Site icon صحيفة الوطن

العالمية تبدأ من محيطك وبلدك وفكرك لتلتقي بالعالم … بديع جحجاح لـ«الوطن»: أنا مع الفن الذي يطرح حكايات وأسئلة

فنان مبدع، تشكيلي سوري مهموم، يملك مشروعاً فكرياً، إضافة إلى براعته الفنية في الرسم واللوحة والتصميم، منذ سنوات اتخذ لنفسه بعداً معرفياً إضافة للبعد الفني من خلال مشروعه (ألف نون) وأسس لصالة وتجربة ومشروع، وعقد شراكات مع جهات عديدة من أجل تنفيذ مشروعات تنويرية فكرية تعتمد اللوحة والجمال واللون، اعتماداً على الفكر والحرف والمقولات في محاولة لبث روح المحبة، والعودة إلى الأصالة الفكرية، والجذور المعرفية الخيّرة التي تعرف بها سورية وبلداننا، لتكون سورية نوراً للعالم.. ومن خلال مشروعه الفكري كان بديع جحجاح السوري الوحيد المشارك في معرض دبي الفني الذي يقام مترافقاً مع إكسبو دبي في العيد الماسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ضوء هذا الحضور كان لـ«الوطن» هذه الوقفة مع الفنان جحجاح.

• أستاذ بديع أنت من الذين يعملون على مشروع فكري وفني تطوره باستمرار.. ما المراد من الفن مجتمعياً ومعرفياً؟

على الفن أن يكون بوصلة جمالية وأخلاقية تسهم في نشر الوعي بكل أشكاله، من خلال ما يحمله من رموز ودلالات ومعان تؤثر في معاصريه وتبني لمستقبلهم، وبقدر ما يكون الفن قادراً على إعادة بناء جماليات فهم واستنباط جوهر الهوية المحلية ودمجها أحياناً مع لغة الفن العالمية ومشاركة قيمها بتقنيات وتكوينات فنية معاصرة فإنه يستطيع أن يدوم طويلاً ويكون علامة فارقة على جبين الزمن.

• من المولوية والدوران إلى عمق الفهم المعرفي لآيات من القرآن والإنجيل وفهومات فلسفية.. إلى أين يسعى الفنان المهموم بالمعرفة؟

أن ينشر تلك المعرفة عبر الفن إلى الآخرين عبر جسر من الوعي المختلف وتعريف الناس المختلفين بالبعد الإيماني على بعضهم. نبش الجماليات من كل نبع ومشاركة عذوبته للارتقاء بالإنسان لذلك كان الدرويش قاعدة تشبه الكويكب الذي يحمل عبر دورانه رسائل محبة ورحمة وجمال وارتقاء.. ما فائدة اللوحة إن كانت جميلة فقط في زمن متسارع يتساقط معظمنا بهوة الماديات ويبتعد عن الروحانيات.. أنا مع الفن الذي يحمل حكايات الفن الذي يطرح الأسئلة.. مع الفن الذي يستوقفنا ويعشش بمخيلتنا وليس من جهة الجمال فقط.

• لديك مشاركات وإسهامات على مستوى عالمي وأحدثها «إكسبو دبي» ما الدور المؤمل من هذه المشاركات؟

العالمية دائماً تبدأ من عتبة بيتك من محيطك من أهلك وبلدك، ثم تأتي علاقتك بالعالم من خلال ما تمثله أعمالك والأثر الذي تتركه على ذاتك والآخرين.. المشاركات مع العالم تعرف العالم على بعضه فليس هناك ما يوحد هذا العالم أكثر من الفن بكل أشكاله، إن مناخات البهجة تجعل النمو ممكناً على جميع الضفاف ولاسيما إذا كانت لارتقاء الإنسان باتجاه الجمال والأخلاق على الدروب الروحية.

• أنت الفنان السوري الوحيد المشارك ضمن كوكبة من الفنانين حول العالم ماذا تضيف هذه المشاركة؟

ربما ما يمثله الفنان من وعي يحاكي العالم خلال تجربة زمنية متراكمة فلا بد أن هناك من يتابع ما تقوم به ويفحص مدى قدرته على الولوج إلى قلوب الآخرين ويؤثر فيهم فيتبعك الآخرون وتصبح جزءاً من تحولات عالمية تشبهك. فأنت جزء من هذا الكل.

• الجذور المعرفية العالمية المشتركة مثلتها في لوحاتك الفنية العميقة هل بالإمكان تعميم هذه الرؤية؟

عندما نصوغ الإشارات فكرياً ونجسدها بأدوات الفن لا تلبث تلك الإشارات بفعل التراكم الصوري وعمق المعاني التي تحاكي وعي الناس باتجاه ما يؤمنون به أن تصبح رموزاً تعيش معهم وتمثلهم ويعتبرونها مع الزمن جزءاً من حكايتهم.

• ما الفعاليات الفنية في هذه التظاهرة؟

معرض فني بمشاركة فنانين من العالم. عروض تفاعلية في منطقة الفهيدي التاريخية.. رسم مباشر لأطفال جمعية ألوان من أجل السلام. عرض فيلم مثلث الوعي لبديع جحجاح وعروضات أخرى.

• بماذا تتوجه للتشكيليين السوريين لتعزيز وجودهم العالمي المؤثر؟

لدينا مجموعة كبيرة من الفنانين السوريين الرائعين حول العالم وأنا فخور بهم جميعاً حيث إنني جزء من هذا التحول.. وأتمنى أن يتبنى كل فنان منظومات من الوعي ينسجها عبر فنه تهم الناس وألا يكون الفن منفصلاً عن الجمهور كل هذه المسافة.

Exit mobile version