سورية

النظام التركي يضغط على إرهابييه لتسريع الانصهار مع «النصرة» … الجيش على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر لتحرير إدلب

| حلب - خالد زنلكو - حماة - محمد أحمد خبازي

أنهت تعزيزات الجيش العربي السوري التي زج بها إلى خطوط التماس في منطقة «خفض التصعيد»، بريفي إدلب وحماة تمركزها في نقاطها الجديدة واتخذت مواقعها الإستراتيجية، وباتت على أهبة الاستعداد وبجهوزية تامة لتنفيذ أي أوامر ومهام قتالية لتحرير إدلب، في وقت ردت الوحدات العاملة بريفي حلب وحماة الغربيين على اعتداء التنظيمات الإرهابية.
في المقابل ضيق النظام التركي الخناق على تنظيماته وميليشياته الإرهابية لتسريع الانصهار مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، كحل للخروج من مأزق المطلب الروسي بفصل التنظيمات الإرهابية عن الميليشيات التي يمولها، على الرغم من رفض موسكو لهذا المسعى.
وفي التفاصيل، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن التعزيزات التي زج بها الجيش العربي السوري يوم الجمعة الماضي إلى ريف إدلب، اتخذت مواقعها الإستراتيجية، وهي على جهوزية تامة لتنفيذ أي مهام قتالية لتحرير إدلب من الإرهابيين.
وأوضح المصدر أن الهدوء الحذر، ساد أمس قطاعي ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، لافتاً إلى أن وحدات الجيش العاملة بالمنطقة، وجهت منذ بداية الأسبوع الجاري وحتى أول من أمس، ضربات مدفعية وصاروخية لـ«النصرة» وحلفائها، في سهل الغاب الشمالي الغربي، وفي عدة نقاط بمنطقة جبل الزاوية، ما كبدها خسائر فادحة.
من جهته نقل موقع «اثر برس» عن مصادر عسكرية معارضة قيام وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في الفوج 46 باستهداف مواقع الميليشيات المسلحة في بلدات كفرتعال وتديل ومحيط الفوج 111 بريف حلب الغربي بقذائف المدفعية الثقيلة والهاون.
وأضافت إن وحدات الجيش المتمركزة في معسكر جورين بسهل الغاب غرب حماة قصفت تجمعات المسلحين والإرهابيين في بلدتي الحميدية والزيارة في المنطقة ذاتها.
وأقرت ما تسمى «غرفة عمليات الفتح المبين»، التي تضم «النصرة» وميليشيات «جيش العزة» و«الجبهة الوطنية للتحرير» المنضوية ضمن ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، استهدافها أمس مواقع للجيش العربي السوري على محور بلدة الأربيخ في ريف إدلب الشرقي، وبلدة بسطرون غرب حلب، حسب «اثر برس».
في الأثناء، أوضحت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي من مرتزقته لـ«الوطن» أن ميليشيا «الجبهة السورية للتحرير»، التي تشكلت في 11 الشهر الماضي من اندماج ميليشيات «السلطان سليمان شاه» و«الحمزة» و«لواء المعتصم» و«لواء صقور الشمال» و«الفرقة 20»، بدأت بالتفكك إثر إعلان انشقاق «الفرقة 20» عنها أمس مع «صقور الشمال»، التي أعادت انضمامها إلى ما تسمى «غرفة عمليات عزم» بعد انفصالها عنها، وذلك على خلفية امتناع النظام التركي عن دفع الرواتب لإرهابيي «الجبهة» بسبب إعلان بعض متزعميهم عن رفضهم انصهار «النصرة» في صفوف «الجيش الوطني» الذي تندرج الميليشيات تحت رايته.
وأشارت المصادر إلى أن المعلومات لدى متزعمي «السورية للتحرير» تفيد بأن رفض محاسبي جيش الاحتلال التركي لدفع راتب أول شهر لإرهابييها سيستمر في الأشهر القادمة بهدف مواصلة النظام التركي الضغط عليهم لثنيهم عن مواقفهم الرافضة للتحالف مع «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة ضمن تشكيل عسكري واحد في إدلب.
وفي إدلب، كشفت مصادر معارضة مقربة من «الوطنية للتحرير»، أكبر تشكيل مسلح أسسه النظام التركي في المحافظة، لـ«الوطن» أن نظام أردوغان وجه إرهابيي «الجيش الوطني» الذين قدموا إلى «خفض التصعيد» وانتشروا في مواقع محددة، خصوصاً الواقعة بالقرب من طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4»، سمح لهم برفع رايتهم بعد موافقة «النصرة»، على ذلك وبتدخل من مشغلها التركي، كخطوة أولى في التقارب بين الجانبين تسبق إعلان الاندماج لاحقا.
وتوقعت المصادر أن يواصل النظام التركي الضغط على ميليشياته في أرياف حلب وفي إدلب حتى إعلان اندماجها في «النصرة» ضمن تشكيل واحد تعتقد أنقرة أنه لا يضم تنظيمات إرهابية، في وقت ذكرت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات التابعة للنظام التركي في إدلب لـ«الوطن» سابقاً أن تسريبات تحدثت عن رفض موسكو لفكرة الاندماج وأنها لا تفي بمعايير فصل التنظيمات الإرهابية عن ميليشيات أنقرة، وأنها تشكل خطراً على أمن «M4» ومخالفة لبنود اتفاقي «موسكو» و«سوتشي» الخاصين بذلك في «خفض التصعيد».
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الطيران الحربي السوري والروسي، واصل أمس استهدافه لمواقع تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الشولا وجبل البشري بباديتي دير الزور والرقة، موضحاً أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تتابع عمليات تمشيط البادية من خلايا التنظيم.
ولفت المصدر إلى أن الغارات الجوية أوقعت العديد من القتلى الدواعش ودمرت لهم مواقع ومخابئ بعمق البادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن