Site icon صحيفة الوطن

القتلى كانوا ممدَّدين على الأرض والجثث في كل مكان .. 27 شباط كابوس يلاحق جنود الاحتلال التركي

اقر جنود من جيش الاحتلال التركي بأن 27 شباط الماضي تاريخ يصعب نسيانه عليهم، حيث قتل وأصيب العشرات منهم باستهداف الطيران الحربي رتلاً لهم في جبل الزاوية في إدلب، لافتين إلى أن ما حدث في ذلك اليوم أوقع أكبر عدد من القتلى في صفوفهم على أرض أجنبية منذ العملية العسكرية لشمال قبرص عام 1974.

وروى جنود من جيش الاحتلال التركي لموقع «ميدل إيست آي» البريطاني رفضوا الكشف عن هويتهم، أن مجموعة من الجنود الأتراك مكونة من 80 جندياً على الأقل سارعت إلى الاحتماء بمبنى محلّي وسط تحليق مكثّف للطيران الروسي، مشيرين إلى أنه في ذلك الوقت كانت كفّة المعركة ترجح للجيش العربي السوري، الذي استعاد قبل يوم واحد من هذا الاستهداف السيطرة على مدينة سراقب الإستراتيجية.

وقال أحد الجنود الذين وصلوا إلى مكان الحادث: «كان القتلى ممدَّدين على الأرض والجثث في كل مكان ودُفن البعض تحت الأنقاض، المشهد الذي رأيته كان سيئاً للغاية، الجرحى كانوا على جانب الطريق».

وأضاف: إن «المركبات العسكرية التركية تدمّرت تقريباً، وكان هناك حرائق في كل مكان، وعندما وصل الدعم حاولوا مساعدة الجرحى، وامتلأت سيارتان بالجنود المصابين، وأخذوا مركبتين تركيتين أخريين في مكان الحادث وغادروا إلى أقرب نقطة طبّية».

وأشار الجندي إلى أنه حاول الوصول إلى قياداته في جيش الاحتلال قائلاً: «حاولت الوصول إلى الجيش التركي لكنهم رفضوا في البداية تقاريرنا»، مضيفاً: إنه «بعد ساعتين، عندما بدأ الجرحى الذين تم إجلاؤهم بالوصول إلى الحدود التركية أدركوا ما حدث، ومع ذلك مرّت ساعة أخرى قبل أن يصل أحد إلى الجرحى».

والتزمت حكومة النظام التركي الصمت لساعات بعد القصف، حتى بعد أن بدأ صحفيون سوريون وأتراك بالإبلاغ عنها، وبعد مرور قرابة 12 ساعة على سقوط القذائف، وقف محافظ «هاتاي» لواء إسكندرون السليب رحمي دوغان، أمام كاميرات التلفزيون وأعلن «غارة جوية سورية في إدلب».

واعترف جنود الاحتلال التركي أن ذاك اليوم كان أكثر الأيام التي سقط فيها قتلى من جيش الاحتلال منذ احتلالها أراضٍ سورية في عام 2016 وأكبر خسارة في الأرواح للجيش التركي على أرض أجنبية منذ العملية العسكرية لشمال قبرص عام 1974.

Exit mobile version