Site icon صحيفة الوطن

الاحتلال الأميركي نفذ أكبر عملية إخراج لمعدات عسكرية من سورية إلى شمال العراق … موسكو تكثف جهودها بـ«حلول وسط» لنزع فتيل المواجهات شرق وغرب الفرات

أثمرت الجهود الروسية على أكثر من صعيد لوقف التدهور الأمني وتطويق تهديدات النظام التركي بشن عدوان على الأراضي السورية شمال وشمال شرق البلاد، بتراجع حدة تهديدات المسؤولين الأتراك التي درجوا بالتناوب على إطلاقها، على الأقل في الأيام الأخيرة من عمر مساعي التهدئة الروسية.
وبعيداً عن ضفة المناورات واستعراض القوى عبر سياسة «التحشيد العسكري» في مناطق التماس، والتي من المحتمل أن تغدو عرضة لعدوان عسكري من النظام التركي، تركز القيادة الروسية جهودها حالياً على إيجاد «حلول وسط» تضمن مصالح جميع الأطراف لسحب فتيل المواجهات المفترضة.
وكشفت مصادر مطلعة عما يدور في دهاليز المفاوضات والوساطة الروسية لمنع تأزيم الوضع في مناطق شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، أن المبادرات الروسية تتجلى في إقناع قيادات المكون الكردي في تلك المناطق بسحب مسلحيهم من المواقع الواقعة على خطوط التماس مثل بلدتي تل تمر بريف الحسكة الشمالي وعين عيسى بريف الرقة الشمالي وربما منبج وعين العرب بريف حلب، مقابل تمركز الشرطة العسكرية الروسية فيها لتثبيت تهدئة مستدامة لحين نضج ظروف الحل المستدام، وفي إطار الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفضها التدخل في شؤون البلاد الداخلية، وهو ما تشدد عليه موسكو بشكل دائم وفي جميع المناسبات التي تخص سورية.
وبينت المصادر، أن موسكو كثفت جهودها أخيراً للحفاظ على خريطة المنطقة التي ينوي النظام التركي إعادة رسمها من جديد لمصلحته، ففي مقابل جهود الوساطة التي تبذلها الشرطة العسكرية الروسية لتفعيل الاتصال المباشر بين الجيش العربي السوري وقياديين لدى «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن وبعد أن استقبلت العاصمة الروسية موسكو وفد «جبهة السلام والحرية» المعارضة برئاسة أحمد الجربا، تنتظر وصول وفد مما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسية لـ«قسد»، برئاسة إلهام أحمد إليها غداً الثلاثاء لإجراء مشاورات على أمل التوصل إلى توافقات تعيد حسابات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بوقف التدخل العسكري، في انتظار اللقاء العسكري الروسي التركي المرتقب في أنقـرة خـلال الأسبوع الجاري، وللغاية ذاتها.
ورأت المصادر، أن جهود روسيا خلال الفترة المقبلة، تستهدف كبح لجام التصعيد العسكري التركي حتى لقاء ممثلي روسيا وإيران وتركيا، وهي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار وفق صيغة «أستانا»، في العاصمة الكازاخية نور سلطان منتصف الشهر القادم لعقد جولة جديدة من المفاوضات ولتثبيت التفاهمات وفق صيغ جديدة تراعي الأولويات ومستجدات الوضع الميداني في سورية، ولذلك سعت إلى إجراء مناورات عسكرية مع الجيش العربي السوري في مناطق متعددة شرق الفرات مثل تل تمر وعين عيسى على أن تنقلها إلى منبج وتل رفعت غرب الفرات، وذلك لردع أي مقامرة عسكرية تركية باتجاه تلك المناطق، في وقت عزّز فيه الجيش العربي السوري رصيد قواته في جميع جبهات القتال تلك، والتي وضعها النظام التركي في مرمى عدوانه، تحسباً لاندلاع أي مواجهات.
على خط مواز، أخرجت قوات الاحتلال الأميركي رتلاً مؤلفاً من 270 آلية من قاعدتها في مطار خراب الجير العسكري بريف الحسكة واتجه إلى شمال العراق في واحدة من أكبر عمليات إخراج ينفذها الاحتلال الأميركي لآلياته العسكرية خلال السنوات الأخيرة.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية أن رتلاً مؤلفاً من 150 شاحنة براد و120 ناقلة مسطحة مغطاة تحمل دبابات للاحتلال الأميركي خرجت على التوالي بعد منتصف ليل السبت – الأحد وصباح أمس من قاعدته العسكرية في مطار خراب الجير ترافقه مدرعات حماية لقوات الاحتلال وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات تابعة لميليشيا (قسد) واتجهوا إلى شمال العراق.
وأخرجت قوات الاحتلال الأميركي في الـ25 من الشهر الفائت رتلاً محملاً بالنفط السوري المسروق من الأراضي السورية إلى شمال العراق وذلك بعد ساعات من خروج رتل عسكري مؤلف من 79 آلية أغلبها مدرعات عسكرية من مطار خراب الجير بريف اليعربية واتجه نحو الأراضي العراقية.

Exit mobile version