دروس مكررة..!

الكل أجمع على أهمية البطولة الأولى لمسابقة كأس السوبر التي أطلقها الاتحاد السوري لكرة السلة، مع الفائدة الفنية التي تحققت لكل الفرق المشاركة، من خلال الباقة المتنوعة من المباريات القوية التي مزجت بين الغاية التحضيرية والهدف التنافسي، في مسابقة تجمع نخبة السلة السورية في ملعب المنافسات.
والكل أجمع أن البطولة نجحت في إعادة الروح إلى الملعب التنافسي لكرة السلة السورية ومدرجاتها بعد شهور من الجمود السنوي المعتاد، ولكن تجدر العودة إلى البطولة واستعراض شريطها بتفصيل مهم، فالبطولة كانت الاختبار الأول للاتحاد الجديد لكرة السلة، ولسنا بصدد تحديد العلامات المستحقة على البطولة في مختلف جوانبها، ولكن على اتحاد السلة الاستفادة من هذه التجربة وهو في طريقه إلى بقية البطولات والمسابقات، خصوصاً مع إطلاقه مسابقة جديدة لفئة تحت 23 سنة.
اتحاد السلة الذي أعلن رسمياً أن سيطبق اللوائح الانضباطية لمسابقات الاتحاد السوري لكرة السلة ضمن بطولة كأس السوبر، سرعان ما ناقض كلامه وتراجع عن تصريحاته مع أول مشكلة تحدث في البطولة من خلال التصريح الرسمي لرئيسه الذي أكد أنه سوف يتجاوز المشكلة باعتبارها بطولة ودية، وحرصاً على نجاح مسارها وجماهيريتها، في الوقت الذي راح يشكل لجنة للانضباط التي لم تجد لها عملاً أو تعاملاً مع المشكلة الثانية التي حدثت في الصالة، لأنها لم تصلها أصلاً، بعد التدخل الشخصي والمباشر لرئيس الاتحاد مع الجمهور، وتستمر البطولة لتشهد مشكلة ثالثة، وكالعادة فلا دور للجنة الانضباط، ولا سبيل إليها، مادام التعامل مع الأمور بعقلية وآلية جديدتين ومبتكرتين، وتثمر هذه المعطيات عن تلك النهايات، ويكفي القول إن المباراة النهائية لم ينته وقتها الأصلي..! في ظاهرة غير قانونية أصلاً..!
غياب العقلية المؤسساتية عن العمل والتعامل مع بطولة كأس السوبر لا يجوز أن تتكرر في بقية المسابقات المحلية، وكان الأجدر برئيس الاتحاد الانتباه إلى تصريحه بعد اليوم الأول للبطولة عندما قال: (سوف أتجاوز هذه المشكلة لأنها…..) وكان الأجدر القول: (نحن كاتحاد قررنا تجاوز المشكلة لأنها…..) فالعقلية والنفسية الجماعية يجب أن تسود في عمل اتحاد اللعبة، بعيداً عن التفرد بالقرار والعمل بروح الفريق، فما حدث في بطولة السوبر لا يجوز أن يتكرر في مسابقتي الدوري والكأس، وإلا فالأمور سوف تخرج عن السيطرة، ولماذا أحدثت أصلاً لجنة للانضباط إذا كانت الأمور سوف تعالج بطريقة المخاتير..؟!
فالدوري طويل والمباريات الجماهيرية كثيرة وعديدة، والقمم الكبرى على الطريق، وإذا لم يجد اتحاد السلة الحل للشطط، فإن البطولة ستبقى في مهب الريح..