Site icon صحيفة الوطن

أرباح الشركة 10 مليارات ليرة … «الحاجة أم الاختراع».. كيف استطاع مهندسو «إسمنت حماة» إيجاد البدائل؟ … جعبو: أتمتة وتأهيل خطوط الإنتاج بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية وفرا مليارات الليرات

كشف المدير العام للشركة السورية للإسمنت في حماة علي جعبو عن تعرض الشركة خلال الفترة الماضية إلى صعوبات كبيرة جداً وصلت إلى مرحلة تهدد استمرارية عمل الشركة نتيجة عدم تمكنها من الحصول على قطع التبديل اللازمة لعمليات الصيانة نتيجة العقوبات التي طالت بلادنا، حيث إن أغلب تجهيزات خطوط الإنتاج غربية المنشأ، ما أدى إلى صعوبة كبيرة في تأمين القطع التبديلية اللازمة لاستمرار العملية الإنتاجية وتغطية حاجة السوق المحلية من مادة الإسمنت.

وأمام هذا الواقع كان لابد من البحث عن البدائل المحلية على الرغم من محدوديتها، وتم السعي باتجاه تقديم الابتكارات والأفكار الخلاقة التي تساهم بشكل عملي باستمرار العملية الإنتاجية وتخفيض كلف الإنتاج مما ينعكس إيجاباً على الأرباح واستقرار العملية.

وعن العقبات التي تم إيجاد الحلول لها بيّن جعبو أنه تم إصلاح جهاز التحليل بالأشعة السينية x-ray، والذي توقف نتيجة الحصار الجائر، وحدوث عطل في مولد الأشعة السينية (الأنبوب المولد للأشعة السينية)، الأمر الذي أدى إلى توقف جهاز التحليل عن العمل، وضرورة تأمين أنبوب مولد للأشعة القصوى لأهمية الجهاز في سرعة ودقة ضبط العملية الإنتاجية، قام فريق فني وبجهود جبارة استمرت أكثر من 10 أيام بإصلاح الأنبوب المولد للأشعة السينية ووضع الجهاز في الخدمة موفراً في ذلك أكثر من 200 مليون ليرة سورية.

وفي مجال متابعة إنتاج الإسمنت المقاوم للكبريتات وإسمنت آبار النفط، تم توقيف المعمل رقم 1 الذي كان يعمل بالطريقة الرطبة من قبل الجهات الوصائية منذ عام 2013 وذلك بسبب ارتفاع كلف الإنتاج فيه وخصوصاً الاستهلاك المرتفع من مادة الفيول وصعوبة تأمين القطع التبديلية اللازمة لاستمرار العملية الإنتاجية فيه، حيث كان يتم إنتاج الإسمنت المقاوم للكبريتات وإسمنت آبار النفط في هذا الخط ونتيجة لحاجة بعض شركات القطاع العام لهذا النوع من الاسمنت لأنه يتميز بخصائص غير متوفرة في الإسمنت العادي وحاجة وزارة النفط الماسة لإسمنت آبار النفط لأهميته في عمليات حفر آبار النفط، قامت الشركة السورية للإسمنت بإنتاج هذين الصنفين من الإسمنت بالطريقة الجافة ولأول مرة في سورية، ما ساهم بتأمين هذه المادة في السوق وبأيد وخبرات محلية بدلاً من الاتجاه إلى استيرادها من الخارج، إضافة إلى توفير مئات الملايين لأن الاستهلاك مادة الفيول بالإنتاج بالطريقة الجافة أقل بكثير من الطريقة الرطبة.

وفي مجال الاستفادة من الطاقة الحرارية المنبعثة من مبرد الكلينكر، بيّن جعبو أنه في المعمل رقم 3 «حراق شودير» يعمل على مادة المازوت، ومهمته الرئيسية تسخين الزيت المرافق للفيول المستخدم لعملية الحرق في الفرن، وكمية المازوت المستهلكة في الشودير 2640 ليتراً يومياً.

