Site icon صحيفة الوطن

روسيا: تغيير السلطة في سورية بالقوة سيدمر المنطقة بأكملها

أكدت روسيا، أن ما تسعى إليه في سورية هو «أولاً تحجيم الخطر الإرهابي الذي يهدد أمن روسيا القومي والدولة السورية وإطلاق عملية التسوية السياسية عن طريق الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة بدعم من الأطراف الخارجية التي تؤثر في الوضع بصورة أو بأخرى»، محذرة من أن تغيير السلطة في سورية بالقوة سيكون له نتيجة كارثية ومدمرة للمنطقة بأكملها.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها في تصريح لصحيفة كومسومولسكايا برافدا: «إن الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى ما يسمى «المعارضة المعتدلة قد تقع في أيدي الإرهابيين.. وإن هناك مليارات السنوات الضوئية بين ما هو مكتوب في مفهوم وكالات إنفاذ القانون الأميركية وما تفعله على الأرض في سورية.. وعند تقديم الأسلحة إلى من تعتبرهم واشنطن أشخاصاً طيبين لا يمكن لأحد ضمان ألا تصل غداً إلى أكلة لحوم البشر». وتابعت: إنه ليس هناك ثقة في احتمال نجاح مثل هذا السيناريو نظراً إلى أنه استخدم بالفعل من قبل في العديد من الدول. مضيفة: بأموال الغرب وتشكيل المجموعات المسلحة وتزويدها بالأسلحة فإن هذه المجموعات سترفض بالتأكيد إعادة الأسلحة إلى الدول التي أخذتها منها بعد تغيير النظام في أي دولة».
وشددت زاخاروفا على أنه في حال «تغيير السلطة في سورية بالقوة ستكون النتيجة كارثية ليس فقط لسورية وإنما ستكون مدمرة للمنطقة بأكملها وتقودها إلى حافة الهاوية، فالمنطقة ببساطة لا يمكنها تحمل ثقب أسود جديد قد يفجر المنطقة بأكملها».
وأوضحت أن ما سيحدث لاحقاً هو تماماً ما يحتاج إليه تنظيم داعش الإرهابي ألا وهو منطقة أخرى تعمها الفوضى تكون مناسبة له ولذلك فإننا نردد دائماً: إن المهمة الأكثر أهمية أمامنا هي الحفاظ على «هيكلية الدولة في سورية».
إلى ذلك قالت المتحدثة الروسية: إن النموذج الأميركي لعزل روسيا أخفق وإن الولايات المتحدة وجدت نفسها رهينة لسلوكها هذا. مضيفة: «نحن لا نريد شيئاً من الأميركيين وإنما هم من يريد منا نظراً لعدد الدعوات الأميركية التي نتلقاها لاجتماعات على المستوى الوزاري».
وتابعت: إن الأميركيين جمدوا جميع أشكال التواصل مع موسكو ولم يبقوا سوى على التواصل مع وزارة الخارجية الروسية والآن هناك الكثير من القضايا التي تتطلب حلاً دون وجود قنوات للتعاون بيننا وهم عزلوا أنفسهم بأيديهم واضطروا إلى الاتصال بالخارجية الروسية عند كل مشكلة.
وقالت: «أعتقد أنهم أدركوا الآن أن إستراتيجيتهم هذه لن تقودهم إلى أي مكان، فمن المستحيل الحديث عن عزل دولة أنت تعترف بأنها اللاعب الأكبر في مجموعة كبيرة من القضايا الدولية».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف أكد في مقابلة مع مجلة المشهد الروسي أمس أن موسكو في مواقفها السياسية وخطواتها العملية في المسار السوري متمسكة بقواعد القانون الدولي.
وأضاف: إن «سياسة موسكو تهدف إلى تعزيز نظام عالمي من شأنه ضمان السلام والأمن والعلاقات الاعتيادية بين الدول»، معتبراً أن القضاء على خلايا الإرهاب ومنع مظاهره أمر يلبي مصالح روسيا الإستراتيجية عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة.
سانا

Exit mobile version