Site icon صحيفة الوطن

الدراما السورية تودّع مختارها … زهير رمضان.. شُيّع على الأكتاف في مشهد مؤثر بدموع من الألم والحسرة .. ترأس نقابة الفنانين منذ سبعة أعوام وانتخب عضواً لمجلس الشعب

من مستشفى الرازي في حي المزة إلى ساحة الأمويين ومنها إلى مقر نقابة الفنانين في شارع بغداد ومنه إلى مسقط رأسه في اللاذقية، بدا موكب تشييع الفنان القدير زهير رمضان في مشهد مؤثر بدموع من الألم والحسرة على رحيل نجم قدير خطفه الموت باكراً متأثراً بمرضه.
الفنان الراحل عانى التهاباً حاداً في الرئة وبات غير قادر على الكلام قبل أن ينقل إسعافياً مساء الأربعاء إلى المستشفى ويفارق الحياة فيها بعد تعرضه لانتكاسة مفاجئة عن عمر ناهز 62 عاماً لتنعاه وزارتا الإعلام والثقافة ونقابة الفنانين.
وتجمهر عدد كبير من الفنانين والمسؤولين والناس العاديين أمام المستشفى لوداع الفنان الكبير، مصرين على حمل نعشه على الأكتاف على طول أوتستراد المزة قبل أن يجولوا بجثمانه في ساحة الأمويين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون بقلوب ملؤها الحزن وعيون وشحتها الدموع.
بعدها شيعت اللاذقية جثمان نقيب الفنانين إلى مثواه الأخير في حي الأزهري بحضور شعبي ورسمي حافل.
إذاً، من «رسائل شفهية» إلى «ضيعة ضايعة» وما بينهما من شخصيات رسمت عوالم من ضحكات أزهرت في مساءات منازلنا، أنهى نقيب الفنانين زهير رمضان آخر مهماته ورحل، تاركاً في قلوب محبيه ذاكرة فنية لا تنسى.
ولد الراحل في اللاذقية عام 1959، وشغل منصب نقيب الفنانين السوريين منذ أواخر عام 2014 حتى وفاته، وكان عضواً في مجلس الشعب السوري منذ عام 2016 حتى عام 2020.
الراحل خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل عام 1983، بدأت موهبته منذ الصغر حيث كان يعشق المسرح والتمثيل وعالم الفن وشارك منذ تخرجه من المعهد في العديد من الأفلام والمسلسلات التي حققت شهرة واسعة في الوطن العربي، إضافة إلى مشاركته بالسينما في العديد من الأفلام التي نالت شهرة واسعة.
اكتشفه الفنان أيمن زيدان وقدّم أول أدواره من خلال مسرحية «حارة الشحادين» إلى جانب الراحل حسن دكاك.
شارك فيما يقرب من مئة وخمسين عملاً بدأها بمسلسل «شجرة النارنج» عام 1989 قبل أن تتوالى أعماله الدرامية والسينمائية.
من مسلسلاته نذكر «الرجل الأخير» عام 1989، «الشريد» و«البديل» عام 1992، و«نهارات الدفلي» و«الخطوات الصعبة» و«الحصاد المر» عام 1995، «القصاص» عام 1996، «الفراري» و«العوسج» عام 1997، «جواد الليل» و«بطل من هذا الزمن» عام 1999، «ليل المسافرين» عام 2000، «ورود في تربة مالحة» عام 2002، «خط النهاية» عام 2003، «عصر الجنون» و«عذراء الجبل» عام 2004، «الغدر» عام 2005، «انتقام الوردة» عام 2006، «جنون العصر» و«كوم الحجر» عام 2007، «الزلزال» و«مرايا» و«الزعيم» عام 2001، «رومانتيكا» و«المصابيح الزرق» عام 2012، «حمّام شامي» و«باب المراد» عام 2014، «طوق البنات» و«دنيا2» و»بانتظار الياسمين» عام 2015، «صدر الباز» و«عطر الشام» و«خاتون» عام 2016، «يوميات المختار» و«حريم الشاويش» عام 2018، «بروكار» عام 2020، «ضيوف على الحب» عام 2012. إضافة إلى مسلسل «باب الحارة» ابتداءً من جزئه الأول عام 2006 وحتى الحادي عشر العام الماضي باستثناء الجزء العاشر بشخصية «أبو جودت»، إضافة إلى مسلسل «ضيعة ضايعة» بجزئيه عامي 2008 و2010 بشخصية «المختار بيسة».
من أفلامه السينمائية «ليالي ابن آوي» عام 1988 و«رسائل شفهية» عام 1991 و«مشروع أم» عام 2002.

عبّر عدد من المحتشدين في موكب التشييع عن ألمهم وحزنهم العميق لهذا الفقد الكبير لما كان يتمتع به الفقيد من صدق وشفافية وقوة في إيصال صوت سورية وثقافتها إلى الوطن العربي برمته مرسخاً قيم الوطنية والعطاء والوفاء لوطنه. إليكم بعض التصريحات التي أدلى بها الفنانون لجريدة «الوطن»:

عاش ومات كبيراً

رئيسة فرع دمشق تماضر غانم: خانه قلبه، كان يؤكد لنا أنه بصحة جيدة، وعندما أخبروني بوفاته، ظننتها شائعة أو مزحة، زرت المستشفى وأنا غير مصدقة، قبل أن أتأكد من صحة الخبر بكل أسف.

انتهى الجدال والنقاش، عاش كبيراً ومات كذلك في أخلاقه ومواقفه وحبه لبلده، أرجو أن يسامحنا.

