شؤون محلية

مفهوم «الحرب على سورية» يدخل مناهج التعليم في العام القادم … وزير التربية لــ«الوطن»: لجنة من النخب السورية تحلل أسباب الحرب وكيف تتجنبها الأجيال

| محمود الصالح

كشف وزير التربية دارم طباع عن بدء العمل في وزارة التربية بالتعاون مع كليات العلوم السياسية والآداب والحقوق في جامعة دمشق وبعض المفكرين والباحثين والأدباء والشباب على برنامج تربوي يحلل ويحدد أسباب ما جرى خلال الحرب على سورية، لوضع ذلك بين أيدي طلابنا بعد أن تستوفي تلك المناقشات شروطها وتتم صياغتها بشكل منهاج يدخل في عدد من المقررات الدراسية.

وأكد وزير التربية في تصريح لـ«الوطن» أن هذه الخطوة هي لعرض ما جرى في سورية ليستفيد منه المجتمع بأكمله وليصبح أكثر مناعة في المستقبل وتأتي أهمية هذه الخطوة بأنه بعد عشر سنوات من الحرب على سورية يحق للمتعلم أن يفكر ويحلل أسباب هذه الحرب وتداعياتها وتأثيرها على المجتمع السوري وعلى التماسك الاجتماعي في البلاد والتعرف على كيفية تجنب مثل هذه الحرب في المستقبل.

وأضاف طباع: إن العمل الآن منصب على دراسة ومعرفة الدوافع الأساسية التي أدت إلى ظهور وانتشار الإرهاب، وكيفية معالجة هذا الموضوع والآليات التي اتبعت في سورية إزاء هذا التحدي والمشروع العدواني.

وبيّن وزير التربية أننا وبعد عشر سنوات من هذه الحرب إذا لم تكن لدينا القدرة على إيصال الحقائق التي مرت في البلاد إلى طلابنا، فلن نكون قد استفدنا شيئاً ونكون قد خسرنا الكثير من دون أي فائدة.

وعن آلية العمل التي سيتم اتباعها أوضح طباع أنه سيكون ضمن المنهاج الدراسي حصص مخصصة لمناقشة ما جرى في سورية وأسباب ذلك ونتائجه وانعكاسات ذلك على المجتمع والآليات التي تمت من خلالها المعالجة. حيث سيتم في العام الحالي وضع مصدر التعلم في كل مادة دراسية، وفما يتعلق في اللغة العربية سيتم تضمينه مواد اللغة العربية وما يتعلق بالتاريخ سيكون ضمن كتب التاريخ وكذلك في التربية الدينية والوطنية، وأيضاً في الدراسات الاجتماعية.

وستقوم اللجان الآن بالعمل على تجميع مصدر التعلم وتحليله ووضع القيم التي تم تجاوزها ووضع الاختراقات التي حصلت في المجتمع السوري وبعد الانتهاء من وضع الباقة الكاملة ووضع المعالجة يتم إدخالها المناهج في العام القادم.

وعن إمكانية وجود تباين في الآراء تجاه تقييم ما جرى أوضح وزير التربية أن الوزارة لا تتبنى وتضع آراء مسبقة وسيتم وضع وقائع لتتم مناقشتها من قبل الطلاب، وستتم إقامة دورات للجهاز التعليمي الذي سيتولى تدريس هذه العناوين كل حسب اختصاصه.

وبهدف توعية الأبناء كانت وزارة التربية قد أجرت اجتماعات تشاركية لربط التاريخ بالواقع المعاصر وفق مصدر تعلم حول «الحرب على سورية» وبهدف توضيح التاريخ بعد الحرب التي مرت على سورية، وواقع المؤامرة، والتعمق بما مر عليها من أحداث ووضع الأبناء أمام الواقع بموضوعية وموثوقية، حيث بدأ الحوار بين وزير التربية وعميد كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق محمد حسون، وممثلين عن منظمة اتحاد شبيبة الثورة والمجتمع المحلي وكتّاب وروائيين وباحثين في التاريخ الإسلامي بحضور مديري المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية ومركز القياس والتقويم التربوي، ومنسق التربية الوطنية بوزارة التربية.

وتضم اللجنة عمداء كليات الآداب والحقوق والعلوم السياسية وباحثين في التاريخ الإسلامي والعلاقات الدولية والقانون الدولي وأدباء كتبوا عن الحرب إضافة إلى الاستعانة بالشباب لكونهم أبناء الحرب لوضع خطة وأسس وتوزيع المهام، ومناقشته منطقياً، بهدف وضع المتعلمين في صورة ما جرى في سورية ضمن الوثائق والتصورات بعد أن توضحت الكثير من الحقائق، ووجوب التركيز على القيم التربوية والإنسانية، وتوضيح الواقع من وجهات نظر مختلفة وصولاً لوضع أشياء مشتركة، والبدء من مصدر تعلم حول الحرب على سورية، وإظهار وجهات نظر المجتمع السوري من منظور وطني ضمن إطار منطقي مرجعي ومدروس، والبدء بالموقف السوري تجاه القضايا العربية، والمواقف الدولية تجاه الشرق الأوسط والمنطقة العربية، والتبدلات السياسية في الوطن العربي، وتحليل أسباب ونتائج الحرب، وظهور التحالفات الجديدة ودورها في الحد من الأزمة، وتأكيد دور القيادة السورية في تحقيق أمن المنطقة، ونظرة استشرافية للمستقبل.

وركز الحضور على أهمية العمل الذي تنتهجه الوزارة، والتشاركية مع الجهات المعنية ليكون العمل نوعياً معتمداً على الإقناع، ووجوب توافر وثائق لوضع أسس سليمة، والاتفاق على خطوات وأسس، ومناقشتها في اجتماعات لاحقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن