنا إلى المعسكر المغلق الذي أقيم في روسيا لمدة ثلاثة أشهر لبعض لاعبي الريشة الطائرة فإنه لم يحقق الهدف المطلوب منه، وهذا ما تفسره إحدى اللاعبات حيث قالت أليسار محمود: كان المعسكر جيداً من كل النواحي، تدريبات يومية جيدة وتجهيزات معقولة ومباريات وبطولات متعددة، وبعد العودة من روسيا عدنا إلى البيت ولم نقم بأي تمرين أو مباراة ولم يعلن اتحاد اللعبة عن أي بطولة، فتراجعت لياقتنا وخسرنا الكثير مما تعلمناه في روسيا، ولعبتنا تحتاج إلى تمرين متواصل للحفاظ على اللياقة والجاهزية الفنية، واستعداد محلي لمدة شهر لبطولة العرب لن يكفي لنحقق النتائج المطلوبة بعد كل هذا التوقف الطويل.

وننوه هنا بأن سورية كانت بطلة العرب في الأردن بآخر مشاركة لها عام 2011 عبر البطلة الاستثنائية سناء محمود التي نالت في البطولة المذكورة ثلاث ميداليات ذهبية وواحدة فضية، وحازت بعدها على بطولة البحرين الدولية (2013) بذهبيتين وفضية وكانت هذه آخر مشاركاتنا الخارجية.

مشاكل خاصة

لا تختلف لعبة الريشة الطائرة بمعاناتها عن بقية الألعاب من ناحية الإعداد والتجهيز والاهتمام، فلاعبو الريشة الطائرة عليهم أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم فلا تجهيزات ولا نشاطات ولا معسكرات ولا بطولات محلية أو خارجية، ومن يتابع تاريخ لعبة الريشة الطائرة يجد الفرق الشاسع بين ريشة اليوم والأمس، بالأمس كانت لعبة متوهجة مملوءة باللاعبين النجوم والمواهب الواعدة الكثيرة وكان لها دوري محترم بسبعة أشواط لكل مباراة ومنافسات ساخنة بين أكثر من عشرة فرق في دوري الدرجة الأولى الذي يقام أسبوعياً بشكل منتظم وأبرزها الشرطة والجزيرة والجيش والوثبة والعربي وتشرين والاتحاد وغيرها من الأندية، واليوم مات الدوري وتلاشت هذه البطولات وتلاشت اللعبة من هذه الأندية حتى بطل اللعبة المطلق فريق الشرطة بالكاد تجد فيه لاعباً وقد أدخل اللعبة عالم النسيان والضياع ومثله أغلب الأندية التي لا تكترث في هذه اللعبة.

ولن نقول إن الأزمة ساهمت في كل ذلك، قد تكون ساهمت بجزء بسيط، وقد تأثرت كغيرها من الألعاب، لكن أزمة الريشة الطائرة هي أزمة داخلية، فمنذ تولي رئيسة الاتحاد الحالية زمام أمور اللعبة سارت اللعبة بمنعرج خطر وانحدار سريع، وبدأ تدهور اللعبة قبل الأزمة بسنوات عندما قامت رئيسة الاتحاد (بتطفيش) أغلب كوادر اللعبة ومحاربة أبطالها من أجل غايات شخصية بحتة، والأمثلة في هذا الاتجاه علنية وواضحة ولا تحتاج إلى أدلة وشهود.

ما نعتقده أن لعبة الريشة الطائرة مختصرة في شخص رئيسة الاتحاد فقط والباقي كومبارس ولا أحد يستطيع مواجهتها ومجابهتها، وهي تسعى دوماً لمجد شخصي عبر اللجان الخارجية دون أن ينعكس هذا التمثيل الشخصي على اللعبة بالخير والفائدة، والمستغرب أنها ما زالت قائمة على رأس عملها رغم كل شيء منذ سنوات طويلة، ورغم كل التغييرات في الاتحادات الرياضية لسوء الأداء وعدم الانسجام وما شابه من تبريرات مماثلة إلا أن اتحاد الريشة الطائرة محصن ضد أي تغيير وقد كتب على مقره ممنوع الاقتراب والتغيير!

معاناة طويلة

هذه الرياضة إما أن تكون وإما ألا تكون، فإذا أردناها رياضة متوهجة فهناك خطوات يجب القيام بها عاجلاً غير آجل، ومن هذه الخطوات الاهتمام باللعبة وتأمين مستلزمات التدريب وهي نقطة مهمة لأن اللاعبين هم من يؤمّنون المضارب والريش والتجهيزات الرياضية، أيضاً أبطال اللعبة وأعضاء المنتخبات الوطنية فيها لا يتقاضون أي تعويض مالي سواء في البطولات أم المشاركات وغير ذلك، وعلى اللاعبين أن ينفقوا على أنفسهم.

من الناحية الفنية لا يوجد بطولات رسمية مستمرة، قد توجد بعض النشاطات البسيطة جداً من أجل رفع العتب.

اللعبة لكي تعود إلى توهجها بحاجة إلى الكثير من الجهد، وذلك بعودة اللعبة إلى أنديتها التي تألقت فيها، وإلى اهتمام اتحاد اللعبة بتنظيم البطولات الدائمة المستمرة على مدى العام، والاهتمام بالمنتخبات الوطنية وإقامة المعسكرات الداخلية والخارجية وتأمين فرص الاحتكاك المجدية عبر المشاركات بالدورات الودية والبطولات الرسمية، وتأمين مستلزمات اللعبة.

هذا ما ينقص لعبة الريشة الطائرة لتعود إلى سابق عهدها متألقة ومتوجة في البطولات العربية وبطولات غرب آسيا على أقل تقدير.

ومن جهة أخرى يجب أن تستعيد اللعبة أبطالها ونجومها وخبراءها الذين أبعدوا قسراً وظلماً عن اللعبة، فتطور هذه الرياضة مرهون بعودة كل أبناء اللعبة الأصليين إليها.

Exit mobile version