وعملاً بتوجيهات الجهات الوصائية لتوفير الطاقة والبحث الدائم عن طرق يتم من خلالها تخفيض كلف الإنتاج، قام الكادر الفني في الشركة بتجربة زرع مبادلات حرارية داخل جدران مبرد الكلينكر (3 مبادلات) ليمر الزيت داخل هذه المبادلات ويكتسب الحرارة اللازمة لتسخين مادة الفيول إلى درجة الحرارة المطلوبة.

وكان الوفر الذي تحقق نتيجة هذه العملية المستخدمة لأول مرة في صناعة الإسمنت قد أدى إلى الاستغناء عن تشغيل حراق الشودير بنسبة 40 بالمئة وهي تعادل كمية 1056 ليتر مازوت يومياً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكاليف صيانة هذه المنظومة شبه معدومة.

وأضاف: يوجد في مقلع الحجر الكلسي التابع للشركة جبهة من الحجر الكلسي الدولوميتي التي لا تستخدم في صناعة الإسمنت إلا بنسب ضئيلة جداً حيث تزيد فيه نسبة أوكسيد المغنزيوم عن 20 بالمئة، وهذا الأمر يعوق استثمار المقلع بالشكل الصحيح، لذلك تم التفكير باستغلال هذه الجبهة من الحجر الدولوميتي بإنتاج مواد الخرسانة الإسمنتية (الزاردة، البحصة الخشنة، النحاتة حيث سيتم استخدام مادة الزاردة في تصنيع البلوك في الشركة وذلك بدلاً من دفع تكاليف طائلة لترحيلها خارج المقلع، ولذلك تم التوجه لتركيب (عفاس) لإنتاج المواد الحصرية السابقة الذكر، وقد تم الانتهاء من تركيب العفاس وتدشينه من وزير الصناعة بتاريخ 14/9/2019.

وبخصوص تصنيع مضاجع لمطاحن الإسمنت، قال المدير العام: إن مضاجع مطاحن الإسمنت تعتبر من القطع التبديلية المهمة جداً لعمل مطاحن الإسمنت وعادة يتم تأمينها من الشركات الصانعة في أوروبا التي تتمتع بخبرة عالية في هذا المجال، لأن هذه المضاجع مصنعة من خلطات معدنية خاصة ذات مواصفات عالمية وجودة عالية، كما أنها تخضع لمعالجة حرارية وفق برامج محددة ولكن نتيجة الحصار الجائر على بلدنا، وضرورة الاستمرار بالعملية الإنتاجية وتلبية حاجة السوق من مادة الإسمنت، تم تصنيع هذه المضاجع في السوق المحلية وبإشراف ومساعدة مباشرة من الكادر الفني في شركتنا، الأمر الذي أدى إلى توفير مئات الملايين، وضمان استمرار العمل مطاحن الإسمنت وعدم الرضوخ للحصار الاقتصادي.

وعن الإنتاج وتطور مبيعات الشركة من الإسمنت بيّن المدير العام أن نسبة المبيعات زادت من 39 بالمئة في عام 2018 إلى 72 بالمئة عام 2020، حيث زادت الكمية من نصف مليون طن إلى أكثر من مليون طن.

ونتيجة لزيادة مبيعات الشركة والجهود المبذولة من كوادر الشركة لتلبية حاجة السوق المحلية من مادة الإسمنت ومن كل الأصناف التي تنفرد الشركة السورية للإسمنت بإنتاجها، حققت الشركة تطوراً كبيراً في الأرباح، ما يعتبر إنجازاً كبيراً وخصوصاً في ظل المعاناة الكبيرة للشركة والصعوبة تأمين مستلزمات العملية الإنتاجية من قطع تبديلية وغيرها، وزادت الأرباح من 5.3 مليارات إلى 9.9 مليارات ليرة.

Exit mobile version