Site icon صحيفة الوطن

تردد من فلاحي السويداء ببدء زراعة أراضيهم

أكد مزارعو السويداء تخوفهم من الأحوال الجوية السائدة وقلة الهاطل المطري التي كانت أحد أهم أسباب تأخرهم عن بدء زراعة أراضيهم من المحاصيل الحقلية سواء القمح منها أو الشعير.

وبينوا في حديثهم لـ«الوطن» أن انعدام الأمطار لم يكن السبب الوحيد للتأخر بانطلاق الموسم الزراعي فالأسباب متعددة وأهمها قلة توافر بذار الشعير وعدم تأمينها بالكميات المطلوبة وهو الأمر الذي حال دون زراعة أراضيهم عفيراً أي قبل تساقط الأمطار وخاصة في المناطق الغربية، إضافة إلى إحجامهم عن زراعة القمح في كثير من المناطق بسبب ارتفاع تكاليف العملية الزراعية التي أوقعتهم بحالة العجز المادي ضمن الظروف الاقتصادية الصعبة وذلك بدءاً من أجور الحراثة والزراعة وصولاً إلى أسعار الأسمدة الزراعية التي عجز الكثيرين منهم عن شرائها إضافة لارتفاع أسعار البذار وخاصة أن كيلو القمح المعد للبذار يزيد على 1600 ليرة شراء من فرع إكثار البذار هذا دون إضافة أجرة نقله.

ولفت عدد من المزارعين إلى أن مادة المازوت ورغم توفرها وتأمينها لأصحاب الجرارات إلا أن أصحاب الجرارات لم يقوموا بتخفيض أجرة الحراثة لتبقى مسوغاتهم شراءهم المازوت من السوق السوداء المترافق مع ارتفاع تكاليف الإصلاح وقطع الغيار ليظل الفلاح الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج تلك.

وأكد جميع المزارعين أن القطاع الزراعي وصل إلى مرحلة لا تحمد عقباها، فمع ارتفاع أسعار المحروقات وأسعار الأسمدة وندرتها وارتفاع أجور العمالة والآليات ونقل المنتجات الزراعية التي تصل تكلفة أسعار نقل بعضها إلى ما يقارب قيمتها فإن كثيراً منهم أحجم عن زراعة أرضه لعدم تغطية محاصيلهم السنوية لتكلفة مستلزمات الإنتاج كافة.

نائب رئيس اتحاد الفلاحين في السويداء ركان الصحناوي أكد لـ«الوطن» أن هذا الموسم ليس ككل المواسم فرغم توافر مادة المازوت المخصصة لزراعة المحاصيل الحقلية ومخاطبة الجمعيات الفلاحية في المحافظة لاستلام المادة ليصار إلى توزيعها على أصحاب الأراضي إلا أن التجاوب كان بطيئاً، وحتى تاريخه لا يزال طلب المادة من قبل الجمعيات الفلاحية في المحافظة لزوم الزراعة متدنياً وليس كالمعتاد وهذا يعود إلى عزوف المزارعين لتاريخه عن زراعة أراضيهم بسبب تخوفهم من قلة الهاطل المطري وخاصة أن زراعة المحاصيل الحقلية وفي ظل ارتفاع مستلزمات الإنتاج باتت تشكل عبئا مادياً على الفلاحين.

وأشار الصحناوي إلى أن الاتحاد قام بتوزيع 86 ألف ليتر مازوت على المزارعين للبدء بتنفيذ الخطة الزراعية، علماً أن الاحتياج الفعلي لإنجاز الخطة الزراعية هو مليون و215 ألف ليتر.

من جهته مدير فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار في السويداء وائل الطويل بين لـ«الوطن» أنه تم تنفيذ الخطة الإنتاجية للفرع حيث بلغت الكميات المستلمة والمشحونة للفرع من الأقماح الخام 1371 طناً من أصناف شام3 -دوما 1 وتم تخزينها في مستودعات فرع المؤسسة في بلدة المزرعة إضافة إلى البدء بعمليات الغربلة لهذه الكميات حيث جرى شحن كميات من الأقماح المغربلة والمعقمة إلى فروع المصرف الزراعي في صلخد وشهبا لوضعها تحت الطلب لتأمين تنفيذ الخطة الزراعية في المناطق المذكورة وهي جاهزة حالياً بسعر 1585 ليرة للتسليم في أرض مستودعات المصارف الزراعية ومستودعات المؤسسة العامة لإكثار البذار.

ولفت إلى أن الكميات المسلمة من البذار المعقمة في فروع المصرف الزراعي للمزارعين لم تتعد حتى تاريخه 50 طناً في فرع مصرف صلخد الزراعي من أصل 300 طن كما أن الكميات المستلمة من قبل المزارعين في منطقة شهبا لم تتعد 10 أطنان، عازياً قلة الكميات المسلمة من البذار في فروع المصرف إلى تأخر تساقط الأمطار وتخوف المزارعين من زراعة أراضيهم وفق تكاليف الإنتاج المرتفعة.

وأكد الطويل قيام الفرع بالإعلان عن رغبته في التعاقد مع الفلاحين للزراعة المروية والزراعة في منطقة الاستقرار وذلك لتأمين الخطة الإنتاجية للمؤسسة من البذار اللازم لموسم 2022 وتم التعميم من اتحاد الفلاحين لإبلاغ الجمعيات والفلاحين في المناطق المذكورة.

بدوره مدير زراعة السويداء أيهم حامد بين أن الخطة الزراعية لمحصولي القمح والشعير هذا الموسم تبلغ55 ألف هكتار منها 33 ألف هكتار لزراعة القمح.

Exit mobile version