الكلاب الشاردة تسرح وتمرح في عربين … رئيس البلدية لـ«الوطن»: تسميم الكلاب برؤوس الدجاج ونقص المازوت يعوق نقل القمامة
| عبد المنعم مسعود
تلقت «الوطن» شكوى من قاطني مدينة عربين حول انتشار الكلاب الشاردة في المدينة وخصوصاً عند حاويات القمامة فيها التي تتقاعس البلدية عن ترحيلها وقد تبقى لأسبوع كامل وهي تتزايد ودون ترحيل.
«الوطن» زارت المدينة وتحققت من شكاوى الأهالي ووثقتها وبدا الواقع مطابقاً لشكواهم فالكلاب الشاردة ليست ضالة تأتي وتذهب بل إنها مستوطنة إما في الأبنية المهجورة المجاورة لحاويات القمامة أو أنها تنام تحت هذه الحاويات التي امتلأت بالقمامة وامتدت أمتاراً وأمتاراً خارجها ولاحظت «الوطن» أن بعض القاطنين وخصوصاً من الأطفال لا يستطيع الاقتراب من هذه الحاويات لرمي القمامة ما يضطرهم لقذفها بالحجارة وتبدأ رحلة الركض بعد هجوم الكلاب باتجاه الأطفال.
رئيس بلدية مدينة عربين لا ينفي الواقع بل يؤكده لكن كلامه متناقض مع المسؤول عن مكافحة الكلاب الشاردة في البلدية الذي أكد أن عملية مكافحة الكلاب الشاردة. تتم عن طريق تسميمها ووفقاً لتعداد عمليات التسميم التي أبرز جدولها فإنها تتم كل شهرين مبيناً أنه في اليوم التالي لكل عملية تسميم يموت حوالي 25 كلباً والعدد قد يكون أكبر من ذلك لأن بعض الكلاب تموت داخل جحورها ولا يتم إحصاؤها.
ويؤكد رئيس بلدية عربين راتب شحرور في تصريح لـ«الوطن» أن عمليات التسميم تتم حسب توافر المادة السامة والمادة الأولية لذلك وهي رؤوس الدجاج وتتم أحياناً كل عشرة أيام مؤكداً أنه في إحدى المرات منذ عام وجد في اليوم التالي لعملية التسميم أكثر من مئة جثة كلب.
ويبين شحرور أن سبب قدوم الكلاب إلى المدينة خلو المناطق القريبة منها أو قلة السكان فيها مؤكداً وجود روايات للأهالي بأنهم رأوا سيارات تنقل كلاباً شاردة من مناطق أخرى وتتركها على أطراف المدينة.
ووفقاً لشحرور فإن عدم قدرة البلدية على ترحيل القمامة لا يعود لتقاعسها وإنما لعدم توافر الإمكانات في بعض الأوقات ما يبقي حاويات القمامة لأكثر من خمسة أيام من دون تفريغ مؤكداً بذلك صدق شكاوى الأهالي التي تلقتها «الوطن».
ويعيد شحرور السبب في تراكم القمامة إلى الأعطال التي تصيب آليات رفع القمامة من المدينة لترحيلها إلى مكب دير الحجر وعدم توافر مادة المازوت معيداً السبب في ذلك إلى قدم الآليات وكثرة أعطالها وإلى عدم تخصيصها من شركة محروقات بالكميات وعددها 8 آليات بسبب ربط تخصيصها ببطاقات ذكية بضبوط حول الآليات التي فقدت من البلدية أثناء الأزمة وعددها 42 آلية والناحية ترفض إصدار الضبوط في ظل عدم وجود الآليات.
ويكشف شحرور عن تخصيص المحافظة للبلدية بكمية 8 آلاف ليتر شهرياً للمساعدة في تشغيل آليات البلدية والتي تحتاج يومياً لحوالي 300 لتر بالحد الأدنى مبيناً أنه يتم ترحيل حوالي 65 طناً من القمامة يومياً من المدينة.
ويبين شحرور أن زيادة عدد سكان المدينة الذي تجاوز 65 ألفاً إضافة إلى زيادة الفعاليات الاقتصادية فيها زاد من كميات القمامة فيها فهذه الفعاليات تقوم برمي قمامتها في الحاويات المخصصة للأهالي ما يزيد من حجم القمامة في المدينة موضحاً أن عدد الحاويات أقل بكثير من العدد المطلوب.
ويرى شحرور أن حال المدينة الآن أفضل منه بكثير عما كانت عليه قبل أشهر سابقة لكنه ليس مثالياً فقد فتحت كل طرقات المدينة وأزيلت الردميات أو تم تجميعها في بعض الأماكن لكنها تحتاج إلى ترحيل وترحيلها يحتاج إلى مشاريع تخصصها المحافظة.
وينفي رئيس البلدية إزالة المقبرة من وسط المدينة مبيناً أن هناك تعديات خارج المقبرة طالت المخطط التنظيمي المار بجانب المقبرة ولذلك تم استصدار فتوى من دار الإفتاء بدمشق على أن هذه المقابر دارسة أي مضى عليها أكثر من عشر سنوات كما أن الدفن لا يتم بهذه المقبرة لكن بمقبرة أخرى خارج المدينة مبيناً أنه وعلى الرغم من مرور عشر سنوات إلا أن البعض ما زال يتقدم بطلبات نقل رفات ونحن نسمح له معللاً وجود شواهد جديدة في المقبرة بقيام البعض بإصلاح شواهد القبور التي لا يطولها المخطط التنظيمي.