Site icon صحيفة الوطن

نظرية خذ ولا تعطِ!

يقولون كل فعل نقوم به يولد دفعة من الطاقة تعود إلينا…. ذلك أن الكون يعمل وفقاً لتبادل مستمر في الأخذ والعطاء.

خذ وأعط.. أو حتى أعط ثم خذ.. كما لو كان العقل البشري تكوّن بهذه الطريقة التي تقوم على أن لكل شيء مقابلاً، وأن مفهوم الحياة يرتكز بشكل رئيسي على هذه المقولة.

لكنْ قسم من الناس لا يعرفون إلا الأخذ.. يحصلون على كل شيء أو معظم الأشياء دون أن يشعروا بواجب العطاء..

بيل غيتس يقول: إن قوتين عظيمتين تحفزان الإنسان.. القوة الأولى ما تتوقع أنت ما ستحصل عليه «المصلحة الشخصية» والقوة الثانية ما تخاطب به الآخرين بأنهم سيحصلون عليه.

علماء الاجتماع منذ بداية القرن العشرين أنجزوا نظرية متكاملة أسموها نظرية التبادل الاجتماعي، وفي هذه النظرية لا يقتصر الحديث على التفاعل الاجتماعي بين الناس بل الأمر يذهب أبعد من ذلك للحديث عن تبادل المنافع اقتصادياً واجتماعياً وغير ذلك.

تعالوا نبحث عن الأصل الديني لهذه الطبيعة..

في الأديان العبادة مقابل الجنة.. فقط الصوفيون وأهل العرفان هم الذين يعبدون اللـه حباً.. في حين هناك من قال عنهم اللـه عز وجل «فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنْهَا إذا هُمْ يَسْخَطُونَ « وفي علاقات البشر حتى فيما بينهم كثير من هذا إن تعطهم أنت «عينهم» وإن تعتذر إذا هم « يتحولون».

لكن إذا حاولنا أن نأخذ المسألة باتجاه آخر نجد أن التعامل بين البشر يقوم على دوافع معينة.

أولها انتظار الأخذ.. أي أن تقوم بجهد ما بانتظار أن تحصل على مقابله في المستقبل مثلما من يقدم خدمة لمن يتوقع أن يردها له.

أيضاً كدافع آخر وربما هو الأكثر شيوعاً «السمعة» في العطاء. ومع أن كل الثقافات تعاملت على إن إعلان العطاء يفسده إلا أننا ما زلنا إلى الآن نجد أن الأغلبية العظمى تقوم على أساس الإعلان المباشر ولعل أحد مظاهر ذلك حفلات التصوير التي تترافق مع تقديم المعونات بكل أشكالها. أجمل العطايا تلك التي يكون دافعها الشعور بالسعادة.

بلا كثير من التفاصيل.

إن نظرية خذ وأعط ما زالت قائمة في كل المجالات ولعلها في الحياة الاجتماعية تبرز بشكل مميز. لكن النظرية التي نحن بحاجة إليها أكثر وفي كل المجالات.. نظرية أعط وستأخذ حتماً إنه قانون الطبيعة..!

علماء النفس ربطوا بشكل مباشر بين القدرة على العطاء والحصول على السعادة، ثمة دراسات في هذا المجال وهم يتحدثون عن «متعة العطاء».

إذا أردنا أن نتحدث عن المجتمع السوري معظمنا يحاول جاهداً ألا يعطي بل ينتظر أن يأخذ، ليس هذا فحسب بل ثمة من يأخذ بلا حق.. وأبعد من ذلك من يأخذ من حقوق الآخرين هذه واحدة من الأشياء التي لا ينفع معها قوانين وهي ببساطة روح المجتمعات ومع كل أسف نفتقدها.

أقوال:

ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.

العطاء الخطأ يجذب إليك الأشخاص الخطأ.

Exit mobile version