صاحب مبدأ ثابت

رئيس فرع اللاذقية حسين عباس: زهير رمضان هو الإنسان الذي يحمل كل الصفات في كلمة إنسانية، هو الشهم والأب والأخ والصديق والملاذ الآمن لكثير من الناس سواءً كانوا فنانين أو غيرهم، له أيادٍ بيض في مجالات كثيرة، وكان صاحب مبدأ ثابت لا يتغير مع تغير الظروف.

قائد مؤسساتي ناجح

أمين سر فرع دمشق سيمون خوري: لم نخسر نجماً كبيراً فقط، بل خسرنا قائداً مؤسساتياً ناجحاً قدّم للنقابة الكثير، وكان يقودها حتى وهو مريض، رحيله خسارة كبيرة لا تعوض.

خسارة لا تعوض

مدير العلاقات العامة في فرع دمشق عمر مولوي: كان يشعر بارتياح وعلاجه كان يسير بشكل جيد وصحته تتحسن، لكنه تعرض لانتكاسة ورحل عن عالمنا.

رحيله خسارة لا تعوض ولا يمكن التعبير عنها لفداحتها، كان أخاً للجميع، للصغير قبل الكبير.

أكبر من صدمة

الممثل وائل رمضان: من الصعب التعبير عما يجول في الخاطر، رحيله أكبر من صدمة، اعتدنا في هذا الموقف أن يكون زهير رمضان أول المتواجدين، فمن الصعب أن نتواجد هنا من أجله هذه المرة.

فنان حقيقي وشغوف

الممثلة سلاف فواخرجي: كنتُ على تواصل دائم معه على الصعيدين الإنساني والفني، كان قوياً ويخبرنا دوماً بأنه بخير وأنه سيعود أقوى، وكان عندنا إيمان بذلك، كنا ننتظره لكن وفاته صدمتنا، رحيله خسارة كبيرة لأنه أخ شهم وفنان حقيقي وشغوف وقدم شخصيات لا تنسى، تعرض للظلم كثيراً لأنني شاهدة على ما قدمه من مساعدات للناس.

فنان خلوق وملتزم

الممثلة نادين خوري: يعز علينا خسارة قامات فنية كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، أحزننا رحيل زهير رمضان المبكر، جمعتني به الكثير من الذكريات الجميلة والأعمال الكثيرة، وتعاونا مؤخراً في مسلسل «بروكار»، كان فناناً خلوقاً وملتزماً ويتمتع بروح الفكاهة.

فنان كبير وحقيقي

الممثلة غادة بشور: لا أعرف ما أقول، كنت أطمئن عليه يومياً وكان يخبرني بأنه بخير، لكنها إرادة رب العالمين، وفاته خسارة كبيرة فهو الصديق والأخ والفنان الكبير والحقيقي والإنسان الطيب، وستبقى ذكراه في قلوبنا ولن ننساه.

أكبر من الكلام

الممثلة ريم عبد العزيز: كنت أكذب الشائعات حتى آخر لحظة، كان يحب أن يكون قوياً ولا يظهر بمظهر الضعيف، ولم نكشف عن مرضه حتى كشفه بنفسه، حزينون جداً على وفاته، الفاجعة أكبر من الكلام، لن ننساه رحمه الله.

مصاب كبير

الممثل باسل حيدر: كل إنسان يقدّر الإنسانية فهو على علاقة طيبة مع زهير رمضان، وكل إنسان يحب سورية فهو يحبه لأنه دافع عن سورية بطريقة أنيقة وجميلة امتلكها وافتقدها كثيرون.

مصابنا كبير لأنه زهير رمضان كان بوصلتنا وصخرتنا التي نتكئ عليها بتعبنا وألمنا، كان أمامه متسع من الوقت للعمل النقابي والإداري والفني والإنساني.

مشروع خاص

الفنان محسن غازي: العزاء للجميع، كان زهير رمضان متفرداً من خلال شخصيته المتميزة، كان يمتلك مشروعاً خاصاً ينعكس بخصوصيته على الحالة العامة.
كان مبدعاً وإنساناً حقيقياً ومعنياً بإدارة شؤون الفنانين، والتفاصيل التي تربطنا فيه نلاحظها في كل زمان ومكان.

تاريخ حافل

الممثل وضاح حلوم: «خسرنا قامة فنية كبيرة وفناناً صاحب تاريخ حافل بالإنجازات، تاركاً وراءه إرثاً فنياً غنياً وترك بصمته على الشاشات وكان أخاً وحاضناً للجميع.

الإنسان العظيم

الفنان علي الديك: كان أخاً للجميع وجسد كل صفات الإنسان النبيل، وأعتقد أن جميع السوريين حزينون على رحيل هذا الإنسان العظيم الذي كان يسعدنا ويمنحنا البسمة، كان يطربنا بحديثه وكان رجلاً حقيقياً قولاً وفعلاً.

د. مهدي دخل الله: ستبقى ذكراه في القلوب

أكد عضو القيادة المركزية في حزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل اللـه أننا خسرنا نجماً وطنياً كبيراً في سماء الوطن، كان يتميز بحسه الوطني العالي.
وأضاف: «هي طبيعة الحياة وإرادة الله، ستبقى ذكراه في قلوب الفنانين وقلوب أهالي وطنه».
وأشار إلى أن نضال الفنان الراحل كان وطنياً وليس سياسياً أو فنياً أو حزبياً، وكان فنه مسخراً لخدمة الوطن، منوهاً إلى أنه كان من الفنانين الذين جمعوا الموهبة مع الثقافة والخبرة.

Exit mobile version