Site icon صحيفة الوطن

أحاول ألا أنغلق على ذاتي وأتعامل مع شريك له تفكيره وثقافته ورأيه … بلال شحادات لـ«الوطن»: الجوائز تجعلنا نعمل بشكل أفضل

كاتب سوري ارتبط اسمه بأعمال رائجة تركت بصمة في عالم الدراما المشتركة، كما كتب بلال شحادات للدراما السورية ثلاثة مسلسلات، هي «بعد السقوط»، و«رفة عين»، و«البرزخ»، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية والصحفي السابق دفعه عمله في مشاهدة أهم الأفلام العالمية والكتابة عنها ونقدها إلى تكوين مخزون كبير، وتشكلت عنده مهمة أخرى هي الكتابة الدرامية التي صاغها بنكهة مختلفة وتركت أثرها وأسس لقاعدة من الأحداث المنطقية في أجواء مثيرة وتقادم شيق يرسم شخصياته ويحوك روايته ويحبك نهايته في منطق حكائي يجيد صناعته كما في مسلسل 2020 الذي نال من خلاله جائزة أفضل كاتب عربي.

وانتهى من كتابة مسلسل «شتّي يا بيروت» الذي يتناول قضايا الفساد، والصراع بين الإخوة وأولاد العم، بطولة كل من عابد فهد، وخالد القيش، وسامر إسماعيل. كما يحضر لكتابة الجزء الثاني من «عشرين عشرين» بمشاركة الكاتبة نادين جابر، التي تشارك معها أيضاً في كتابة «لو»، والجزء الأول من «عروس بيروت»، ويخرج من خلال مسلسل «من إلى» كلاً من قصي خولي وفاليري أبو شقرا من شخصياتهما لنراهما بقالب جديد.

في حديث مع «الوطن» توغلنا أكثر في الحديث عن نشاطه وجديده ومايحضر له في هذا الحوار:

• بعد أن كانت الأخبار تشير إلى غيابك عن الموسم الرمضاني القادم.. اليوم تحضر لعمل جديد يحمل اسم «من إلى» يجمع في بطولته كلاً من قصي خولي وفاليري أبو شقرا، هل تخبرنا أكثر عنه؟

تعالج فكرة العمل موضوع الخسارة والربح أو ثنائية الخسارة والربح، ويحكي عن التقلبات التي تحدث مع الإنسان نتيجة ظروف يجبر أن يعيشها ويضطر للتعامل معها، وكيف تغير هذه الظروف في تركيبته وبنيته الشخصية.

وهذا يتم ضمن قالب حكاية تتضمن أحداثاً كثيرة وتغيرات وتقلبات تشمل كلاً من قصي وفاليري في ثنائية تشمل هاتين الشخصيتين ضمن حكاية عامة في العمل.

• ربما الجديد الواضح في عمل «من إلى».. أنه سيقدم كلاً من النجم خولي والنجمة أبو شقرا بقالب جديد مختلف عما قدماه سابقاً، تحدث أكثر عن ذلك..

قصي وفاليري سنراهما بقالب مختلف تماماً وجديد عما قدماه سابقاً، وسنراهما بهيئة وتركيبة شخصية وكاركتر ومعايشة للأحداث وكفعل ورد فعل بطريقة مختلفة، وهذا التجديد في الشخصيات فرضته الحكاية، فهي من تفرض على الشخصيتين أن يظهرا بمظهر جديد جداً لم يسبق لهما أن ظهرا به من قبل.

وبالتأكيد سيقدمان نتيجة جميلة ويضيفان للشخصية روحاً وحياة أجمل بكثير مما كتب على الورق.

• ما رأيك بتكريس قصي خولي ككفة راجحة في مسلسلات رمضان، وكيف ترى ثنائيته مع أبو شقرا خاصة أنهما كانا سابقا في «لا حكم عليه»؟

بالتأكيد قصي كفة رابحة وراجحة في رمضان فهو نجم اسمه من أول المرشحين ليكون بطلاً في رمضان هو وغيره من النجوم طبعاً، لأنه يستحق وموهوب لدرجة تساعده أن يكون بجدارة في مسلسلات رمضان، كما أن ثنائيته مع أبو شقرا كانت جيدة جداً وناجحة وجميلة في «لا حكم عليه»، وقدما ثنائية جميلة تابعتها من الورق لآخر يوم تصوير، وقدما عملاً رائعاً واندمجا من خلال كيمياء خاصة جمعتهما وأعتقد أن هذه الكيمياء ستكون أقوى في «من إلى».

• بعد تسريبات عدة بإنهاء مسلسل 2020، بدأت التحضير له ليعرض بعد الشهر الرمضاني القادم، كيف ستكون الملامح العامة للعمل وخاصة أنك بينت سابقاً أنه سيحمل سقفاً عالياً؟

الفكرة جاهزة والحكاية جاهزة لكنني أنتظر نتيجة قرار اللجنة النهائي، وعندما تأخذ الشركة القرار النهائي أكون جاهزاً لكتابته وهذه المرة بسقف عال جداً ولكن في النهاية القرار يعود للشركة.

