Site icon صحيفة الوطن

ثمّن موقف موسكو تجاه الأحداث الأخيرة … البرهان: ملتزمون بالمساعدة في قيادة المرحلة الانتقالية

أكد قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ضرورة التحركات الأخيرة التي أعلن خلالها حل مجلسي السيادة الانتقالي والوزراء، لمعالجة «الخلل» الذي طرأ على مسار التحول في البلاد.
وفي مقابلة مع «سبوتنيك»، قال البرهان إن الجيش السوداني ملتزم بالمساعدة في قيادة المرحلة الانتقالية لحين انعقاد الانتخابات، مشيراً إلى عدم وجود أسماء مرشحة لقيادة مجلس الوزراء في الوقت الراهن.
وأضاف: كان من المفترض أن تجري الانتخابات في نيسان 2022، وبعد اتفاق سلام جوبا تم التمديد لعام آخر، وتشاورنا مع الكثير من الجهات من قبل عن المدة المناسبة للانتهاء من الانتخابات، وجميعهم أفادوا بأن العام ونصف العام كافية للتحضير للانتخابات.
وقال البرهان: بالنظر للخريطة السياسية والاجتماعية، كان بها خلل كبير في مسار الفترة الانتقالية، حيث عجزت الأحزاب المكونة للائتلاف، في التوافق على أي من موضوعات الساعة، فشلت في التوافق على قيام المجلس التشريعي، وقيام حكام الولايات، وفشلت حتى في احتواء القوى السياسية.
وحول الإعلان عن أعضاء المجلس السيادي وأعضاء مجلس الوزراء، قال: نحن حريصون على هذا الأمر، لن نتدخل في اختيار الوزراء، ولكن سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني، ولن نتدخل في من يختاره. والمجلس السيادي سيتم تشكيله في الأيام المقبلة.
وثمن القائد العام للجيش السوداني، موقف روسيا المتوازن فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في السودان، مضيفاً: إن موقف روسيا يختلف عن الموقف الأحادي الجانب الذي تنتهجه بعض البلدان الأخرى.
وتابع: «نرحب بموقف روسيا بأن الحكومات والشعوب يجب أن يكون لها الحق في تقرير المصير.. نحن نحترم روسيا ونقدرها، صداقتها مع الشعب السوداني تأتي قبل دعم الأنظمة».
وأضاف: «موقف روسيا صادق دائماً، ينظر بعيون مفتوحة، بينما الآخرون ينظرون من إحدى الزوايا ولا يرون نصف الكأس الممتلئ».
وحول عقد لقاءات مع السفير الروسي في الخرطوم، قال البرهان: «نلتقي دائماً بالسفير الروسي ولدينا علاقات مميزة، ولدينا تعامل قديم خاصة في المجال العسكري، ولقاءاتنا به لم تنقطع أبداً».
ومضى يقول: إن الخرطوم لديها «ملاحظات» على الاتفاق مع روسيا حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، مضيفاً إنه يجب معالجة هذه الملاحظات قبل المضي قدماً في تنفيذ الاتفاق.
وأضاف: «لدينا اتفاق مع روسيا من ضمنه القاعدة، ونتحدث فيه باستمرار ولدينا بعض الملاحظات نحتاج إلى إزالتها، وملتزمون بالاتفاقيات الدولية وسنمضي في تنفيذها حتى النهاية».
وأكد البرهان أن الخرطوم لديها مجالات للاستثمارات الروسية، معرباً عن أمله في أن تُنفذ هذه الاستثمارات في وقت قريب، مضيفاً: «هناك حديث عن الاستثمار في التعدين والطاقة والزراعة وأظنها تسير بطريقة جيدة».
وأُعلن رسمياً في تشرين الثاني 2020، عن اتفاقية بين السودان وروسيا لإقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف «تعزيز السلام والأمن في المنطقة» ولا تستهدف أطرافاً أخرى.
وتسمح الاتفاقية للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن في وقت واحد في القاعدة، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية.
إلا أنه في نيسان الماضي، جمدت الخرطوم الاتفاق مع روسيا، بغرض مراجعته؛ معتبرة أن الاتفاقية لم يتم المصادقة عليها من المجلس التشريعي السوداني.
وحول تعليق البنك الدولي وواشنطن والاتحاد الأوروبي المساعدات المالية إلى السودان، قال البرهان: «نقول لكل من يريد تقديم الدعم والمساندة إذا كان يريد تقديمها للسودان والسودانيين فمرحباً بهذه المساندة، وإذا كان يريد تقديم المساعدة لفئة محددة أو مجموعة محددة فنحن لا نرحب بهذه المساعدة».
وفي ذات السياق عن إمكانية طلب مساعدات من دول أخرى مثل روسيا أو غيرها، قال البرهان «كل الوسائل التي تقود لمساعدة الدولة السودانية والشعب السوداني سنطلبها من دون شك».
وأعلن البرهان ، الاثنين الماضي، فرض حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين؛ متهماً المكون المدني في السلطة بـ«التآمر والتحريض على الجيش».
كما اعتقلت قوة عسكرية رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، فجر الاثنين الماضي، قبل أن يُطلق سراحه فيما بعد، فيما اعتُقل بعض السياسيين والمسؤولين الآخرين ولم يُطلق سراحهم حتى الآن.

Exit mobile version