بدأت مع انطلاق عمل معاصر الزيتون في محافظة حماة، منذ 15 الشهر الماضي تظهر مشكلات بيئية، من مخلفات عمليات العصر وطرح نواتجها من «ماء الجفت» بأطراف الطرقات القريبة من تلك المعاصر، وبالأراضي الزراعية والمسيلات المائية، وهو ما جعل صوت المواطنين المتضررين من تلك المشكلات يرتفع عالياً، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل السريع، لإنقاذهم من الروائح الكريهة ومخاطرها على صحتهم، إضافة لمعالجة آثارها السيئة على البيئة بشكل عام.
وبيَّنَت مديرة مكتب الزيتون بمديرية زراعة حماة سوسن قيسي لـ«الوطن» أن هناك لجنة من الجهات المعنية مثل الزراعة والبيئة والمحافظة، كشفت على عمل المعاصر بالمحافظة، وعددها أكثر من نحو 39 معصرة، منتشرة بمختلف مناطق المحافظة، ولكن معظمها يتركز بمنطقة مصياف، ووجدت أن بعضاً منها يرمي «ماء الجفت» في الصرف الصحي أو على أطراف الطرقات أو بمسيل مائي.
وأوضحت قيسي أنه تم إنذار العديد من المعاصر المخالفة لشروط العمل، بتهديد سلامة البيئة. وأضافت: سيتم إغلاق 3 معاصر هذا الأسبوع بسبب عدم تقيدها بالتعليمات، وارتكابها مخالفات بيئية.
وكشف عدد من المنتجين أن بعض أصحاب المعاصر يتقاضون منهم أجوراً زائدة، لقاء عصر محصولهم، ويضطرون لدفعها مرغمين كي لا يفسد زيتونهم ويفقد نسبة عالية من الزيت إذا تأخر عصره. وأوضح بعضهم أن هناك أصحاب معاصر يأخذون أجرتهم زيتاً، بالاتفاق بين الطرفين، وبنسبة 10 بالمئة من ناتج عصر زيتونهم، ليبيعوا «الكالون» 16 كيلو بـ230 ألف ليرة من أرض المعصرة.
وبيَّنت قيسي أنه تم تحديد أجرة عصر الزيتون بـ160 ليرة للكيلو إذا احتفظ صاحب المعصرة بالبيرين الناتج عن العصر، وبـ 220 ليرة للكيلو من غير البيرين. كما تم تخصيص كل معصرة بـ5 آلاف لتر من المازوت لتسهيل عملها، وعصر إنتاج المزارعين وفي حال تقاضي أجرة زائدة عن ذلك يمكن لمنتج الزيتون أن يشكو للرقابة التموينية.
وعن إنتاج المحافظة من الزيتون، ذكرت قيسي أن الإنتاج النهائي لم يحدد حتى اليوم، ولكن الأولي يُقدَّر بنحو 69 ألفاً و237 طناً، منها 59324 طناً من الأراضي المزروعة بالزيتون بعلاً والباقي من المساحات المروية.
أما سعر كالون الزيت بالجملة في المحافظة، فبيَّنَ باعة لـ«الوطن» أنه يتراوح بين 225 ـ 250 ألف ليرة حسب نوع الزيتون وجودة الزيت، والكيلو بالمفرق 14 ألف ليرة إذا كان الزيت من النوع الجيد، وبـ 13 ألف ليرة إذا كان أقل جودة، وبـ 11500 ـ 12000 ليرة إذا كانت جودته وسطاً!.