وأعتقد أنه سيترك إلى رمضان أو بين الرمضانين، كل الخيارات ممكنة وإلى الآن لا يوجد شيء مؤكد.

• تصور الآن في لبنان مسلسل «شتي يا بيروت»، بطولة عابد فهد، كيف تصف العمل وما التيمة العامة التي يحملها، وماذا تعد المشاهدين؟

في هذا العمل عابد فهد يخرج من جلده ويؤدي كاركتراً جديداً بناء على الحكاية الموجودة، والعمل يعالج موضوع الانتقام والثأر والفقدان، ويتطرق إلى الجهود الجبارة التي نبذلها لأجل ألا نفقد من نحبهم سواء كانوا أماً، أباً، أخاً، حبيباً أو ابناً وغيره، والرواية تحكي عن الأخوة وأولاد العم الذين يجمعهم الدم لكن تفرقهم الحياة وعبثيتها وأقدارها الصادمة، وتتراكم الأحداث وتولد أقداراً جديدة لتأخذهم وتجرفهم إلى نهايات لم يكونوا ليتوقعوها.

والمسلسل بالعموم تراجيديا معاصرة يجمع بين مدينتين هما دمشق وبيروت.

• تؤمن بالشراكة وتتعاون الآن مع الكاتبة فرح شيا، كما تعاونت سابقاً مع نادين جابر، ماذا تشكل لك وهل برأيك أنها ضرورية؟

الكتابة المشتركة تجدد في شخصياتنا ككتاب، وتجعلنا نتعرف على دماغ وتفكير وبنية جديدة كيف سنتعامل معها وكيف سنطور ونقدم قصة مختلفة.

وهي تتطلب مرونة عند الكاتب وبالنسبة لي أحاول كل فترة ألا أنغلق على ذاتي وأتعامل مع شريك له تفكيره وثقافته ورأيه لنصل مع بعض إلى شيء مشترك وهذا يتطلب منا أن نكسر الأفكار والقناعات الثابتة فعندما نسمع رأياً بديلاً نشعر بإمكانية التغيير والتطوير.

لذلك أرى أن الشراكة مهمة حتى نكسر الفكر المتراكم ونبني فكراً جديداً محدثاً ومطوراً ولنطلع على آليات تفكير أخرى، وهذا يحتاج إلى شجاعة وأن يكون لدينا القابلية والمرونة والقدرة على تغيير الأفكار وبناء أفكار جديدة.

وليس كل الكتاب يؤمنون بالشراكة وخاصة أن معظم الكتاب يتشبثون بآرائهم بشكل صلب.

وأعتقد أننا بحاجة كل فترة لإنجاز عمل مشترك أو كتابة جماعية لنقوم بعملية تجديد كاملة لشخصيتنا وتفكيرنا.

في الوقت ذاته لا أمانع من الكتابة بشكل فردي من خلال مشروع أؤمن به وأحبه كما في عمل «شتي يا بيروت» هو مشروع شخصي يعنيني كثيراً وكتبته على مدار عام كامل، وأتمنى أن يلقى النجاح الذي يستحقه حيث بذلنا عاماً كاملاً من التعب والتكلفة التي وضعت على إنتاجه ووجود نجوم كبار أعتقد أن النتيجة ستكون موفقة وبالنهاية الحكم للجمهور ويبقى ما نقوله مجرد تنبؤات.

• نلت جائزة أفضل كاتب عربي عن مسلسل «2020»، ماذا يعني لك ذلك؟

هي نتيجة جميلة وأمر مهم أن نتلقى تكريماً أو جائزة لجهد وتعب وحتى تلقي التداعيات الإيجابية عن المشروع يشعرني بالسعادة الداخلية.

لكن هذا لا يغير شيئاً بل يزداد الحمل والواجب والهم في تقديم الأفضل.

الجائزة جميلة إلا أن الحكم يبقى للجمهور هو الأهم ونتيجة حكمه ننال الجوائز، والجوائز بالنسبة لصاحبها تجعله يوضع بظروف أقسى ويجبر نفسه أن يعمل بشكل أفضل هي مسؤولية متعبة.

• هل تقيدك اليوم القوالب الجاهزة التي تفصل على قياس الأعمال المشتركة؟ أم إنك تخلق مساحتك فيها؟

لا أرى أن هناك قوالب جاهزة ممكن ذلك يحدث مع غيري من الكتاب، في حين عندي الحكاية هي من تفرض ظرفها، أي إن بنية الحكاية بالأساس مصنوعة كدراما مشتركة وليس هناك قالب جاهز وأكبر مثال على ذلك «شتي يا بيروت»، لا يوجد قالب جاهز بل إن الحكاية فرضت نفسها لتجمع هذين البلدين.

Exit mobile version